* أتمنى.. لو أن صحفنا أحصت حجم المبالغ التي دُفعت لها كقيمة لاعلانات «فقد».
** انني لست أعترض على الإعلان.. ولا طريقة الإعلان لكني أعترض على أننا شعب «مضياع».
** هذا يفقد جواز السفر.. وهذا يفقد رخصة السير.. وهذا يفقد بطاقة الاحوال.. وهذا يفقد دفتر العائلة.. وهذا يفقد صك البيت.. وهذا يفقد فسح البناء.. وهذا يفقد لوحة السيارة.. وهذا يفقد «ولده» في السوق.. وهذا يفقد.. حتى نظارته.. وهناك من يفقد «حرمته» وهكذا..
** لماذا نحن نمشي و«نْبَطْبِط» لماذا نحن لا نحفظ أمورنا؟
** لماذا لا يكون لدينا أماكن للحفظ؟
** ليس لدينا شيء محفوظ ابداً.. بل إن بعض الأمور التي نفقدها.. تكون وراء مشاكل وجرائم.. وتكون وسيلة مساعدة للجريمة.. فهذا الذي يعثر على بطاقة أحوال.. يستثمرها في كفالات ووكالات.. وشراء شهادات وأشياء خطيرة.. لأنه قد ينتحل شخصية صاحب البطاقة ويُدخله في متاهات ومشاكل ودهاليز كبيرة وخطيرة.
** وهذا الذي يُضيِّع جواز سفره،، يحرج بلاده.. ويُحرج نفسه.. ويتسبب في وقوع العديد من الجرائم والمشاكل والتهديدات لوطنه ونفسه.. وربما استثمر الجواز.. من انتحل شخصية سعودي وأساء للسعوديين كلهم.
** هناك من يسافر للخارج.. ويرمي الجواز في أي مكان.. وينسى أن هناك من يترصد للجواز السعودي.. ويريد أن تغفل عنه لحظة واحدة.. ومتى فرَّطت فيه.. فإنك تفتح الفرصة للمزورين والنصابين والمحتالين.. ليوجهوا سهامهم لوطنك.. ويتسببوا في مشاكل جسيمة وعظيمة تسيء للوطن.. وتدخل الجهات المسؤولة في دوامات طويلة عريضة.. ويحتاج إصلاحها ومعالجتها.. لسنوات.. والسبب.. لحظة تفريط وإهمال منك.
** المديرية العامة للجوازات تناشد كل عام.. كل المواطنين.. بالمحافظة على جواز السفر.. وتنبه إلى خطورة ضياعه.. وترجو كل مواطن.. أن يحافظ على هذه الوثيقة.
** وإدارة الجوازات.. تضع كل فترة.. طرقاً متطورة.. للحيلولة دون تزوير الجواز السعودي.. في محاولة لتغطية أخطاء من يضيعون جوازاتهم هنا وهناك.. لكن المشكلة.. مشكلتنا المزمنة.. «مخ.. مافيه» كما يقول سديق ورفيق أو (المخ.. حْدِجِهْ) كما يقول الآباء والاجداد.
** لقد وُضعت عقوبات بسيطة.. ضد من يُضيِّع جوازه.. وهي حرمانه من جواز السفر لمدة عامين.. وهي في تقديري.. عقوبة غير كافية.. وتحتاج إلى تعديل.. إلى عقوبات أشد صرامة.
** مشكلتنا.. أننا لا نهتم بالجواز ولا ببطاقة الأحوال ولا بالرخصة.. لأن المسألة كلها.. إعلان بمائة ريال.. ونصف ساعة في الجوازات أو الاحوال.. وتأخذ بدل فاقد وتنتهي المشكلة..
** أما لو كانت هناك عقوبات صارمة رادعة قوية مدروسة.. لتم المحافظة عليها بقوة.. ولحُفظت أو انتهت عملية الضياع إلى الأبد..
** هل تصدقون.. أن بعض الاشخاص يرمي هذه الوثائق المهمة الخطيرة في أي مكان؟..
** بل لو زرت أحدهم ودخلت منزله.. لوجدت بطاقة الاحوال «مَنْطُولة» في زاوية أو على تليفزيون الصالة.. وهكذا الجواز والرخصة.. أو ربما وجدتها مع ابنه يلعب بها.. وبعضهم يُعطي البطاقة لأي شخص ويرهنها هنا وهناك وينساها.. وبعضهم يتركها في جيبه هكذا دون حفظ.. ولو أسرع في المشي لسقطت.
** بل إن بعضهم.. يجعل كل أوراقه و«عِدِّته» في درج السيارة.. ولو سُرقت «جعل منتب سيارها الايام» أقول.. لو سرقت السيارة.. لصاح وقال «كل شيء فيها.. حتى مفاتيح بيتي؟!!».
** مطلوب صندوق أمانات «تجوري» في البيت.. يُغلق بإحكام..يحفظ هذه الأشياء والبطاقات من الضياع ومن الحريق.. ومن كل مصدر خطورة..
** ومطلوب عقوبات صارمة رادعة قوية حتى نحافظ على هذه الوثائق المهمة.. والخطيرة.
** ومطلوب منع إعطاء التصاريح «لسفرة واحدة» وبعدها.. ستجدون «طيور دبي.. والجسر» يتوسَّدون جواز السفر.. خوفاً عليه من الضياع.. لأن الجواز.. سيكون أغلى من الولد.. فهل سنرى عقوبات صارمة و«صاملة» مع بداية الإصدارات الجديدة للجواز والبطاقة؟!
|