فخر الوجود هو الحبيب «محمد»
فلتهنئوا بضيائه ولتسعدوا
من جاءنا بالبينات وبالهدى
والناس لولا نوره لم يهتدوا
قرن الاله اسم النبي فخامة
إذ قال في الخمس المؤذن: أشهد
حاز الجلالة والمهابة والعلا
كالشمس في عليائها تتوقد
نور الوجود ضياؤه وسناؤه
وله الفضائل والمحاسن تسند
«ولد البشير فمرحبا بقدومه
فالكون يشدو والوجود يردد»
ولد الرسول فليس من متناحر
أو قاطع رحماً ولا مَن توأد
ميلاده قد كان مولد أمة
وحضارة فيها السنا والسؤدد
ميلاده أحيا القلوب وقادها
للمكرمات، فمجدها يتجدد
الخلق قبل مجيئه في حيرة
فالجهل طاغٍ والظلام ممدد
والحكم للأقوى العظيم شكيمة
ينهى ويأمر وهو طاغٍ أوحد
ما كان ميلاد الحبيب المصطفى
إلا السعادة والخلائق تشهد
قد حرر الأفكار من أوهامها
فإذا سحابات الجمود تبدد
قد نوّر الأبصار بعد ظلامها
فإذا بها تهوى الضياء وتنشد
قد حطم الأصنام في طغيانها
ودعا إلى التوحيد فالله اعبدوا
لاقى الأذى مما ينوء بحمله
شمّ الرواسي الشامخات ويرعد
كالطود يثبت شامخاً متسامياً
ولربه تعنو الجباه وتسجد
والشرك هب منافحاً عن بغيه
فإذا به بعد الشراسة يخمد
وقريش ألّبت القبائل ضده
وتوعدوا وبكل فج أرصدوا
لم يثنه عما يروم مكيدة
وتألب وتهدّد وتوعّد
أدى الأمانة مخلصاً متفانيا
والله مقصده ونعم المقصد
فإذا الحياة أخوة وإذا العقيدة
سمحة وإذا الرسول المرشد
يا صاحب الخلق العظيم ومالك
القلب الرحيم وفضله لا يجحد
مهما تغنى المادحون بمدحه
يفنى المديح وفيه ما لا ينفد
ماذا أقول؟ ومن يفي بمقامه؟
يكفيه مدح الله فهو مخلد
الله شرفه وأعلى قدره
والرسل تعلم والملائك تشهد
ذاك الذي ترجى شفاعته غداً
بشرى الأحبة ما يجيء به الغد
يا مسلمون تنبهوا واستيقظوا
ان العدو بأرضكم يترصد
فبراية الإسلام فاعتصموا ولا
تهنوا، وتحت لوائه كي تسعدوا
وسعادة الدارين نهج كتابه
فتزودوا من هديه كي تسعدوا
قالوا عن الإسلام دين تخلف
والدين أفيون ولما يهتدوا
جهلوا بأن الدين باعث نهضة
هو للحياة مطور ومجدد
الدين سلوى النفس من آلامها
وعزاؤها في النائبات ومسعد
الدين رمز حضارة وتقدم
لولاه عاش المرء وهو مشرد