المتابع للأحداث هذه الأيام.. يدرك أن إسرائيل في أسعد أيامها.. وأن المتطرفين والإرهابيين من العرب والمسلمين.. أو ربما غيرهم = لا ندري = الذين فجروا في «11» سبتمبر وما تبعه من تفجيرات في مناطق أخرى من العالم.. هؤلاء كلهم.. قد خدموا إسرائيل خدمة كبرى.. وجعلوها تعيش في راحة وسعادة.. وتُنفذ كل مخططاتها بيسر وسهولة..
** مجرمو أحداث سبتمبر.. الذين فجروا في أمريكا.. ومجرمو أحداث الرياض وأحداث أخرى مشابهة.. هم الذين خدموا إسرائيل.. وجعلوها تتقدم خطوات كبيرة للأمام على حساب المسلمين.
** لقد انكمش وتوارى.. المد الإسلامي في الغرب.. ومهما قيل عن سعي الغرب لقراءة الكتب الإسلامية.. وسعي الغرب للسؤال عن الإسلام.. فهو مجرد سعي للبحث عن جوانب «التطرف والإرهاب والعنف والغلو».. لعلهم يجدون شيئاً من ذلك في الإسلام.. وليس ذلك تعلقاً ورغبة في الإسلام.. إذ.. هل يُعقل أن يُقدموا على الإسلام ومحبة الإسلام.. والقراءة في تعاليم الإسلام.. الذي قيل لهم.. إنه ذبح منهم خمسة آلاف شخص في يوم واحد.. وخسر ميزانياتهم أكثر من ترليون.. وجعلهم يعيشون في رعب دائم؟
** هم لا يبحثون عن الإسلام كدين من باب الرغبة والمحبة.. بل يريدون البحث والتقصي عن الأسباب التي دفعت المسلمين إلى هذا العمل الاجرامي.. بعد أن تم نسبته لهم.. وقيل.. إن الذين قاموا به.. مسلمون.. وإنهم مجاهدون.. وإنهم يحقدون على الغرب.. وإنهم يريدون قتل الغرب.
** ثم جاء العمل الإجرامي الآخر.. الذي يلاحق الغربيين في ديار المسلمين ويقتلهم لمجرد أنهم غربيون فقط.. وينسى أنهم مستأمنون معاهدون..
** نحن المسلمين أعطيناهم الأمان.. ووقَّعنا معهم عقود عمل.. ولنا مصلحة في وجودهم.. ويقدمون لنا خدمات شتى «علمية.. وطبية.. وعسكرية.. وغيرها».. ومع ذلك.. رأى هؤلاء الإرهابيون المجرمون القتلة.. سفاكو الدماء.. رأوا أن قتلهم جهاد.. ورأوا أن مصلحة المسلمين في ذبحهم.
** إسرائيل.. لو كان بوسعها أن تحتفل.. لا حتفلت ووضعنا المزري اليوم.. ابتداءً من ضرب أفغانستان واحتلالها.. وضرب العراق واحتلالها.. ومروراً بتهديد سوريا وغير سوريا.. وانتهاءً بالقرصنة الإسرائيلية وذبح الفلسطينيين في وضح النهار.. هو امتداد لهذه الأعمال المشينة.. التي شوَّهت صورة الإسلام والمسلمين.. وجعلت كل بلد غربي.. يُغلق المراكز والمعاهد والمساجد.. ويلاحق الائمة والدعاة.. ويودع بعضهم.. السجن.. ويعلن وقف كل المناشط الإسلامية أو أكثرها.. ومع ذلك.. يخرج علينا شخص أو آخر ويقول.. إن أحداث سبتمبر ساهمت في تعريف الغرب بالإسلام.. وكان لها.. وجه إيجابي.. وهو جعل الغربيين يقرأون عن الإسلام.. ويقول.. إن الكتب الإسلامية.. نفدت من المكتبات «؟!!».
** هي نفدت ليس رغبة في الإسلام.. ولا حباً فيه.. وإن كانوا في السابق يكرهونه مرة.. فهم اليوم يكرهونه ألف مرة.. بسبب جنون هؤلاء الإرهابيين القتلة.
** هل يمكن أن نخدم الإسلام.. وأن ندعو للإسلام.. وأن نساهم في توسيع رقعة الدعوة وانتشار الإسلام بالقتل والتفجيرات والتدمير والعنف وسفك الدماء.
** يظهر ابن لادن والظواهري بكل تبجح في رسائلهما المخجلة ويقولان «غزوتا واشنطن ونيويورك» بمعنى.. أن المسلمين.. غزوا أمريكا..».
** هل الغزوات الإسلامية تتم بهذا الشكل؟
** وهل هذا العمل.. يُصنف جهاداً؟!
** ثم.. ماذا حقق هذا العمل للإسلام والمسلمين غير الخزي والعار والمطاردة والملاحقة للمسلمين في كل مكان؟.
** كم من المراكز اغلقت؟ وكم من المساجد أُوقفت؟
** وكم من الهيئات والمؤسسات الإسلامية أُوقفت نشاطاتها؟
** هل نحن سعداء بهذا؟
** هل هذا من الإسلام؟
** ألا ندرك بالفعل.. حجم تأثير هذا الإرهاب على مسيرة الدعوة؟
** هل نحن سذَّج.. بحيث نصدق.. أن هذه الأعمال الجنونية الإرهابية تجعل الغرب يُقبل على الإسلام أو يقرأ عن الإسلام؟
** بل هناك تقرير آخر أكثر جنوناً يقول.. إنه قد زادت نسبة الداخلين في الإسلام في أمريكا بعد الأحداث.. ورغم أنني أجزم.. أنه غير صحيح البتة.. إلا أن من قاله يبدو لي.. انه يعيش في كوكب آخر.
** المسلم اليوم.. عندما يريد الذهاب لأمريكا لمجرد الذهاب فقط.. للعلاج أو العمل أو الدراسة.. أو التجارة.. يخضع لفحص شامل.. ابتداءً من الفحص الطبي والمالي والعقلي.. وانتهاءً بالبصمات والسيرة الذاتية.. واسم الأم.. والجدَّة.. ومع ذلك «90%» منهم.. يطردون.
** هذه هي نتائج جنون الإرهاب.
|