لقد تفرد هذا «العصر» بشيء جديد لم يكن في عصر من العصور مثله ولعل هذا مما قدره الله ليبتلي عباده به خاصة ممن حمل العلم وعرف شيئاً يمكن أن يقال عنه إنه من «العلم» هذا الشيء الجديد الذي تميز به هذا العصر المادي هو اندفاع كتب كثيرة تبحث شتى المواضيع المختلفة في الأدب والعلم والحياة، وقد يكون الكتاب إسلامياً وهو في مضمونه ومحتواه شر مستطير وهذه الكتب التي اندفعت فجأة وظهرت دون تمهيد لابد من النظر فيها ولا بد من دراستها حسب «النقد الإسلامي» ليمكن بعد ذلك معرفة الغث من السمين ولكي يمكن السير على طريق مستقيم نصل بواسطته إلى «قمم المجد» و«مشارف الرقي» والذي يهمنا هنا: هو أن الشباب أو أكثرهم اندفع يقرأ ما هب ودب دون معرفة ودون تمييز وهذا في الحقيقة هو السر الذي جعل من الشباب اليوم سطحي التفكير مزعزع العقيدة وقد يستمر الشاب في قراءة هذه الكتب المشبوهة ويكبر على ذلك ثم لا يعلم إلا وهو من أعداء الدين ومن المحاربين له ولا يبعد عنا أن أكثر المفكرين «العرب» الذين يدعون اليوم إلى القومية أو الاشتراكية أو الماسونية ليسوا إلا من أولئك الشباب الذين اقتنوا الكتب المشبوهة منذ «الصغر» وشبوا على الشر وشبوا معجبين بهذه المذاهب، بل إنهم يرونها هي العز والفخر..
ونصيحتي للشباب أن يكونوا أكثر تمسكاً بالإسلام وأن يقرأ الشاب بفهم ووعي أن لا يكتب إلا بعد معرفة لما يكتب وإلا جعلنا أنفسنا عبيداً للغربيين وأتباعاً لهم دون ريب.
ونحن لا نريد إلا انارة الطريق وفتح الباب أمام الشباب الذين اندفعت أمامهم كتب متعددة كفيلة بأن تجعل «الشاب» غير الشاب والرجل غير الرجل ولا نريد أن ينتقدنا أحد إلا ومعه دليل ملموس واشارة بينة نفهم منها أن الشاب أو الناقد غير مقلد أو يريد الشهرة وبعد الصيت.
ج. ع: الشميسي | 
