* الرياض - محمد العيدروس:
دخلت حمى انتخابات مجلس ادارة هيئة الصحفيين السعوديين مرحلة جديدة بعد ظهور قوائم انتخابية جديدة أعلنت ترشيح نفسها بقوة في الوسط الصحفي.
ولا زالت قضية انسحاب رؤساء التحرير الذين يشكلون العصب الرئيسي للهيئة يسيطر على هاجس الصحفيين والاعلاميين وشكل ما يمكن تسميته ارباكاً واضحا لآلية عمل اللجنة التأسسية وانتخابات مجلس الادارة.
وعلمت «الجزيرة» ان اتصالات مكثفة تُجرى ولقاءات تعقد بين عدد من المسؤولين المعنيين لمحاولة ثني رؤساء التحرير تركي السديري - خالد المالك - محمد الوعيل - هاشم عبده هاشم عن الانسحابات التي تقدموا بها، لاعادة البريق لتلك الهيئة والتطلعات المتوقعة منها.
في غضون ذلك برزت قائمتان انتخابيتان الى الأضواء؛ الأولى يقودها الزميل جاسر عبدالعزيز الجاسر والتي تسعى الى اعادة ثلاثة من كبار رؤساء التحرير لخوض الانتخابات، وأخرى تبناها قينان الغامدي.
ووضعت كلتا القائمتين مناهج منظمة لحملاتها الانتخابية وضمت تحت أولويتها العديد من الصحفيين والصحفيات.
وتضمن البرنامج الانتخابي لجاسر الجاسر أطروحات جديدة أعلن عنها، ومنها انشاء صندوق لمساعدة الصحفيين الذين يتعرضون للفصل التعسفي أو يتعرضون للاصابة أو المرض.
وركز الجاسر في برنامجه على الحوافز والمميزات وألا تكون خاضعة للأهواء والأمزجة، بل يجب تقنينها كحق لكل من يعمل في المهن الصحفية، ويأتي على رأس ذلك العوائد المادية التي يجب أن يحظى بها كل متميز في عمله، والسعي لأن تكون هناك آليات محددة لزيادة المدخول المادي لأهل المهنة وبشكل دوري يتيح لهم فرصة مواكبة أعباء المعيشة وبشكل مستمر.
الى جانب الدفاع عن حرية الصحفيين واحقاق حقهم في الوصول الى المعلومات والمصادر التي يستقون منها موضوعاتهم وآراءهم ومتابعاتهم وأخبارهم، وضمان عدم تعريضهم لأي نوع من المساءلة إلا في الحدود التي يحددها النظام.
والتأكيد على أهمية المشاركة الفعالة للمرأة الصحفية في هذا المجال والعمل على تمثيلها في جميع الأقنية المهمة بشؤون المهنة وخصوصا في مجلس الادارة وفق الآليات المتاحة.
ومن ثَمَّ السعي لدى الجهات المعنية لتمكين جميع الصحفيين من تحسين أوضاعهم الاجتماعية، وكأولوية العمل على مساعدتهم للحصول على أراض ومساكن وقروض ميسرة وخصوصاً للصحفيين الشباب.
الى جانب العمل على تفعيل انضمام الصحفيين الى الجمعيات العمومية للمؤسسات الصحفية وفقا لآليات تنظيمية وزمنية ومهنية.
والعمل على دعم الصحفيين الشباب وتشجيعهم من خلال فتح المجال لاستيعابهم وإتاحة الفرص التدريبية لهم داخل المؤسسات الصحفية نفسها.
