ليس ثمَّة من فراغ...
ضمن هذا النَّزف يحتدم أمران: النِّفايات، و«غناء النساء»!!
أمران هامان ملتقطان من بين هذا الكوم المتدفِّق... على شاشة ما ترى، وتسمع...
وكأنِّي بكلِّ شيء، وأمر، وقضية، وقول، وموقف، وفعل، لا يجدر زجُّه
بين بين، إلاَّ في هذه الحقبة: بعضهم يصنِّفها حقبة التغييرات، وبعضهم بالقفزات،
و.... و....
وكلٌّ عندئذ يظنُّها له وحده، ويحسبها على مشروعه الوطني...
ولئن كانت، غدت، أصبحت، فإنَّ أمراً ما قد اعتور ترسانة مكوك الحركة البشرية.
ذلك لأنَّ الأمر الطبيعي لمكوك القوانين، أو لقانون الطبيعة في سيرها لا يزال برويَّة حكمة الخالق يمضي حيث قُضيَ له...
وشأن الإنسان أن يفعل ما لا يأخذه إلى بقاءٍ، كلُّ شيء هالك في معيَّة سطوة قهر أنانية هذا الإنسان...، حتى النِّفايات هي صنعه وبقاياه...
وأمرها قائم... وشهادتها ماثلة...
و... و....
يحتدم النقاش فثمَّة من يرفع عن الغناء الحظر...، في مرحلة رفع صوت النِّساء، وثمَّة من يخفيه داخل فمها، في مرحلة شقِّ الأفواه عن ألسنتها، وأصواتها،
كما تسفر عيناها النجلاوان، فإمَّا إلى الكفاف، وإمَّا إلى الشِّغاف!!
فأيّ منها أكثر إلحاحاً؟!
أن تنعم بنوم خال من قرصات البعوض؟
أم بليل خلي من شجن الغناء؟!
و... و...
ليس ثمَّة من فراغ...
فكلٌّ (يدَّعي وصلاً ب) مرحلة قائمة... تتداخل.. تتداخل... فمن يشأ أن يكون ذا شأن ثمَّة يوم...
فإنَّ عليه أن يمتهن تسجيل ما تدور به ترسانة هذه الحركة في هذا الاحتدام ولن يكون الشَّاهد له على ذلك أكثر من أكداس النِّفايات هذه التي تختبئ فيها تفاصيل الإنسان...، وثمَّة شاهد آخر هو: صوت النساء!!
فمن ينكر شهادة النِّفايات؟!
ومَنْ لا يصغي لصوت النساء.؟!
|