في مثل هذا اليوم من عام 1966 اصطدمت قاذفة قنابل من طراز ب-52 مع ناقلة طائرات كي سي-135 فوق ساحل البحر الأبيض المتوسط لدولة إسبانيا مما نجم عنه إسقاط ثلاث قنابل هيدروجينة تزن 70 كيلو طن بالقرب من مدينة بالومايرز وواحدة أخرى في البحر. في حادثة لم تكن الأولى من نوعها أو الأخيرة فيما يتعلق بالقنابل النووية الأمريكية. وكوسيلة للحفاظ على قدرة أول ضربة أثناء الحرب الباردة، قامت قاذفات القنابل الأمريكية المحملة بالأسلحة النووية بالدوران حول الأرض بدون انقطاع لعقود، وفي عملية حربية بهذا الحجم كان من المحتمل أن تقع الحوادث.
وقد اعترفت وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون» بأكثر من 36 حادثاً سقطت فيها الطائرات القاذفة للقنابل أو احترقت وهي على مدرج المطار، ونجم عن ذلك تلوث نووي من القنابل المتضررة أو المدمرة بالإضافة إلى فقد السلاح النووي.
وتعتبر هذه الحادثة من أشهر تلك الحوادث عندما تحطمت قاذفة القنابل ب-52 عند الاصطدام بناقلة الطائرات كي سي -135 فوق إسبانيا.
يذكر أن قاذفة القنابل كانت في رحلة العودة إلى قاعدة كارولينا الشمالية بعد مهمة تحذير جوية روتينية عبر المسار الجنوبي لقيادة الطيران الاستراتيجية عندما حاولت التزود بالوقود من خلال ناقلة طائرات، إلا إن قاذفة القنابل ب-52 اصطدمت بخزان الوقود مما نتج عنه انفجار الطائرة وإشعال الوقود، كما انفجرت ناقلة الطائرات كي سي - 135 مما نجم عنه وفاة كل طاقمها المكون من أربعة أشخاص، إلا أنه استطاع أربعة من سبعة أعضاء من طاقم ب-52 الهروب بالمظلات.
ولم تكن أي من القنابل مسلحة، ولكن المواد المتفجرة في قنبلتين سقطتا على الأرض انفجرت عند الارتطام، مما نجم عنه دائرة من الإشعاعات النووية فوق مزارع بالوميراز، فيما سقطت قنبلة ثالثة على نهر جاف وتم استعادتها بحالة سليمة، كما وقعت قنبلة رابعة في البحر في موقع غير محدد.
وبعد فترة وجيزة، امتلأت بالوميراز وهي بلدة بعيدة للصيد والزراعة بحوالي 2000 جندي أمريكي وحرس مدني إسباني أسرعوا لتنظيف الحطام وإزالة آثار التلوث بالمنطقة.
وفي النهاية تم شحن حوالي 1400 طن من التربة والمزروعات الملوثة بالإشعاع إلى الولايات المتحدة للتخلص منها هناك.
وفي نفس الوقت، في البحر اشتركت 33 سفينة بحرية أمريكية في البحث عن القنبلة الهيدروجينية المفقودة، ومن خلال استخدام كمبيوتر حاول الخبراء تقدير مكان سقوط القنبلة، ولكن المساحة كانت كبيرة جداً للبحث بشكل فعال.
وفي النهاية، حدد المحققون منطقة البحث حيث شاهدت غواصة بحرية القنبلة وتم استعادتها بحالة متضررة ولكنها لم تنفجر.
|