على هذا الصعيد برز اسم الصحفية سالمة الموشي كأول صحفية ترشح نفسها لعضوية مجلس ادارة هيئة الصحفيين السعوديين، وتقول الزميلة سالمة عن درجة تفاؤلها في الوصول لهذا الهدف: تقدمت للترشيح لمجلس ادارة هيئة الصحفيين لأن المجال متاح للجميع وللمرأة على وجه الخصوص، ولأن من الطبيعي أن يكون هناك صوت للمرأة الاعلامية في سياق أي تنظيم مؤسسي اعلامي ولحاجة المرأة الاعلامية لهذا الحضور في مجلس ادارة الهيئة الصحفية ولأسباب مختلفة تتعلق بفاعلية المرأة السعودية الاعلامية ودورها في المؤسسة الاعلامية، بالاضافة الى ان القائمين على تأسيس الهيئة قدموا مساندة فعلية لترحيبهم بتقدم المرأة للحصول على مقعد في عضوية ادارة الهيئة ومن هنا قدمت أوراقي لمجلس ادارة هيئة الصحفيين ولا مجال هنا للتفاؤل أو التشاؤم فالأمر لا علاقة له بالتطير أو بهدف الوصول الى المجلس الاداري أو الفوز في الترشيح الشخصي كاسم.. الأمر وان كان له علاقة صلة بهذه الآلية فإنه يتعلق في المقام الأول بتحقيق الهدف الأهم وهو ان يقدم الجميع كل ما يخدم الأهداف التي قامت عليها ومن أجلها هيئة الصحفيين والتطلعات التي ينتظرها الاعلاميون والاعلاميات وهو عمليا يتحرك على أرض الواقع من خلال توحيد الهدف، ولست هنا أفضل أن ألقي بالاً لاعتبارات مثل التفاؤل أو التشاؤم بقدر ما أفضل التمسك بما لدي من ايمان بأهمية الهدف وأهمية العمل الجاد من أجل الجميع.
وحول توقعاتها أن تحظى «صحفية» بنصيب من الترشيح من الصحفيين قالت: بالتأكيد لدي هذا التوقع لأسباب عديدة وليس كما يضمره السؤال فهناك بشكل عملي ما يقارب 530 من أعضاء هيئة الصحفيين السعوديين لا يشكل العنصر النسائي الأقلية بينهم هذا من جانب، ثم من جانب آخر برنامجي الذي سأتقدم به في الانتخابات يعبر عن الجميع الصحفيين والصحفيات ولا فرق عندي كتصنيف فهم جميعا جنود ليسوا مجهولين يعملون من أجل الآخرين ومن أجل الوطن، ولا أحد يتفهم معنى أن يكون المرء صحفيا قدر الصحفي نفسه والذي يعيش كل يوم تفاصيل هذا العمل المتواصل المضني والجميل في ذات الوقت، والرهان في نهاية الأمر على شرف المهنة، ووعي الصحفيين بأهمية دعم الموقف الانتخابي الذي يقدم لهم الأفضل ومساندة الشعار الانتخابي الذي أتبناه «لنعمل من أجل الجميع».
وعما إذا كانت تعتزم الانضمام تحت تشكيل انتخابي معين، أجابت: يذكرني هذا السؤال بمقولة: «الموت مع الجماعة رحمة» وهو ان كان ليس بهذا المعنى الحاد إلا ان طرح مجموعات لمقترح موحد يعني تقليل فرص طرح أكبر قدر من المرئيات والاستراتيجيات التي سوف تضيف الى الهيئة بتزويدها بأكبر قدر من التوجهات والأهداف، أيضا بعد فوز التكتل سيجد الأعضاء الصحفيون ان توقعاتهم ومطالبهم تفرق دمها بين الجمع المتكتل، ولكن هذا لا يمنع من انضمامي الى تكتل في حال طرحه لأهداف قوية تشجع على ذلك وتضيف اضافة كبيرة للهيئة الصحفية.
وتطرقت الزميلة الموشي الى الحديث عن الصحفيات اللاتي لديهن قدرة ونفس طويل على خوض حمى الانتخابات، قالت: ليس الجميع بالطبع يمكن أن يكون لديه هذا النفس الطويل سواء الصحفية أو الصحفي، هناك قاعدة لها علاقة بكون المرء قياديا ولديه أهداف ذات وعي متقدم تسمو به عن الأهداف الصغيرة وهي أهداف طويلة المدى وعمليا معقدة، قد يكون هناك صحفيات أو صحفيون لديهم هذا النفس الطويل والركض الجاد مضافا لها سنوات الخبرة الطويلة التي سيستخدمها البعض ورقة رابحة، إنما لا نريد أن نقيس الأمور بالكم من السنوات بل بالكيف الذي أحدث فيها.. أيضا الركض الى أين..؟! الى تحقيق وجاهة خاصة..؟ أم تحقيق شرعية.. مهنية؟ هنا السؤال وشتان ما بين الهدفين.. أعتقد ان هناك منافسة قوية وهناك من يمتلكن هذا النفس الطويل من زميلاتي الصحفيات وزملائي الصحفيين وأؤكد على أننا في النهاية نتطلع لهدف موحد وسوف أؤازر وأدعم بقوة كل من لديه الأفضل وما يخدم الصالح العام.
