حلَّت فاجعة كبرى في أمريكا، بعد بداية القرن الواحد والعشرين، مع وقوع عدة تخريبات عظمى هناك في 11 من سبتمبر/ايلول 2001 م، ومن بعدها تداعت الأعمال الإرهابية في معظم أنحاء االعالم، وسرعان ما وصلتنا هنا في منطقة الخليج مضاعفات ذلك الحدث الجلل، بدءاً بتسجيل مصيبتنا في أبنائنا السعوديين فيمن حُسبوا ضمن تعداد «كادر» إرهابيي ذلك الحادث بنسبة حوالي 80% من المنفذين.
إن ما حدث في نيويورك في صباح 11 من سبتمبر/ ايلول، 2001م،.. ما كان لينبغي أن يحدث لأي شعب، ولأي تبرير،.. في أي مكان في العالم. والآن مع مضي حولين كاملين عليه، علينا نحن العرب السعوديين مواجهة الأمور مباشرة، والتوقف مطلقاً عن التأرجح بين الصمت والتبرير، وعلينا أن نحس بفداحة ذلك الحدث الفظيع، وأن نعبر عن حزننا وتعازينا وأسفنا حيال آلاف الأرواح البريئة التي أُزهقت دون مبرر وبلا ذنب، وأن نتوقف عن محاولة تخفيف ذلك بعقد المقارنات مع إجرامات إسرائيل في حق إخواننا الفلسطينيين،.. أوغيرها في غيرهم.
بعد حادثة نيويورك بأقل من سنتين، ثار بركانٌ مصحوبٌ بزلزال، يغمرهما طوفانٌ في مصيبة متجمعة قامت بها مجموعة مضللة اتخذت لنفسها لقب وشعار «الجهاد»،.. وأقدمت على أعمال مشينة حدثت هذه المرة في عقر دورنا وفي مدننا، بما لم يستثن حتى مكتنا، حرم كعبتنا، البلد الحرام، وتوالت جرائم أولئك الإرهابيين ممن نُعتوا بالجهاديين.
وبدأتْ سلسلةٌ من جرائم الإرهابيين المنعوتين ب«الجهاديين» في أنحاء عدة من البلاد، أخذت أُولاها - هذا العام- بعداً جديداً، أودرامائياً: ففي ليلة واحدة دُمِّر مجمع سكني بلغ تعداد القتلى فيه ال30 شهيداً، وبلغ عددٌ لا أعرفه من الجرحى في عدة مستويات وفي احتمالات فرص التشافي والبقاء شتى، وكان ذلك في عاصمة البلاد، الرياض، وصادف أن كانت تلك الليلة ليلةَ مولد الرسول صلى الله عليه وسلم في 12 من مايو/ آذار2003م=11 من ربيع الأول 1424هـ، وصادف أن يكون الرقم التعيس ولا طِيَرة «11». وصارمنذها: 11 من ربيع الأول السعودي.. يوازي 11 من سبتمبر/ ايلول الأمريكي!
وكان قبلها، وبعدها، أعمال تخريب إرهابية في حارة العليا في الرياض، وفي مدينة الخُبر،.. وغيرها وغيرها.. وآخرها كان الحدث المروع في موضع إنساني لم يسلم من أيدي الجناة، فكانت التفجيرات هذه المرة في مستشفى عام في مدينة جيزان، وكان توقيت ذلك موافقا لليلة الإسراء والمعراج، 1424هـ،.. ومواكباً أيضاً لمناسبة اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية،.. 23 من سبتمبر، 2003م!!
وقامت أيدي التخريب فعاودت الدمار.. وسفك دماء الأبرياء.. مرة أخرى في البلد الأمين، في مكة المكرمة،.. ومرة أخرى في عاصمة البلاد، في غرب الرياض.. بتفجيرها مجمع «المُحَيَّا» السكني.. وأزهقت مرة أخرى الأرواح بالعشرات.
