كثيراً ما تؤدي مشاكل الجلد عند الأطفال الرضع تحديداً إلى شعور الوالدين بالحيرة والقلق، ولكن هذه المشاكل عادة ما تكون عابرة وتحتاج لقليل من العلاج هذا إذا احتاجت علاجاً.
وفي هذا اللقاء مع الدكتور سمير زمو، استشاري أمراض طب وجراحة الجلد في جامعة الملك عبدالعزيز بجدة نتعرف على أكثر مشاكل الجلد شيوعاً لدى الأطفال، وكيفية العناية بجلد الطفل الرضيع، وهل صحيح أن حب الشباب يمكن أن يظهر لدى الطفل في مرحلة المهد، وغير ذلك من الموضوعات التي توضح كيفية العناية ببشرة الأطفال ووقايتها من المشاكل المختلفة.
* ما أكثر مشاكل الجلد شيوعاً عند الأطفال الرضع، وما أسباب ذلك؟
- هذه المشاكل يمكن تقسيمها لصنفين:
الصنف الأول يتضمن الحالات التي تعتبر بمثابة تبدلات طبيعية لدى الطفل الرضيع، وهي تبدلات تحدث عند كل الأطفال الرضع وليست ذات أهمية وعادة تختفي من تلقاء نفسها.
أما الصف الثاني فيشمل حالات جلدية أخرى قد تستمر ومن ثم تحتاج لفحص من قبل الطبيب المعالج.
* ما الوسيلة الصحيحة للعناية بجلد الطفل الرضيع؟
- هناك مفاهيم عامة تستند أساسا على مفاهيم علمية يمكن للوالدين أن ينطلقوا من خلالها ضمن طريقتهم الشخصية.
فعلى سبيل المثال قد لا يحتاج الطفل لحمام يومي ولكن ذلك يعود لتقدير الوالدين، ومن المعتاد أن يقوم الوالدان بتنظيف منطقة الحفاض عند الطفل عدة مرات يومياً كون هذه المنطقة تتسخ باستمرار.
وفي الأوقات التي يزداد فيها جفاف الطقس، كما في فصل الشتاء، تتعرض بشرة الطفل للجفاف، مما يترتب على الوالدين استخدام مطريات لوقاية بشرة طفلهما من هذه التأثيرات السيئة.
وكثيراً ما تستعمل مستحضرات البودرة الخاصة بالطفل، ولكن عادة ما تكون عديمة الفائدة، بالإضافة إلى تأثيرها المحسس الذي يحدث عن طريق الاستنشاق.
وعلى أية حال، إذا أراد الوالدان تطبيق بودرة لطفلهما، فعليهما تجنب استنشاق ذرات البودرة ما أمكن، ويجب أن تحتوي البودرة على نشاء الذرة بدلا من بودرة التالك، وعليهما أن يضعا البودرة على راحة اليد ثم تدلك براحة اليدين ومن ثم تدهن على المنطقة المراد تطبيق البودرة عليها.
وبشكل عام يجب اختيار مستحضرات الطفل غير الحاوية على الكحول أو العطور، والتي تؤذي جلد الطفل.
* ماذا يقصد بقبعة المهد؟
- قبعة المهد عبارة عن شكل من أشكال التهاب الجلد الدهني تظهر على فروة رأس الطفل كقشور، وأحيانا تكون خفيفة وأحياناً أخرى تكون شديدة.
وقد يشفى التهاب الجلد الدهني عفوياً وبالتالي تزول هذه المشكلة عندما يكون الطفل في عمر 8- 9 شهور إذا كانت قبعة المهد خفيفة، فعندها يمكن الاكتفاء باستخدام شامبو الطفل الاعتيادي.
ولكن عندما تكون القبعة أشد فعندها يمكن وصف شامبو مضاد فطري، أو استخدام مضادات الفطور موضعياً.
وعند زوال هذه القشور يمكن العودة لاستخدام شامبو الطفل الاعتيادي.
