* جدة خالد الفاضلي:
رفع منتدى جدة الاقتصادي يوم أمس السبت أول جلساته بعد مداولات متشابهة عن «النمو الاقتصادي» يشارك في تقديم أوراقها ثلاثة وزراء سعوديين وسيدة أعمال وخبيرة عالمية، بينما يستمر المنتدى اليوم وغداً في جلساته.
واتى صوت معالي وزير التجارة والصناعة مفاجئاً عندما أشار إلى ان مقولة «نمو متسارع» تعتبر وصفاً غير دقيق للاقتصاد السعودي، ومؤكداً ان «الوقت ليس في جانبنا»، كما اشار الدكتور يماني إلى أن مرحلة التنفيذ بطيئة جداً وأن «أكثر قضايانا تستغرق وقتاً أطول لتنفيذ قراراتنا».
من ناحيته كشف الدكتور خالد القصيبي وزير التخطيط والاقتصاد ان 60% من ميزانية الدولة تذهب إلى الأجور و40% فقط للتطوير، ووصف ذلك بالمأزق «نحن في مأزق» واشار إلى انه يدرك ان احد الحلول المطلوبة هو تخفيض عدد الموظفين، لكنه أكد على صعوبة ذلك من النواحي الاجتماعية.
وكانت سيدة الأعمال السعودية لبنى العليان سبقت الوزيرين إلى منصة الحديث للتأكيد على أن القطاع الخاص هو المالك الحقيقي لمفاتيح «ثروة مستدامة» تشمل فتح أبواب اقتصادية جديدة قادرة على استيعاب القوى العاملة بدلاً من حلول تم ممارستها لسنوات عديدة دون الوصول إلى حد سقف حقيقي لمشكلات تتنامى يومياً مثل البطالة وتذبذب الاقتصاد.
شارك وزير الدولة عبدالله زينل في إدارة حوار مفتوح بين المشاركين ووزير الدولة لشؤون التجارة والصناعة والتخطيط والاقتصاد حول أسس منافسة القطاع الخاص وتحفيزه، بينما تساءل الدكتور هاشم يماني عن أسباب بطء حركة برنامج الخصخصة رغم ان الدولة دشنته كبرنامج طموح يتيح تحويل 20 قطاعاً حكومياً إلى القطاع الخاص في مجالات «الاتصال، البريد، خدمات الموانئ، الكهرباء، الصرف الصحي، والطرق».
وطالب الدكتور يماني بوجود «رؤية موحدة» من أجل الوصول إلى ذات الهدف، كما عتب على استمرار القطاع الخاص بالتفكير بطريقة أحادية، تفتقد للمرونة، وأشار إلى أهمية أن يكون القطاع الخاص على استعداد لاتخاذ قراراته بذكاء موضحاً أن احدى مهام الدولة تهيئة البيئة الاقتصادية بشكل أفضل قادر على فتح أبواب جديدة لرجال الأعمال.
وكان قرابة الف رجل وسيدة اعمال يتجمعون تحت قبة مساحتها 300 متر في صدر فندق هيلتون جدة وعيونهم تتابع باهتمام المتحدثين بدءاً بسيدة الأعمال لبنى سليمان العليان المتدثرة بخمسين سنة من الحياة التجارية حتى استقرت مؤخراً على المشاركة في إدارة 40 شركة، بينما تبعها في الحديث وزير الاقتصادي والتخطيط، والتجارة والصناعة في حديث ذي شجون اقتصادية حول امكانية تقديم حلول أكثر تطبيقية لما تم تصنيفه بأشكالات السعودة والاحلال.
ويدل تعداد المشاركين وحجم المتحدثين على اتخاذ منتدى جدة الاقتصادي سمة عالمية وسمعة اتضحت من قدوم مبكر جداً لاسماء تجارية لامعة ذات ميزانية بمليارات الدولارات أمثال رجل الأعمال صالح كامل في مقدمة قائمة طويلة يقودون مئات الشركات والبنوك بأصول مالية تتجاوز ترليون دولار، مما يشير إلى أن تدخل القطاع الخاص بات وشيكاً لحسم عثرات اقتصادية.
انجز منتدى جدة الاقتصادي يوم أمس أوراق ونقاشات عن الاقتصاد السعودي وكيفية ايجاد تفكير استراتيجي، بينما ينحرف النقاش اليوم إلى مناقشة أشكالات أكثر تعقيداً تؤثر على اقتصاديات دول الشرق الأوسط قاطبة.
|