ثم في عيد الفطر أيضاً، وفي أول أيامه، لم يرعو الظلاميون حتى عن مناسبة سعيدة للناس كهذه - حينما يحتفل الناس مع عوائلهم وأهليهم وأطفالهم وذويهم.. - لم يكف المخربون من معاودة محاولة التدمير والخراب.. حتى في يوم العيد، عيد الفطر 1424ه.. الثلاثاء 25من نوفمبر 2003م! فأرجوأن نقولها بأوضح الوضوح بأننا لا نقبل ما يقوم به هؤلاء المسمّون ب«الجهاديّين»، ونرفض بتاتاً ما قاموا ويقومون به من أعمال تدميرية تخريبية إرهابية في طول البلاد وعرضها، وفي غيرها. ومما بلغ إلى مسامعنا أنه نتيجة إحدى مداهمات المسؤولين تلك العصابات تم الكشف عن مئات الألوف من الأسلحة والأعيرة النارية، وأدوات القتل والمتفجرات بأنواعها «900000 قطعة - في خبر في 3 من سبتمبر2003»، ثم ما أذيع عن التوفق في الكشف عن صواريخ أرض-جو«!».. ومصادرتها. «خبر في يوم 4 من الشهر نفسه».
كما قد أشيرَ، وبدأت اصابعُ الاتهام منذ مدة مؤخراً توجَّهُ مباشرة إلى جماعات «القاعدة»، وخاصة إلى كبيرهم سيئ -السمعة منشئِها، وإلى بصمات الجناة في حوادث إرهابية حَملوا واستعملوا فيها الرشاشات ومختلف أنواع المدمرات،.. وما لم يخطر على قلب أي بشر«ناهيك قلب مؤمن!»: المصاحف المفخخة! هل سمع أحد في الدنيا عبرآلآف سِني الحضارة الإنسانية عن تصنيع متفجرات في شكل كتب دين !؟ بل في شكل مصاحف؟! -مصاحف مفخخة!؟؟ في المقابل: من مجالات الجهاد-الأكبر: وحينما نتطرق لمجالات الجهاد الأكبر، في مجال جهاد النفس، فإننا قد نفاجأ بقائمة طويلة من الأعمال، منها ما يحسن أداؤه، ومنها ما يلزم اجتنابه، والمفاجأة الثانية هي أننا نجد أن مجالات الجهاد-الأكبر تحتاج إلى مجاهيد عميقة، طويلة المدى،.. تتطلب الجزيل من الصبر والمصابرة والمرابطة. كما اننا نجدها كلها متميزة بالبناء لا الهدم، والتعمير لا التدمير، والتدريب لا الترهيب، وبتصبب العرق لا سفك الدماء، وبالمحبة لا البغضاء... فلنتناول، مثلاً، الاثنتي عشرة فكرة التالية من مجالات الجهاد-الأكبر:-البدء بمجاهدة النفس: ولعلنا نقدِّم هذا الجانب على ما سواه، ليس فقط لأنه هو الأوْلى والأقرب، ولكن لأنه.. أيضاً الأصعب! إن من أصعب الأشياء مغالبة النفس عن هواها.. والنفس أمارة بالسوء، كأن نمتنع عن التعاطي مع ما يتناغم مع رغباتنا وحاجاتنا المغروسة والمغروزة، ومن الجهاد قول الحق.. والصدع به،.. وخاصة في المواقف الصعبة، وإزاء القضايا الساخنة،.. وخاصة في المجتمعات التسلطية.. وأمام الحاكم المستبد الجائر، فإن قول الحق.. والتشدق به في الظروف الأخرى الديموقراطية وفي المجالات المنفتحة لا يحتاج إلى جهد جهيد، فهل لي هنا أن أقول:-
جاهدتَ نفسَكَ، والجهادُ فضيلةٌ
هذا جهادُ النفسِ خيرُ جهادِ! |
ومما يحكى في تراثنا في باب المجاهدة الحياتية اليومية أن أم الحسنين «ر» كانت تقوم بكامل رعاية طفليها، ونفس الوقت تدير رحاة الطحين لتحضير غذاء أسرتها،.. بينما أيضاً تتعبدُ، مُسَبحةً خاشعة.
