هذا الموضوع لأهل الضمائر المخلصة من الرياضيين للكفاءات الرياضية الشابة القادرة على العمل الجادة في تحقيق الأمل.. لتلك الفئة التي لا يرضيها المستوى الذي عليه الأندية الآن ولا يسرها ماكانت عليه في الماضي وتملك الشجاعة والقدرة لتضع هذه الأندية في مكانها الصحيح.. عن طريق خدمتها في المشاركة الجادة لبنائها على الوجه السليم بالجاه والمال كما يقولون..
موضوعي عن الأندية.. وما أحلى اليوم الذي أجد فيه الأندية في مستوى تطعاتنا.. وما أروعه من يوم نجد فيه أندية نموذجية في بلادنا.. أندية تعطي للشباب فرص التحرك إلى الأفضل.. توعيهم وتوفر لهم سبل السعادة بما تضمه هذه الأندية من ملاعب وألعاب وبما يتوفر فيها من صالات فسيحة يرتادها رجال الفكر وحملة الأقلام لينشروا من منابرها الأهداف السليمة والتوعية الصحيحة وفق خطة يمهد لها من يملك العقل النير والتجربة الطويلة والعلم الغزير.. حتى لا يكون للارتجال نصيب في أعمالنا ومستقبل الأندية الرياضية في ربوع مملكتنا.
هي أحلام برغم حماسي لها.. أحلام لأن السنين التي مرت منذ تأسست أندية القمة في المملكة طويلة وطويلة جداً، ولم يتحقق خلالها من المنجزات ما يسر ويفرح.. وهنا يأتي الاعتقاد باستحالة تطور الأندية وخروجها من المفاهيم العتيقة التي تدار بها إلى نظرة أكثر تعقلا ومعقولية.. نظرة تخطط للحاضر والمستقبل مستفيدة من أخطاء الماضي في بناء كيانات للأندية بحيث يمكنها أن تواجه ما تتعرض له من ظروف قاسية بثقة دون الاشفاق والترحم عليها.. ثقة يسندها الكيان الكبير والأسس الراسخة والبناء القوي..
وهي أحلام تدغدغ مشاعرنا.. ذلك لأننا لم نستفد من السنين بالقدر الذي استفاد منها غيرنا.. فكان أن ولدت الأندية مريضة وظلت كذلك وإن كانت قد تعرضت إلى شيء كبير من التحسين خلال تولي الأمير خالد الفيصل لرعاية الشباب.. لكنها ما تزال دون مستوى آمالنا.. لأنها انشغلت بالتفاهات.. شغلتها الأشياء الصغيرة عن أداء رسالتها الكبيرة والمهمة..
والآن هل نحن في وقت يجعلنا عن قناعة نكتب وكأن ما نكتبه أملاً كبيراً وسهلاً وبالإمكان تحقيقه.. أعتقد نعم لأن رعاية الشباب تطورت وتوسعت خدماتها وزاد دعمها للأندية بشكل أكثر بكثير مما كان عليه في الماضي.. دعم تناول نشاطات الأندية وتقديم العون لها مقابل ذلك.. ودعم للمدربين بحيث تقوم رعاية الشباب بدفع نصف مرتباتهم.. فضلاً عن القروض التي يقدمها الصندوق الرياضي للأندية التي تقوم بمشاريع كبيرة كبناء الملاعب والمقرات.. هذا إلى جانب دخل مباريات الأندية الذي هو الآن أكبر مما كان عليه في الماضي نتيجة لزيادة عدد مباريات الدوري وكثرة الجمهور الذي يحرص على حضور المباريات.. إلى جانب التبرعات التي تشكل مورداً كبيراً لبعض الأندية ولا سيما الكبيرة منها.. وهذه الأشياء تقنعنا على أن المستقبل أفضل الآن ما كان حلماً وما كان أملاً سوف تكون عما قريب الحقيقة التي تشرفنا وترفع رؤوسنا.
وليس يكفي أن نقتنع بأن مستقبل الأندية سيكون أفضل من حاضرها.. ذلك لأننا حين نعيش على هذا دون أن نعمل ودون أن نحقق فإننا سنثقل هذه الأندية بسنين كثيرة من العمر الطويل بينما مازالت الأندية مظهراً ومخبراً هي الأندية التي عرفانها كسيحة في أكثر من ميدان.. واذن فإنه يستوجب التخطيط للعمل ثم العمل بعد ذلك..
وسيطول بنا الحديث فيما لو أردنا التعرض لكل ما نريده من الأندية.. سيطول كثيراً وسيفسره الاخوة في الأندية على أنه ضرب من المستحيل..
لذلك فإني عامداً متعمداً سوف أناقشها بل أقصر نقاشي لها على جانب لها على جانب واحد مما هو مطلوب منها فلعلي بذلك أحصل على ارتياحها لما أدعو إليه وما سبق أن ناديت ونادى غيري بتحقيقه في أوقات سابقة.. سأقصر حديثي على أن بناء مقرات للأندية أملاً طال عدم تحقيقه، أملاً تحقق على يد الأندية الصغيرة وظل أقرب إلى الخيال منه إلى الأمل بالنسبة للأندية الكبيرة مع الأسف..
