مازالت تنتابني الغيرة وأنا أرثي حال بناتنا الخاويات اللاتي يقضين أغلب أوقاتهن أمام الأسلاك الباردة وأعني (الكمبيوتر) في أحاديث خاوية مع صديقاتهن.. مما يجلب لهن الكثير من المشاكل التي هن في غنى عنها.! وكذا طريقة التعرف عبر البرامج المتاحة.. وليس هناك رقيب.. والنتيجة تقع في براثن الشر من قبل البعض الذي ليس لديه الوازع الديني...وتبقى أسيرة الخوف والرعب والتهديد، عبر شاشات (النت).. هذا ما وصلني وما سمعته عن تعرض العديد من فتياتنا لمشكلة الفراغ العاطفي، الذي ينتاب أغلبهن، وذلك يعود لانشغال الأسرة عن دورها في التوجيه والتربية. أنا لا أنكر أن الشاشة الباردة (الكمبيوتر) التي يقضي أغلب شبابنا أوقاتهم.. أمامها هي سلاح ذو حدين..!
ولكن من يدرك!
الكثرة من فتياتنا تهدر قيماً جمة باستخدام غير سوي وغير لائق..عندما تضيّع أغلب وقتها في محادثات فارغة من غير جدوى!
ومن غير تحسب لما يحدث، فتقع أكثرهن فريسة للتشهير، وليس هذا فحسب، بل أكثرهن يصبحن يعرضن أنفسهن لمواقف هن في غنى عنها!
ليت شباب اليوم يدرك مساوئ جهاز الكمبيوتر ما لم يستخدم فيما ينفع ويفيد، وتحت رقابة من الأسرة.!
أني أرثي لضياع العديد من فتياتنا وفتياننا في هذا الزمن الذي أضحى الضجر يلازمهم أينما اتجهوا.. ولعل للمدرسة والبيت دوراً مهماً في هذا الملل الذي ينتابهم. لأنهم لم يوجهوا تلك الطاقات المكبوتة داخل نفوسهم وأجسادهم.. فتفرغ في أشياء تعود عليهم غالباً بالوبال والهلاك!
هذا واقع شبابنا، هذا اليوم حيث يعيشون فراغاً قاتلاً؛ دون أن يكون هناك توجيه، فإلى متى يبقى هؤلاء.. ضحية البيت والمدرسة.. وإلى متى نقدم لهم كل مطالبهم دون أن تكون عين الرقيب مستيقظة!!
إن لكل خطوة توازنها واتزانها.. ولماذا نندب حظنا بعد أن تقع الكارثة ونضرب كفاً بآخر!؟
نحن لا نتخذ الحذر، ونحن نهمل كل شيء ونريد كل شيء في آن، وإلى متى يا فتاتي تظلين رهينة لأخطائك.. وتحملين غيرك نتائجها!؟
هذه دعوة موجهة إليك.. اغرسي في نفسك حب القراءة.. وتجنبي كل ما لا يفيد وحاولي أن تنتجي في أوقات الفراغ.. وتعلمي كل ما يعود عليك بالنفع والفائدة، حتى وإن ضاقت بك الدنيا بما رحبت.. واخلقي من نفسك فتاة تتسم بالدين والخلق.. وقوّمي نفسك وحاولي معالجة الخلل الذي فيك. وجّهي طاقاتك إلى كل ما هو نافع.. وأخيراً لا تنسي كتاب الله فهو خير هاد للنفوس المتعبة وخير زاد.. وأخيراً أرجو أن تكوني خير فتاة لخيرالأجيال.!
|