وعن انسحاب رموز إعلامية كرؤساء التحرير من الترشيحات مما يؤثر سلباً على الوضع العام للهيئة ومجلس الادارة.. أوضحت قائلة: لست بصدد تقييم الانسحاب كحدث في تنظيم الهيئة فهو قرارهم ونحترمه كثيرا ولا أعتبره انسحابا بهذا المعنى الضيق جداً لكلمة انسحاب بل هو قرار حكيم قاموا به من أجل اعادة هيكلة هيئة الصحفيين ومجلس الادارة بما يخدم المصلحة العامة للهيئة ويمكن القاء المزيد من الضوء على هذا الانسحاب بالتوجه بالسؤال الى الأسماء التي سجلت انسحابها من عضوية المجلس.
من جانب آخر تعتقد الاعلامية ناهد باشطح الصحفية ورئيسة مركز المرأة السعودية.. أن كل ما يحدث منذ بدء الاعلان عن اجتماع الجمعية العمومية لترشيح مجلس ادارة هيئة الصحفيين السعوديين وما صاحبها من تداعيات مثيرة انتهت بتأجيل موعد الانتخابات وفتح باب الترشيح من جديد في عضوية مجلس الادارة يؤكد أننا مقبلون على مرحلة جديدة في تاريخ مجتمعنا، هناك شيء ما يوحي بانبثاق قبس من حرية التعبير والمناخ الديمقراطي، وإن كان الوضع ينم عن ارتباك يشملنا جميعا كصحفيين وليس فقط اللجنة التأسيسية، حتى بعض الأخطاء التي حدثت علينا أن نعتبرها جزءاً من تكوين المرحلة الجديدة على أنني أرى ان انسحاب رؤساء التحرير بالجملة لا يخدم مصلحة الهيئة إذ لا بد من وجود أسماء لها خبرة وتمرس في الادارة الصحفية.
إن عضو مجلس الادارة في كيان مستقل كهيئة الصحفيين هو جزء من توجه الكيان ككل باتجاه خدمة الصحفي في المجتمع.
وتضيف: ولذلك فإن الترشيح مسؤولية علينا تحمُّل تبعاتها إذ ان المرشح يقدم نفسه وبالتالي من حق الجمهور أن يقيمه أو حتى يحاكمه إن أخطأ.
هذه هي الانتخابات.. لكننا كصحفيين نحتاج ان ندعم هذا الكيان وهذه التجربة الفريدة من نوعها في مجتمعنا.
وحول خوضها الترشيح لعضوية مجلس الادارة، أوضحت ان التجربة في حد ذاتها تمثل انعطافة في تفكيرنا كصحفيات بإيماننا بقدراتنا المهنية وتعطي صورة تنافي الصورة النمطية الموجودة في الاعلام المحلي والعربي عن الاعلامية السعودية.
مشيرة الى ان هموم الصحفية جزء لا يتجزأ من الهم العام ولكن كوني امرأة فأنا أرى أن تركيزي في برنامجي الانتخابي سيكون لصالح الصحفية وينبثق من احتياجاتها لتأسيس مناخ مناسب لتطويرها مهنيا.
وقالت: ان التطلعات كبيرة وسوف يكون لي اجتماع مع الزميلات كافة للاستماع الى آرائهن والحال لدى واقع الصحفية من خلال تعاملها مع المجتمع وعلاقتها بالمؤسسة.
ليس مهما أن أفوز في الانتخابات قدر ما يهمني أن أؤكد مبادرة الصحفية السعودية لتقديم نفسها عنصراً فاعلاً في جسد المجتمع.
|