على طريقة العصابات الإجرامية يتداول مسؤولون إسرائيليون قوائم للموت، يحددون فيها أناساً يجري العمل على تصفيتهم، وفي تصريح له مؤخراً حدد نائب وزير الدفاع الإسرائيلي مؤسس حماس الشيخ أحمد ياسين كهدف قادم وقال: إن العد التنازلي قد بدأ لعملية اغتياله.
هذا الإعلان بهذه الطريقة الفجَّة يمثل دعوة صريحة للتصعيد في ساحة مضطربة أصلاً، ومرشحة للمزيد من التصعيد الذي تتجاوز تداعياته المنطقة إلى المحيط الدولي العام، مع ذلك هناك من ينظر إليه باعتباره ضمن حقوق إسرائيل في الدفاع عن نفسها أي أن على إسرائيل أن تقتل من تشاء.
وتتلقف إسرائيل مثل هذه التصريحات المشجعة وتمضي من تصعيد لآخر تجنباً لاستحقاقات سلام يجردها مما سرقته من أراض، فقد سعى رئيس وزراء إسرائيل شارون إلى التصعيد من خلال إعلان عن خطته التي تركز على اجراءات أحادية الجانب بشأن رؤيته المبتسرة للسلام، حيث يتحدث الإرهابي العتيد عن ازالة مستوطنات يقول إنها غير شرعية وكأن هناك أصلاً مستوطنات شرعية، فهي كلها غير قانونية وفقاً للقانون الدولي.
وتسعى إسرائيل للتصعيد أيضاً من خلال حملات الاجتياح للمدن والمناطق الفلسطينية بكل ما ينطوي عليه ذلك من قتل للسكان وتدمير للمنازل وتجريف للأراضي وتقييد لحركة الناس وإغلاق لمناطقهم.
ويستمر الاستفزاز ليصل إلى تحديد الذين ينبغي اغتيالهم لاستثارة الجانب الآخر والوصول بالتوتر إلى درجاته العليا ما يعني توقف أي تحرك نحو السلام وضياع أي ملامح له.
لقد جرب الإسرائيليون كل شيء باتجاه قهر الشعب الفلسطيني، من تشديد قبضتهم الأمنية إلى ابتكار أساليب جديدة للعنف والقمع، إلا انهم لم يستطيعوا زحزحة الصمود الفلسطيني أو انتزاع تراجع من ابناء فلسطين، وقابل هذا التصعيد العدواني الارتقاء بالمقاومة إلى درجة دفعت الشباب والنساء والأمهات إلى التضحية بحياتهم للجم وإحباط تطلعات الإسرائيليين في كسر شوكة المقاومة.
|