كما أننا قد يصعب علينا حتى تحقيق تخفيض ملموس في مستوى سمنة أجسامنا، ونجد أننا نستصعب القيام بالتمارين الرياضية المنتظمة -ناهيك بالجمع بينها- وأيضاً تخفيض عدد السعرات الحرارية في كمية ونوعية غذائنا، أوإننا عادة ما نجد صعوبة في الجمع بين الحاجة إلى تحقيق حتى بعض الاستجمام بعد العودة إلى البيت.. ثم -أيضاً- تولي المهام والمسئوليات المنزلية العائلية اليومية، أما إذا أضفنا القيام بتفقد أحوال أفراد العائلة فرداً فرداً، والقيام بشيء من الإشراف على واجبات العيال المدرسية، وربما أيضاً القيام بتهيئة بعض التحضيرات اللازمة لعمل الفرد في الغد، كقيام بعض المدرسين بتصحيح دفاتر تلاميذهم.. إلخ،.. فإن الجمع بين هذا، وهذي وذاك، هو أمر لا يستهان به، وفيه جهد وجهاد.
طلب العلم، والوعي والتوعية:
في الوعي والتوعية حصانةٌ ضد المزالق وضد العوَز، وفيهما الترفع عن نفاق القوَى المسيطرة والتذلل لها، فمن هذا الجهاد- الأكبر: مقاومة النفاق والتملق، رغم صعوبة تحقيق هذه المقاومة. ومن أهم عناصر الوعي ألا ينشأ شبابنا إمَّعين ولا شاباتنا إمَّعات، وألاَّ نغفل عن المحاسبية في الخدمة المدنية، وألاّ نتوانى عن قول الحق والصدع به..أما عن طلب العلم، والتفاني بجد واجتهاد في التحصيل العلمي والنماء الثقافي والوقوف على علوم الغير.. فهي ليست فقط فريضة على كل شخص و«شخصة!».. وليس هناك حدود جغرافية لمواقعه ولوبَعُد بُعْدَ الصين عن الحجاز،.. بل هو أيضاً جهاد ! وكل طالب للعلم يغترب ساعياً للتحصيل العلمي هو مجاهد في سبيل الله حتى يرجع إلى أهله!
المجالدة في البحث الهادف وبالقراءة الفاحصة
من غير السهل القيام بالبحث والدراسة المتدبرة «والمراجعة المتعمقة المتأنية لما ألفيناه من أفكار أسلافنا، وتراجمهم، وسيرهم، وتفسيراتهم...». قليل القليل منا -ولا استثني نفسي- من يضغط على نفسه فيقرأ حتى الكتب التي طبقت سمعتها الآفاق، بل تجده يكتفي بما يوجز له في فقرات وصفحات هنا وهناك، أوأن يقرأ عنها -إذا ومتى قرأ- عن تلك الكتب، في جريدة هنا.. أو مجلة هناك. وإذا سُمح لي هنا أن أتساءل: كم من خريجي «أوحتى متخصصي ومسؤولي كليات اللغة العربية وكليات الدراسات الدينية».. قرأ ودرس فعلاً ضمن قراءاته الخارجية سيرة ابن هشام، الطبري، ابن الأثير، ابن كثير وغيرهم، ناهيك أن نكون قد قرأنا هذا وذاك قراءة نقدية. ومن أسباب ذكر موضوع القراءة والتثقف ضمن مجالات المجاهدة والمجالدة، هو انتشار بث وتبادل الوسائل المجانية للتسلية الإعلامية بأشكالها السمعبصرية المتعددة، وطغيان تلك الوسائل الدافق على توفر فرص الذهاب إلى المكتبات العامة التي هي على وشك أن تنضم إلى فئة المتاحف أو أن تتحول إلى خبر كانَ! فأصبح من الصعب على الواحد والواحدة منا إكمال قراءة كتاب أوحتى دورية أوحتى مجلة، وربما حتى الجريدة اليومية.
العمل التطوعي:
لخدمة الناس كأفراد، ولرعاية البيئة التي فيها يعيشون ويسعدون كجماعات،.. فإن الخدمة العامة فرض عين، ولفظتا العمل التطوعي هما كلمتان قد تبدوان خفيفتين، وأحياناً شبه مبهمتين. «ولكن من لم تهمه بيئة الناس ومصالح الناس، فليس منهم! ومن المنتشر الآن في انحاء العالم: الجمعيات التعاونية، وكذلك المؤسسات التي لا تستهدف الربح، وما يسمى ب«جماعات العمل المدني»، ومايسمى بمتطوعي «أطباء بلا حدود»، وجماعات حماية البيئة، وجمعيات الرأفة بالحيوان وجمعيات رعاية الإنسان!
