* الرياض - وهيب الوهيبي:
أعلن في الرياض عن تشكيل لجنة بذل المساعي الحميدة للصلح والحث والعفو، مهمتها احتواء أي إشكالية أو خلاف قد يحدث بين أبناء المجتمع الواحد، وفقاً لقرار صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض.
ووجه سموه أن تكون انطلاقة أعمال اللجنة بالمستوى الذي يتناسب مع الغايات الجليلة التي من أجلها تشكلت.
ولم تأت اللجنة استجابة للأمر السامي الكريم الصادر بهذا الشأن فحسب، وإنما جاءت انعكاساً للرغبة الملحة التي يبديها سموه الكريم لجميع مسؤولي الإمارة بالعمل على تبيان فضيلة العفو وعظيم أجرها عند الله تعالى وتأكيده المستمر على أن باب الصلح والتسامح هو أول الأبواب التي يجب فتحها أمام المتخاصمين.
أوضح ذلك أمين اللجنة ومدير الحقوق العامة بالإمارة الأستاذ إبراهيم بن عبدالله الشثري مشيراً إلى أن ديننا الإسلامي هو دين التسامح والله جل وعلا رب غفور رحيم {وّإن تّعًفٍوا وّتّصًفّحٍوا وّتّغًفٌرٍوا فّإنَّ اللَّهّ غّفٍورِ رَّحٌيمِ} ووعد من عفا وصفح بالأجر والثواب في الآخرة {فّمّنً عّفّا وّأّصًلّحّ فّأّجًرٍهٍ عّلّى پلَّهٌ} ووعد صاحبه بالمغفرة {وّلًيّعًفٍوا وّلًيّصًفّحٍوا أّلا تٍحٌبٍَونّ أّن يّغًفٌرّ اللَّهٍ لّكٍمً}، ولذلك كان سموه الكريم حريصاً على أن يتم إشعار أصحاب الحق بأن ما صدر من حكم تجاه خصمهم قد صدر أمر تنفيذه من قبل المقام السامي الكريم مع عدم ممارسة أي ضغوط عليهم لحثهم على التنازل بل يتم تبيان فضيلة الصلح والتسامح والعفو لهم وعظيم أجرها عند الله تعالى فإن قنعوا وإلا نفذ حكم الله.. كما يجدد - حفظه الله - دائماً التذكير لأعضاء اللجنة بأن نجاح اللجنة وتحقيق أهدافها يعتمد على توفيق الله تعالى أولاً ثم إخلاص النية والقصد لله ابتغاء الأجر والمثوبة ولذلك كله كانت أهداف اللجنة خيرية في مقصدها ونبيلة في غايتها وواسعة في نطاقها.
وقال الشثري بأن اللجنة ستساهم بإذن الله تعالى في تحقيق الآتي:
- إحياء سنة من سنن هذا الدين وترسيخ مبدأ التعاون والتكافل الذي حث عليه ديننا الإسلامي الحنيف.
- تعميق أواصر المحبة والألفة بين أفراد المجتمع والعمل على نبذ أسباب الفرقة والاختلاف والتخاصم وتأصيل روح الأخوة والتماسك بينهم.
- العمل على تيسير أمور الناس وتلمس حاجاتهم ونقلها لولاة الأمر.
- تحقيق رغبة ولاة الأمر في حب الخير والسعي بين الناس بالإصلاح.
- إتاحة الفرصة لمحبي الخير من ذوي الجاه والمال الذين يرغبون في الإصلاح بين الناس.
- تحبيب الناس في ولاة أمرهم وتعميق الولاء المتبادل بين الراعي والرعية والاقتداء بولاة الأمر الذين يسعون دائماً في السر والعلن للبذل والعطاء لسد حاجات الناس وإصلاح أحوالهم.
- حث الكتاب والمثقفين والمختصين للكتابة في هذا الموضوع لبيان أهميته وفضله وأثره في المجتمع.
