في خطابه لوداع الأمة في مثل هذا اليوم من عام 1961 حذر الرئيس دويت دي آيزنهاور الشعب الأمريكي مما يطلق عليه «المؤسسة العسكرية-الصناعية» التي تطورت خلال السنوات التي تلت الحرب العالمية الثانية، ومما يذكر أن آيزنهاور كان متحفظاً في الأمور المالية وكان يهتم بخصوص تنامي حجم وتكلفة المؤسسة العسكرية الأمريكية منذ أن أصبح رئيساً في عام 1953، وفي آخر خطاب رئاسي له للشعب الأمريكي، عبر عن تلك المخاوف بشكل أدهش بعض المستمعين.
وقد بدأ آيزنهاور بوصف الطبيعة المتغيرة للمؤسسة العسكرية الأمريكية منذ الحرب العالمية الثانية، وأن الولايات المتحدة لم تعد قادرة على تحمل «ارتجال الطوارئ» الذي وصف استعداداتها للحرب ضد ألمانيا واليابان، وبدلاً عن ذلك «أجبرت الولايات المتحدة على إنشاء صناعة تسليح دائمة» وقوة عسكرية ضخمة.
كما أنه اعترف أيضاً أن الحرب الباردة أوضحت «الحاجة لهذا التطوير» إلا أنه كان قلقاً بخصوص «الحصول على النفوذ غير المبرر مبرر له من خلال المؤسسة العسكرية - الصناعية»، وطلب تحديداً من الشعب الأمريكي أن يقوم بالحماية ضد «خطر أن تصبح السياسة العامة نفسها أسيرة للطبقة العليا العلمية - التكنولوجية».
وقد تفاجأ بعض من مؤيدي آيزنهاور بلغته الحادة، حيث اعتقدوا أن الرجل الذي قاد دولتهم إلى النصر في أوروبا أثناء الحرب العالمية الثانية وقام بتوجيه الأمة للخروج من الفترات الحالكة أثناء الحرب الباردة كان سلبياً للغاية نحو المؤسسة العسكرية - الصناعية التي تشكل العمود الفقري لدفاع أمريكا، إلا إنه بالنسبة لمعظم المستمعين، بدا من الواضح أن آيزنهاور لا يقول إلا ما هو واضح، حيث إن الحرب العالمية الثانية والحرب الباردة التي تلتها نتج عنها تطوير مؤسسة عسكرية كبيرة وقوية.
وبالرغم من ضرورتها بسبب التطورات، إلا أن آيزنهاور حذر من أن هذه المؤسسة العسكرية - الصناعية يمكن أن تضعف أو تدمر المؤسسات المهمة والمبادئ التي تم تصميمها لحمايتها.
|