وفي أيامنا نسمع عن بعض مشاهير عصرنا، مثل «شيري بلير»، فهي «محامية» مرموقة لها مكتبها الحقوقي الخاص المستقل..الذي يفوق دخلُه دخلَ زوجها رئيس وزراء بريطانيا، وهي «أم» لها أربعة اطفال «وكادت تأتي بخامس..»، وتشتغل متطوعة في جمعية خيرية، وتؤدي دورها كزوجة، ولها هوايةٌ أوهوايتان تضيفهما إلى كل ما سبق! فهذا المثال، وأمثالُه جمة، يحتاج بالطبع إلى الكثير من التنظيم المُجهد، وإلى الجهد والمجاهدة!
الخدمة شبه-العسكرية:
وهذه يمكن التركيز عليها عند نهاية المرحلة الدراسية الثانوية، هب لسنة، أولتسعة شهور يتبعها معسكر صيفي، يتلقى فيها المتدرب أوالمتدربة نوعاً أوأكثر من أنواع التدريبات، بما فيها اليدوية المهنية، تتولى تنسيقها المؤسسة العامة لرعاية الشباب بالتعاون مع جميع الجهات المساهمة، العسكرية وغير العسكرية، الحكومية والأهلية، لتحقيق عدد من التدريبات المهنية اليدوية، ومهارات الإشراف الاجتماعي، وكذلك المجالات الإسعافية والرياضية. والغرض هنا هو بالطبع: النهوض عن التواني والكسل، وإلى الانخراط في البرامج والتدريبات التي تدفع الشباب إلى الأداء، وإلى عدم التواكل،.. فلا يبقى المواطن السوي وكأنه أشلٌ مُقعدٌ.. ينتظرُ أداء كل شيء من قِبل الغير!
مقاومة الترفع والتأنُّف عن العمل بِاليدْ:
فمن أمثلة البرامج التي يحسن بالشباب والشابات ألاّ يتحرج الواحد منهم والواحدة منهن عن الانخراط فيها: برامج الديكور والتجميل والأزياء، والصباغة والحدادة والنجارة، والصياغة، والنسيج، وأعمال الصيانة بأنواعها، وفي كل هذا وذاك علينا أن نجد ونجتهد في الإتقان، ففيه مجال عميق للمجاهدة والمجالدة وكل من الشاب والشابة الاتجاه الى ما يناسبه أو يناسبها وفقاً لطبيعة المرء.
مجاهدة تقمصنا لباس الاستبداد:
من الأهمية بمكان مقاومة مسايرة المستبدين القابعين بيننا على مختلف المستويات، من ناحية، ومقاومة جُبن المستبَد بهم من ناحية أخرى، فنزعة الاستبداد مهيئة لكل - وعند كل واحد منا، فإذا ما ترك المرء لنفسه هواها وجد نفسه مستبداً: بزوجه، وأولاده، وأقاربه، وحيِّه، بل بجميع وطنه ومجتمعه،.. وأقلها، أن تجد عند الواحد منا ميلاً لجعل الآخرين تابعين لأوامره أولوجهة نظره. وفي مثل هذا يقول توماس پين: على كل من يسعى منا نحوصيانة حريته، أن يحمي اولاً غيره -حتى لوكان من أعدائه- من الوقوع في رذيلة الاستبداد، أما إذا تخلى عن هذا الواجب، فإن دائرة السوْء ستحوق به هو،.. ولوبعد حين! فالسلطة مَفسدةٌ/ مُفسدة: والسلطةُ المطْلقة.. مَفسدةٌ في مَفسدة!
