* كتب - عبدالكريم الجاسر:
ألحق فريق النصر خسارة فادحة بمنافسه الهلال وهزمه بهدفين مقابل هدف.. بعد مباراة متوسطة المستوى حقق خلالها الفريق النصراوي العديد من المكاسب.. فهزم الهلال وقدم مباراة جيدة وكشف للهلاليين فريقهم المتواضع حيث حقق ثلاث نقاط مهمة جداً حافظ بها على مركزه الثاني خلف المتصدر فريق الاتحاد.
تقدم النصر بهدف عكس مجرى اللعب للاعب إبراهيم ماطر في الدقيقة 32 من الشوط الأول ومن كرة تكاد تكون الوحيدة ليعادله الغامبي سيسيه في الدقيقة الثانية من الشوط الثاني قبل أن يضيف المهاجم النصراوي الشاب عبدالرحمن البيشي هدف التعزيز ومن كرة معاكسة أيضا تلاعب بها بالمفرج كما يريد ليسدد كرة قوية على يمين الدعيع.. وذلك في الدقيقة 27 من الشوط الثاني.
النصر من فرصتين فقط خطف الفوز الثمين وعرف كيف يتعامل مع المباراة والسيطرة على الاندفاع العشوائي للهلال مقدما طريقة لعب مناسبة لمثل هذه المباريات.. حين ترك الملعب للهلال ودافع في ملعبه بروح عالية وطريقة منظمة معتمداً على الهجمات المعاكسة التي قادها نجمه الشاب عبدالرحمن البيشي الذي تلاعب بمفرده بدفاع الهلال المهزوز ولعب مباراة كبيرة مشاطراً حارس المرمى النصراوي محمد شريفي الذي صمد أمام الهجمات الهلالية ووقف سداً أمام كل الكرات داخل منطقته.
الفريق الهلالي هزم نفسه بالأمس ففشل في التسجيل رغم سيطرته على الكرة وتراجع الفريق النصراوي لملعبه مما سمح للهلاليين باللعب الهجومي معظم فترات المباراة لكن العيوب الفنية التي شابت أداء الفريق كانت واضحة جدا.
فالدفاع الهلالي وخصوصا اهم لاعبين فيه وهما قلبا الدفاع كانا عبارة عن بوابة عبور لمهاجمي النصر وبالذات الشاب عبدالرحمن البيشي الذي تلاعب بهما كما يريد ولم ينجح أي منهما حتى في فرض رقابة لصيقة عليه، ولذلك لعب بارتياح واستفاد من تواضع قدرات المفرج وسليمان وارتباكهما المستمر.
أما أداء الفريق الهلالي فقد كان صورة كربونية مكررة طوال المباراة هجمات مستمرة وعن طريق الجهة اليمنى في معظمها واليسرى فترات قليلة وكرات عرضية داخل منطقة جزاء النصر نجح الدفاع في ابعاد معظمها وفشل سيسيه وتراوري في استثمار العديد منها.. ليخرج النصر كاسبا المباراة ومبعداً الهلال عن المركز الثاني بفارق أربع نقاط.
** بدأ الفريق الهلالي بتشكيله المعتاد باستثناء دخول التمياط مكان الشلهوب وعاد الخثران للخلف بدلاً من المطيري حيث لعب الدعيع في المرمى وامامه رباعي الدفاع الدوخي المفرج، سليمان، الخثران، وفي الوسط عزيز والغامدي والحربي والتمياط وسيسيه وفي الهجوم تراوري.
ومنذ بداية المباراة اتضح ان تركيبة الفريق الهلالي غير طبيعية سواء بالنسبة للتشكيل او اهتزاز مستوى اكثر من لاعب وخصوصاً عمر الغامدي وسيسيه وتراوري مع ضعف واضح جداً في اداء نواف التمياط.. فيما لعب النصر بتشكيل مختلف وتكتيك ايضاً مختلف.. ركز مدربه خلاله على اغلاق منطقته وخصوصاً من جهة الاطراف حيث لعب شريفي في المرمى وامامه خمسة لاعبين هم الحلوي، الجنوبي، الداود، الحارثي، وعبدالعزيز الجنوبي، وفي الوسط الزهراني، ماطر، بندر تميم، ادريان، وفي الهجوم البيشي مع مساندته بكل من اداريان وماطر من العمق وتميم والحلوي من الاطراف.. حيث التزم الجنوبي عبدالعزيز الاداء الدفاعي لرقابة الجامبي سيسيه.