* هل صحيح أن حب الشباب يمكن أن يظهر لدى الأطفال الرضع؟
- نعم، وهو يظهر في أول أسابيع من عمر الطفل الرضيع، وينجم عادة من الهرمونات الذكرية التي تنتقل إلى الطفل من أمه أثناء الحمل، ومن ثم تبدأ هذه الهرمانات بالانخفاض في دم المريض وعندها يبدأ حب الشباب بالاختفاء.
ولكن إذا طال زمن هذا الطفح (حب الشباب) لأكثر من الأشهر الأولى من عمر الطفل فعندها لابد من مراجعة الطبيب.
* وما هو الاحمرار الانسمامي؟
- هو طفح جلدي شائع لدى الأطفال حديثي الولادة، حيث يظهر في الأيام الأولى من العمر كبقع حمراء صغيرة، ولم يتعرف العلماء حتى الآن على سببه ولكنه يشفى عفوياً ولا يحتاج إلى أي معالجة.
* وما هو الطفح الحراري؟
- يحدث طفح الحرارة عند الأطفال الرضع بشكل شائع، ولا أحد يعرف إلى الآن لماذا يحدث في هذه السن، ولكن المعروف أن قنوات الغدد العرقية تغلق بشكل مؤقت لسبب أو لآخر، مما يؤدي إلى تسرب العرق ضمن البشرة خارجاً من قناة الغدة العرقية المغلقة مؤدياً لاحمرار وحكة في الجلد.
ويظهر هذا الطفح عادة في مناطق الجلد المعرضة للاحتكاك مثل منطقة تحت الإبط، وفي أسفل العنق، وأكثر ما يظهر عندما يتعرض الطفل لتدفئة زائدة مثلما يحدث عندما يتم لفه بشكل محكم أو إلباسه أردية كثيفة، كما قد يحدث ذلك في فصل الصيف بسبب حرارة الجو الزائدة.
عموماً، عندما يظهر الطفح الجلدي يجب تهوية الطفل باستعمال مروحة أو مكيف إن أمكن وتخفيف ملابسه.
وعلينا أن نتذكر أن الطفل يشعر بارتياح في الألبسة التي تريح الكبار.
* ما هو الطفح الذي يحدث في منطقة الحفاض؟
- هو طفح يحدث بشكل شائع، رغم أنه أصبح أقل شيوعاً بسبب استخدام الحفاضات الجاهزة، ويحدث عادة بسبب الاحتكاك في هذه المنطقة وهو يزيد في حالة وجود البول والذي بدوره يؤذي الطبقة السطحية من البشرة والتي تؤدي دور حاجز، ومما يزيد الأمر سوءاً الخمائر الموجودة في البراز.
ولا شك أن هذا الطفح مزعج جداً للطفل، وربما يكون السبب في كثرة بكاء الطفل وقته في حين لا يكون الأهل يعرفون السبب، في حين أنه قد يكون الطفح.
وللوقاية من طفح الحفاض يجب تغيير الحفاضات من قبل الأم بشكل متكرر وفي الوقت المناسب ويفضل غسل ناحية الحفاض بماء الحنفية العادي مع تنشيف المنطقة بشكل لطيف، ثم الانتظار حتى جفاف المنطقة ثم يوضع حفاض جديدة.
وعند تعرض الطفل لطفح الحفاض، فيجب على الوالدين أن يتذكرا أنه ناجم بالدرجة الأولى عن الاحتكاك وهو ما يتطلب تهوية منطقة الحفاض بشكل متكرر كل حوالي ساعة إلى ساعتين، مع تطبيق مرهم يؤدي دور حاجز مثل أكسيد الزنك، وقد نحتاج أحياناً لتطبيق مضادات الفطور موضعياً حسب الحاجة.
* ومتى يجب على الأهل أخذ طفلهم إلى الطبيب؟
عندما يلاحظ الأهل ظهور شيء جديد على جلد الطفل مع كونه بصحة جيدة يتطلب أخذ الطفل للطبيب من أجل الكشف الدوري أن يلفتوا انتباهه لهذا الشيء وسيحدد الطبيب حينها إذا كان الطفل يحتاج لعلاج أم لا.
وعند ظهور طفح جديد على جلد الطفل مع أعراض أخرى مثل طفح مع حكة مزعجة عندها عليهم أن يراجعوا الطبيب المختص بأسرع ما يمكن.
|