مجاهدة النفس لتحمل الرأي الآخر:
إن من غير اليسير تنازل الفرد منا عن موقفه، أوالتفريط برأيه الذي غالباً ما يكون معتداً به، إلاّ أن الحاجة إلى التعايش في سلام وبشيء من الوئام مع بقية الأنام.. تتطلب منا المجالدة لتحمل وجهات نظر الآخرين، وهذا قد يتطلب تدريبات محددة بالانخراط في برامج للمناظرات، والمحاورات، وفي فنون الخطابة والإلقاء الأدبي المتأدب. فإن البعض منا في موقف من المواقف قد يركب رأسه، فيصر على نصف الكأس الفارغ.. وينسى أويتناسى النصف الممتلىء«..أوالعكس»، وبعضنا قد يصل به مستوى التعصب لرأيه بحيث تنطبق عليه طُرفة عنزة ولوطارت!. فعلينا مقاومة إغراءات التعصب، والتنطع وأنواع التزمت«، والتشدد التي لا تؤدي إلاّ إلى ضياع الأول والتالي»، وإلى اختلال الميزان.
مقاومة الموبقات:
وهذا نوع آخر من أنواع الجهاد الأكبر.. وهاتان الكلمتان أيضاً خفيفتان على اللسان، لكنهما صعبتان على التحقيق، ولا تتحققان إلاّ بالمجاهدة والمجالدة. فيحسن أن نجاهد انفسنا، وأن نستعين بل نستنجد بجميع الموارد المتاحة لتمكيننا ولمساعدتنا على مجاهدة المؤذي والمضر، كتناول المخدر من كل نوع، بما يشمل التبغ «وما به من النيكوتين في تعاطي الساير والسيار و«الشيشة»، وفي تناول المشروبات الكحولية « فالكحول مخدر». كما أن علينا أن نلاحظ أموراً وقِيماً أخرى، فنجاهد بعدم غش الناس والأفراد والمؤسسات، وبالابتعاد عن رذائل الأعمال والموبقات بعامة.
الصبر والمصابرة الشخصية والفكرية:
غني عن البيان والتبيين تكرار أن في الصبر مجاهدة ومجالدة، وإن من الصبر والمصابرة تحملنا غيرنا من أصحاب الفكر المغاير لفكرنا، أومن متبعي مذهب اقتصادي أوفلسفي أوديني غير مذهب الواحد منا، كما أن من أوجه الصبر، وهي كثيرة، الصبر على إتقان الأداء في العمل أياً كان، وفي كل مكان، وكذلك الصبر على الصيام عن فاحش الكلام، والصبر عن إغراءات البِِطنة، وعن تناول ما يتعدى حاجاتنا من الشراب والطعام.
المجاهدة لتحقيق مبدأ وممارسات الإنصاف:
من الصعوبة بمكان أن نعطي كل ذي حق حقه، أوأن نقر بأن الناس شركاء في مناكب الحياة، وبضرورة التوزيع المنصف «ولن أقول المتساوي» للخيرات والموارد، وكذلك التكافؤ في فرص العمل وفي المنافسة والترقي، وغيرها،.. فهي أمور تحتاج إلى كثير من الجهد والمجاهدة، يوماً بعد يوم.. في مجالات الحياة المختلفة فإنه من السهل أن نقوم بمجرد التعبير بهذه المفاهيم، وأن نكرر في كل محاضرة وخطبة وفتوى.. مقولات هنا وتصريحات هناك،.. ولكن من الصعب وضع الأقوال موضع الأفعال. فمن المألوف -مثلاً- تكرارنا مقولة النساء شقائق الرجال!،.. لكننا نجدنا نحتاج إلى مجاهدة غطرستنا وعنجهيتنا الذكورية، سواء في مجالات العمل والتطبيق. وبعد..
فلنقلها بوضوح تام لممارسي عناصر التخريب والتدمير والإرهاب،.. متسربلي شعار الجهاد: تباً لكم! وليتعاون وليتكاتف كل منا مع المجاهدين الحقيقيين، أولئك المجالدين في مناكب الحياة التنموية كافة، المنشغلين والمشتغلين في الإنشاء وفي عمران الأرض وفي التنمية وفي الإنماء وفي حسن الجوار وجميل الانتماء، فهنالك نؤيد وننادي ب«الجهاد بمعنى الجهاد-الأكبر،.. جهاد النفس بجميع أنواعه.
|