* القدس المحتلة - بلال أبو دقة:
تصدى النائبان العربيان في الكنيست الإسرائيلي د.جمال زحالقة، وعصام مخول لمساعي رئيس لجنة الداخلية البرلمانية، (النائب الإسرائيلي اليميني المتطرف يوري شطيرن) إلى استغلال منصبه ولجنة الداخلية البرلمانية لدعم نشاطات الحركة الاستيطانية «العاد» التي تعمل على سرقة الأملاك الفلسطينية في القدس الشرقية المحتلة، من خلال الاحتيال والتزوير، وتجييرها للاستيطان اليهودي..
وسبق للمحاكم الاسرائيلية أن كشفت مرارا عن قيام هذه الجمعية (العاد) بتزييف وثائق رسمية للاستيلاء على منازل عربية في القدس، لكن رئيس لجنة الداخلية، الذي يتفق ويتضامن بشكل تام مع أهداف ونشاطات هذه الجمعية، يعتبرها مرجعية ويخولها عرض تقرير أمام لجنة الداخلية حول ما أسمته وضع البناء غير المرخص في شرقي القدس..
وهاجم زحالقة ومخول رئيس اللجنة واتهماه بإجراء نقاش استيطاني وتجيير الكنيست لأغراض استيطانية حقيرة..
وقال زحالقة: هذه جلسة لسرقة الأملاك العربية، جلسة لتبرير الترانسفير، وكل من يشارك فيها سيلتقينا في لاهاي.. مضيفا: إذا أرادوا فتح ملف الأراضي في القدس، فيجب أن يتم فتحه حتى النهاية، لأن هناك أملاكا للفلسطينيين في القدس الغربية، أيضا، أما إذا لم يشاءوا فتح الملف واعتبروا القدس الشرقية منطقة محتلة فيجب انتظار تحديد الحل من خلال المفاوضات..
وهاجم رئيس اللجنة الاسرائيلية (يوري شطيرن) النائبين زحالقة ومخول، صارخا في وجهيهما: أنتما تمثلان المخربين، وطلب من حراس الكنيست إخراجهما من القاعة، ثم قدم شكوى ضدهما إلى رئيس الكنيست..!!
وعقب النائب زحالقة على ما حدث قائلاً: لقد تصدينا لممثلي منظمات يمينية متطرفة، تعمل علناً على الاستيلاء على الممتلكات العربية في القدس، وعلى محاصرة الوجود العربي في المدينة.. ورئيس اللجنة نفسه هو من اليمين المتطرف الترانسفيري ودعا إلى الجلسة من هم مثله ولم يدع أي منظمة تدافع عن حقوق الإنسان ومن لهم رأي مغاير..
وخلال مواجهة إذاعية مع النائب اليميني المتطرف شطيرن قال النائب زحالقة: تعمل منظمات الاستيلاء على العقارات العربية في القدس، بالتنسيق الكامل مع الجهات الرسمية.. القدس العربية هي منطقة محتلة وخاضعة للمفاوضات، ويجب التصدي بحزم لمشاريع تهويد القدس.. لا يمكن فتح قضية الأراضي في القدس الشرقية بدون فتح ملف أملاك وأراضي الفلسطينيين في القدس الغربية..
وفي نهاية الجلسة أوصت لجنة الداخلية بإجراء مسح شامل للأراضي والبيوت والعقارات في القدس بإدعاء ضرورة التوثيق الصحيح لها.. وفي هذا السياق قال النائب العربي زحالقة: من الواضح للجميع أن الهدف الحقيقي هو تطوير واستحداث آليات للاستيلاء على المزيد من أملاك الفلسطينيين في القدس الشرقية..
المسجد الأقصى المبارك في خطر والنفق الذي يحفره الاحتلال تحت ساحة البراق جزء من مخطط لتهويد القدس..
وعلى صعيد الانتهاكات الاسرائيلية بحق مدينة القدس وحرمها الشريف قال مدير المسجد الأقصى الشيخ محمد حسين في بيان تلقت «الجزيرة» نسخة منه: إن قيام سلطات الاحتلال بحفر نفق في ساحة البراق جزء من محاولات وترتيبات تقوم بها الحكومة الصهيونية مؤخرا، وتستهدف تهويد المدينة المقدسة المحتلة، وإقامة الهيكل المزعوم بدل المسجد الأقصى.. مضيفا: إن سلطات الاحتلال بدأت فعلا بحفر نفق أسفل ساحة البراق، وأن هذا النفق يتجه إلى منطقة القصور الأموية ويخرج خارج أسوار القدس باتجاه بلدة سلوان..
وأشار الشيخ حسين الى أن النفق الجديد سيمر أيضا من ساحة البراق وبوابة المغاربة محذرا من أن عمليات الحفر ستؤثر بشكل كبير على المعالم التاريخية والأثرية لهذه المنطقة التي دمرتها إسرائيل، خلال احتلال الجزء الشرقي من مدينة القدس في أعقاب حرب عام 1967، كما أن هذه الحفريات ستؤدي إلى خلخلة أساسات العماير الإسلامية في هذه المنطقة.
مشيرا إلى أن عمليات الحفر هي تعد على حدود الأوقاف الإسلامية، وتخلخل أساسات العمائر والأبنية القائمة، موضحا أن سلطات الاحتلال تحاول التغطية على مخططاتها من خلال الزعم أن هذه الأعمال تهدف إلى دعم النشاط السياحي في مدينة القدس المحتلة.. وقال مدير المسجد الأقصى: إن المخططات السياحية لا تتم من خلال المس والاعتداء على الآخرين.. مؤكدا أن المخططات الاسرائيلية لم تعد مجهولة، وتهدف إلى تغيير معالم المدينة المقدسة، وتصب في محاولات التهويد الجارية للمدينة المقدسة على قدم وساق، كما أن لها أهدافاً سياسية.. محذرا من أن عشرات التنظيمات اليهودية تعلن علانية بأنها تخطط لتدمير المسجد الأقصى وإقامة الهيكل المزعوم، تحت أسماء كثيرة مثل أمناء الهيكل وأبناء الهيكل وبناة الهيكل وغيرها..
وأكد مدير المسجد الأقصى ضلوع المؤسسة الرسمية الإسرائيلية بهذه المخططات التي لا تخفي تأييدها لمثل هذه المخططات وتدعمها.. منبها إلى أنه خلال السنوات الأخيرة اتخذت الحكومة الاسرائيلية إجراءات كثيرة تدعو للقلق على مصير المسجد الأقصى مثل الحفريات ومحاولات إدخال السياح بالقوة.. داعيا العالم الإسلامي إلى تحمل مسؤولياته ليس فقط تجاه المسجد الأقصى وإنما تجاه الدين والأمة الإسلامية.. وأضاف مدير المسجد الأقصى في تقرير طالعته «الجزيرة» قائلا: إن غفلة العالم الإسلامي لا يعني غفلتنا - نحن الفلسطينيين -، فنحن مسؤولون عن حماية ورعاية المقدسات الإسلامية وهذه الأرض التي نحن بها مرابطون.. مشددا في ندائه للمسلمين على أن المسجد الأقصى في خطر، وعلينا أن نحافظ عليه وأن ندافع عنه لأن المسجد الأقصى من عقيدتنا نحن المسلمين..
| 