واتضح ان النصر يلعب مدافعاً مع الاعتماد على الهجمات المعاكسة وتكثيف المنطقة بأكبر عدد من اللاعبين مع التنظيم السريع عند الارتداد واستغلال ارتباك قلبي دفاع الهلال الدائم ومع كل هجمة نصراوية.
واستمرت البداية هادئة من الفريقين حتى الدقيقة 13 حين سدد الدوخي اول كرة في المباراة تألق امامها شريفي وابعدها.. ثم يحول الخثران كرة ساقطة امام تراوري فشل في السيطرة عليها، وذلك بعد سيطرة هلالية على الكرة وسط الميدان مع سوء في تبادل الكرة وضعف جماعي واضح.. باستثناء الكرات التقليدية التي يقودها ويحولها الدوخي في معظم الاحيان وسيسيه في احيان اخرى.. اداء الفريقين لم يرتق للمستوى المطلوب رغم المبادرة الهلالية الدائمة.. فالخطورة كانت حاضرة باستمرار لمصلحة الهلال لكن التواجد الهجومي الضعيف والمستوى المتواضع الذي كان عليه تراوردي اراح الدفاع النصراوي وسهل مهمته في ابعاد الكرات من داخل المنطقة اولاً بأول.. وامام الاندفاع الهجومي للهلال كانت كل كرة نصراوية مرتدة تربك الدفاع الهلالي وتساهم في خلخلة المنطقة الخلفية غير ان الاهتمام الاول للنصراويين كان الدفاع وبالتالي لم يتعرض مرمى الدعيع لأي تهديد حقيقي.. بل ان الدوخي احرج الدفاع النصروي بانطلاقاته وكراته العرضية ومنها حول كرة ساقطة للحربي لعبها برأسه مرت جوار القائم.. وكان واضحاً ان الكرة الهلالية صعبة ولا تنبئ بأن هناك هدفاً قادماً ليقول لاعبو النصر كلمتهم بهجمة معاكسة سجل منها ماطر هدف السبق..
د32 هدف نصراوي
فمن خطأ للهلال نفذه نواف بشكل سيئ جداً لتتحول الكرة للنصر ومن ثلاث تمريرات آخرها من تميم لماطر في مواجهة الدعيع ويسدد على يمينه هدفاً اول للنصر هو في الحقيقة عكس مجرى المباراة.. ثم تلاه البيشي بهجمة مماثلة تلاعب بها بالمفرج ولعبها للروماني ادريان لكن سددها من فوق العارضة.. وذلك في الدقيقة 37..
لتكثر الاخطاء في التمرير والتحرك من قبل الهلاليين ويتحول اللعب لاجتهادات في ايصال الكرة للاطراف ومن ثم تحويلها عرضية دون ان يكون هناك المهاجمون القادرون على استثمارها ثم مرر الغامدي كرة لسيسيه لكن هذا الاخير سددها متأخراً في الزاوية العليا اصطادها شريفي وكانت آخر الهجمات الهلالية من ركنية نفذها الحربي على رأس تراوري الذي لعبها من فوق العارضة.. لينهي الحكم هذا الشوط بتقدم نصراوي بهدف وحيد.
الشوط الثاني
مع انطلاق هذا الشوط نجح الغاني سيسيه في استثمار كرة التمياط العرضية من الجهة اليسرى ولعبها برأسه رائعة تصدى لها شريف بشكل أروع لكن 4سيسيه أكملها في الشباك ليواصل الهلال طريقته التي بدأ بها المباراة والمعتمدة على الهجوم المتواصل أمام دفاع نصراوي مكثف يبدأ من منتصف الملعب ويشاركه جميع اللاعبين ونجح النصر في الوقوف أمام كل الكرات الهلالية التي كانت تحول عبر الأطراف وخصوصاً الجهة اليمنى التي يوجد بها سيسيه والدوخي.
ورغم الكرات العرضية التي حولها الهلاليون إلا أنها في معظمها كانت تفتقد إلى الدقة والتواجد داخل المنطقة.. ولذلك فلم يجد الدفاع النصراوي صعوبة في الوقوف أمام الهجمات الهلالية لسهولتها وانكشافها.
وبعد 11 دقيقة أجرى مدرب النصر تغييره الأول بدخول الخثران مكان الحلوي.. مع استمرار طريقة اللعب لكلا الفريقين عرضيات هلالية ودفاع نصراوي وبعد مرور 20 دقيقة أشرك أديموس مهاجمه سامي الجابر في الوسط مكان نواف لكن الأداء الهلالي عموماً كان يفتقد إلى الترابط والجماعية والتغيير في أسلوب الهجمات.. فضلاً عن ضعف مستوى تراوري وعدم قدرته على استثمار الفرص أو تهديد المرمى.. وفي الوقت الذي كان الهلاليون ينتظرون فيه هدف الترجيح فاجأ البيشي الجميع بهدف نصراوي ثان.