ميزانيات الأندية كبيرة جداً ولكن الأندية عليها أكثر مما لها والسبب سوء الصرف على الأندية نتيجة لعدم كفاءة الأشخاص الذين يديرونها ويقومون بالاشراف على شؤونها.. وإن كنت هنا أذكر جيداً بل ولن أنسى أن أكثر الأندية لديها إدارياً واحداً أو اثنين في مستوى المسؤولية لكن الكثرة تطغى أفكارها على القلة من الإداريين ويؤخذ بها نظاماً..
وهذا في نظري حال ويحول دون أن تبني الأندية مقرات لها.. وللحق فإن كثرة تغيير بعض أعضاء مجالس إدارات الأندية بين حين وآخر قد جمد أي مشروع جيد للنادي.. وللحق ثانياً أن جهل الجمهور بحقيقة الوضع الذي تعيشه الأندية الآن ويجب أن نعيشه غداً ومستقبلاً جعله يقيمها من خلال كسبها لمباراة وخسارتها لأخرى.. ونتيجة لعدم الاستقرار الإداري من جهة وعدم تفهم الجمهور لرسالة ناديهم من جهة أخرى اضطرت الأندية إلى أن تظل وإلى أن تستمر على الصورة التي ولدت مشوهة فيها.. ذلك لأنني كإداري لا أستطيع أن التزم بمشاريع خلال فترة قصيرة أكون فيها عضواً بمجلس الإدارة وأجدني بعدها مضطراً إلى الاستقالة لأن مثل هذه المشاريع ستجعلني مقتنعاً بالحد من مبدأ التشجيع المادي للاعبين.. وهذا يعني أن البعض منهم سوف يقاطع التمارين بل وقد لا يشترك في المباريات.. وهنا تحدث الهزيمة ليثور الجمهور على الإدارة ويحملها المسؤولية دون أن يعي ما وراء الهزيمة من أسباب قد تكون بداية لمستقبل زاهر ومشرق للنادي.
ورغم كل الأسباب سواء ما كان منها معقولاً وما كان غير ذلك فإنه لشيء مؤلم حقاً أن تدفع الأندية مبلغاً سنوياً يصل في بعض الأحيان إلى أكثر من ثلاثين ألفاً من الريالات للنادي الواحد كأجرة للمقر دون أن تفكر في بناء مقر ربما كان في مستوى أفضل من المقر المستأجر ولن تزيد قيمته عن الأجور التي تدفع لخمس سنوات تقريباً هذا عدا الخسائر التي تلحق بالأندية نتيجة لانتقالها من مقر إلى آخر حيث يتطلب ذلك تنظيم ملاعب وادخال تحسينات يتحملها النادي دون أن يشارك المؤجر بقرش واحد في ذلك بل إنه يكون شهماً وكريماً - في نظرنا - حين يوافق على هذه الاصلاحات وهي كما قلت على حساب النادي والنادي فقط.
ليس معجزة بناء مقرات للأندية.. وليس مستحيلاً تنظيم الملاعب.. فها هي الأندية الريفية والرياضية التي في مستوى الأندية الريفية..
ها هي قدمت منجزات كبيرة خلال عمرها القصير.. أشادت قصوراً كبيرة لتكون مقرات لها.. وأقامت ملاعب البعض منها تقام عليه مباريات الدوري والبعض الآخر في طريقه إلى ذلك.. وأنا مع الأندية الكبيرة باستحالة ذلك إذا ظل الصرف بالشكل الذي نراه الآن وإذا ظلت العقليات التي تدير الأندية ترى أن مصلحتها في توفير الهدوء للنادي دون الأخذ بالاعتبار إلى ما يجب أن يكون عليه النادي مستقبلاً بعد أن ظل حاضراً كما كان ماضياً.
إن الإداري وهو صاحب الدخل الضعيف يقوم في أغلب الأحيان ببناء البيت المناسب له ولأولاده.. بالتوفير من راتبه وبالقروض من غيره..
بالصبر على ثقل الديون وبالنظرة الصائبة إلى المستقبل وما يكتنفه من غموض.. الإداري يفعل ذلك مع نفسه فلماذا لا يفعل ذلك مع ناديه.. لماذا لا يأخذ بنفس الاتجاه في بناء مقر النادي كما أخذ به في بناء مقر أسرته.. يمكن أن يستدين النادي ويمكن أن يأخذ قرضاً ويمكن أن يشتري بالتقسيط.. ونحمد الله أن للأندية دخلاً كبيراً وهو يتضاعف سنة بعد أخرى.. ولن تكون هناك مشكلة بعد الشراء لأن رعاية الشباب ستكون طرفاً في الموافقة على ذلك.
وفيما لو واجه النادي ظروفاً صعبة عجز بسببها عن التسديد فإن البيع حل للمشكلة مع أنني أثق أنه لن يحدث شيئاً من ذلك مطلقاً.. ذلك لأننا لا نجد دليلاً يثير الشك ويزعزع الثقة خاصة وقد كانت الأندية الصغيرة القدوة حين أكدت جدوى ما دعونا إليه في هذا المقال.
|