لا تنحصر الاستفادة الإسرائيلية من الاحتلال الأمريكي للعراق على الجوانب السياسية وما أحدثه من تغيرات كبيرة في ميزان القوى مع العرب، بل تعداته إلى استخلاص الدروس والعبر لما يحصل لقوات الاحتلال الأمريكي على أيدي العراقيين، وبما أن حالة الاحتلال واحدة والظروف متشابهة والمستهدف تقريباً واحد من خلال جهتين متقاربتين.. ونعني المقاومة العراقية التي تعد أكثر تقارباً للمقاومة الفلسطينية، ولهذا فإن عيون الإسرائيليين مفتوحة جداً على ما يحصل للأمريكيين في العراق، وكعادة الإسرائيليين لا ينتنظرون طويلاً لترجمة «تطفلهم» وتجيير ما يحصل للآخرين والاستفادة مما يحصل لهم.
قالت صحيفة «هآرتس» الاسرائيلية في عددها الصادر يوم (الاربعاء) الماضي: إن سلاح الجو الإسرائيلي أقدم مؤخراً على تغيير شكل استخدام مروحياته في المناطق الفلسطينية، خشية إسقاطها بنيران المقاومة الفلسطينية، مستخلصا بذلك العبرة مما تواجهه المروحيات العسكرية الأميركية في العراق التي أسقطت المقاومة العراقية الكثير منها. وحسب الصحيفة الاسرائيلية الأكثر انتشارا ينعكس التغيير بشكل خاص في استخدام قواعد هبوط المروحيات العسكرية، خاصة تلك التي تستقلها شخصيات سياسية وعسكرية رسمية في الضفة الغربية، حيث قام سلاح الجو بفحص هذه القواعد وإلغاء ما لا يتفق مع المعايير الأمنية، فيما تقرر استخدام بعض القواعد في ساعات الليل فقط.
وكان سلاح الجو قد بدأ إجراء مماثلا في قطاع غزة فور اندلاع انتفاضة الأقصى المجيدة، حيث قلص إلى الحد الأدنى تحليق طائرات النقل في سماء قطاع غزة، واستثنى من ذلك المروحيات الهجومية التي تستخدم في عمليات القصف والاغتيالات.
وتقول المصادر الاسرائيلية: إن المروحيات التي تحمل شخصيات إسرائيلية رسمية كانت تهبط قبل الانتفاضة في مستوطنة «نتساريم» إلى الجنوب من مدينة غزة، أما اليوم فتهبط خارج قطاع غزة، كما تم نقل مهبط الطائرات الذي كان يقع على مقربة من الخط الأخضر إلى الداخل أكثر فأكثر خشية من صواريخ تطلقها المقاومة الفلسطينية على المدن والقرى والبلدات الاسرائيلية المجاورة لقطاع غزة.
|