وأشار الشثري إلى أن الأمر بتشكيل اللجنة نص على أن تضم في عضويتها وكيل الإمارة - رئيساً - وكلا من مدير عام المستشارين ووكيل الإمارة المساعد للحقوق ومدير عام الحقوق العامة - أعضاء - كما تضم اللجنة في عضويتها عدداً من العلماء والوجهاء ومحبي الخير ومن عرف عنهم القبول والمكانة والتأثير لدى فئات المجتمع خاصة وأن اللجنة خيرية المقصد ولا بد أن تتاح الفرصة لمن يجد في نفسه الكفاءة والرغبة لمساعدة الناس في حل قضاياهم وتقريبهم وإزالة أسباب تفرقهم واختلافهم كما جاء التوجيه الكريم بتكوين لجان فرعية في المحافظات تعمل في ظل اللجنة الرئيسية ووفق سياستها وإجراءاتها تكون تحت إشراف المحافظ وعضوية ثلاثة من علماء ووجهاء المحافظة بهدف توسيع نطاق عمل اللجنة وتعميم فائدتها لتشمل أكبر قدر من الأسر والأفراد الذين فرقتهم مرارة التخاصم والتناحر وأصبحوا في حاجة لمن يحتسب الأجر عند الله ويسعى للم شملهم وإصلاح ذات بينهم.
وحول المجال الرئيسي للجنة قال بأن مجالها بذل المساعي الحميدة للعفو والإصلاح وتحديداً في القضايا التي حددها الأمر السامي الكريم والمتمثلة في قضايا القصاص في النفس وما دونها بالإضافة لما يحال للجنة من سمو أمير المنطقة أو نائبه والتي ترد من المحاكم الشرعية أو يتقدم بها الناس مباشرة.
وأكد أن عمل اللجنة يبدأ فور تقدم أحد الأطراف المتنازعين وذلك باستكمال بيانات استمارة الصلح التي تشتمل على بيانات ومعلومات عن القضية وأسبابها وما تم عليها من إجراءات في جهات التحقيق وما صدر بشأنها من أحكام بالإضافة إلى بيانات عن المدعي والمدعى عليه وعناوين ذويهما ومن ثم يقوم أعضاء اللجنة بدراسة الاستمارة لتحديد الكيفية التي يمكن بها البدء في مفاوضات الصلح مع تحديد مدى الحاجة للاستعانة بالعلماء والوجهاء ورجال الخير والإصلاح كما تقوم اللجنة بدراسة أحوال المدعي والمدعى عليه لتحديد الطريقة المناسبة للتفاوض معهما بشأن الصلح وعلى ضوء ذلك تبدأ سكرتارية اللجنة بالتنسيق مع الأطراف المعنية لتحديد موعد الاجتماع الأول لهم مع أعضاء اللجنة للتفاوض بشأن الصلح والاستماع لوجهات نظر المتنازعين والعمل على تقريبها وإزالة أسباب التنازع والتخاصم وتكريس الجهود لحثهم على الصلح والعفو والتسامح وتحبيب ذلك إلى نفوسهم وتستمر أعمال اللجنة في التفاوض وبذل الجهود والمساعي الحميدة للصلح حتى يتحقق ذلك بعون الله تعالى وتوفيقه.
وأضاف الشثري: وامتداداً لاهتمام سموه الكريم بأعمال اللجنة فقد وجه - حفظه الله - بسرعة استكمال الإجراءات اللازمة لترشيح الأعضاء المتعاونين مع اللجنة ممن تتوفر فيهم الضوابط المحددة كما وجه سموه الجهات المختصة للتعاون مع اللجنة وتذليل كافة العقبات التي تواجهها ودعمها بالتجهيزات والكوادر اللازمة حتى تتمكن من ممارسة أعمالها بنجاح.
واختتم حديثه قائلاً: إن صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز يعد نموذجاً لاهتمام ولاة الأمر في هذه البلاد بعمل الخير والدعوة إليه من خلال ترؤسه ورعايته وإشرافه على العديد من جمعيات البر والهيئات والمؤسسات الإنسانية والبرامج الاجتماعية الخيرية فهو أمير الخير والإنسانية ورائد العمل الإنساني ومجبول منذ نشأته على فعل الخير ومساعدة كل محتاج وسجله حافل بهذه الأعمال.
وقد أجاد - حفظه الله ورعاه في غرس حب الخير والتكافل الاجتماعي في نفوس الجميع منطلقاً أيده الله من أحكام الدين الإسلامي الحنيف الذي يدعو إلى التراحم والتواد والتعاون على البر والتقوى، ولا شك أن اهتمام سموه الكريم بتشكيل هذه اللجنة ومتابعة أعمالها يندرج في سلسلة أعماله الخيرة ومقاصده النبيلة ومبادراته الاجتماعية والإنسانية العديدة وستكون بتوفيق الله تعالى لبنة من لبنات الخير التي عودنا سموه الكريم على وضعها في جدار المجتمع ليبقى بإذن الله تعالى ثم بإخلاص قادته وأبنائه متماسكاً ومترابطاً وقوياً وسنبقى دائماً كما وصفنا رسول الله عليه الصلاة والسلام كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر.
| 