د 27 هدف ثان للنصر
فمن كرة ميتة وصلت إلى البيشي خارج المنطقة تلاعب بها بالمفرح كما يريد ودخل المنطقة ثم سدد كرته في الزاوية البعيدة على يمين الدعيع كهدف نصراوي ثان.
بعد ذلك اجرى أديموس عدة تغييرات عكسية ساهمت في هبوط مستوى الفريق وكشفت خط دفاعه وبخروج الخثران ودخول الدوسري في الوسط وقبل ذلك خرج الغامدي ولعب الصويلح لتصبح العملية مجرد اجتهادات عشوائية عرف المدرب النصراوي كيف يوقفها حين أشرك نشأت أكرم مكان تميم لتدعيم الوسط والاستفادة من الثغرة الهلالية في العمق والتي تحدث عند تقدم خالد عزيز.
عموماً المباراة سارت على وتيرة واحدة تقريباً هدوء نصراوي ودفاع منظم وفشل هلالي في تنظيم اللعب والمناورة وصناعة الهجمات .. إضافة إلى ضعف كبير في الأداء الهجومي وتركيبة الفريق الهجومية.. ومع الدقيقة 41 كاد سيسيه يعدل النتيجة من كرة قاتل خلفها الصويلح لتصل للجامبي الذي لعبها في يد شريفي المتألق.. ليرد عليه البيشي بكرة اخرى شبيهة بالهدف الثاني لكنه سددها ضعيفة ترتطم بالدفاع وتصل سهلة إلى الدعيع.. لينهي الحكم الشوط الثاني بفوز نصراوي وخسارة هلالية مستحقة.
من المباراة
* قاد اللقاء الحكم علي المطلق ومنح بطاقات صفراء لكل من عمر الغامدي وتراوري من الهلال والجنوبي عبد الله وعبد العزيز ونشأت أكرم من النصر.
* المدرب النصراوي الروماني ميرشيا نجح في أول مباراة له في هزيمة الهلال بطريقة دفاعية كاملة حققت النقاط الثلاث!
* الهلال لم يكن يستحق الخسارة لكن الهلاليين هزموا أنفسهم.. وأضاعوا العديد من الفرص أمام مرمى المتألق محمد شريفي.
* في الهلال أسلوب لعب واضح جداً يعتمد على اجتهادات سيسيه والدوخي.. هذا الثنائي حول أكثر من عشر كرات أمام المرمى لكن كرة القدم ليست عرضيات تخطىء وتصيب!!
* التغييرات الهلالية إذا كانت من المدرب فتلك مصيبة وإن كانت من غيره فالمصيبة أعظم!!
* فجأة تبعثرت كل الأوراق الهلالية وقدم الهلاليون فريقاً يدور حول قناعات شخصية بعيدة جداً عن المستويات الفنية للاعبين.. إذا استمر الوضع كذلك فالمستقبل مظلم!
* خالد عزيز والحربي ومعهم الدوخي وسيسيه كانوا هم الأبرز في الهلال.. وفي النصر كان شريفي والبيشي الأبرز فيما قدم بقية لاعبي النصر أقصى ما لديهم.
* عودة سامي للمشاركة وهو بهذا الوضع الفني أثارت العديد من التساؤلات.. وقبله مشاركة نواف بقدم مربوطة.. أما بقاء تراوري على حساب الصويلح والشيحان والعلي فلا تحتاج للتعليق.
* جماهير هلالية غفيرة آزرت الفريق لكن اللاعبين ومدربهم خذلوهم بينما أسعد الفريق النصراوي جماهيره القليلة..
* المباراة ظهرت سريعة وحماسية من الطرفين لكنها ضعيفة جداً فنياً وقد تكون من جانب واحد هو الهلال رغم خسارته!!
* المفرج وسليمان مباراة بعد أخرى يؤكدان انهما إشارة مرور مفتوحة.. ومشاركتهما بدلاً من الشريدة وخليل تؤكد أن الهولندي آدديموس يرى بعيون الآخرين!!
* النصر استحق الفوز بعد أن حشد له كل طاقاته بينما لدى الهلاليين مجموعة كبيرة من النجوم فشلوا في الاستفادة منها.
* الدفاع الهلالي افتقد الجنرال عبد الله الشريدة.. الذي شاهد المباراة مع الاحتياطيين!!
|