ما ان يقترب موعد بداية الاجازات إلا وتبدأ إشاعات التمديد والتأخير لها!!
وعلى الرغم من طول مدة الاجازة لدينا الا ان هوس التمديد لايزال هاجس الموظفين والطلاب على حد سواء فقد تصل اجازة العيد الواحد الى اسبوعين، ولا تكاد تجد من يستاء لطول اجازات الاعياد لدينا رغماً عن التكاليف الادارية والمالية التي تتحملها الدولة، والهدر الاقتصادي فيها سواء على مستوى الحكومة او على مستوى الافراد حيث يتزامن وقت الاجازات بالزيادة في الانفاق سواء بتكاليف السفر او قضاء اوقات خارج المنزل للنزهات وحضور المناسبات، بل وخلقها ان لم تكن في جدول الاجازة، او لم تقرر مسبقاً! وكأنه لايمكن ان تقضي الاجازة في المنزل للاسترخاء وتفقد متطلبات الاسرة.
ولو أعيد النظر بالاجازات الطويلة للعيدين بحيث لاتزيد عن خمسة ايام لكل عيد، مع امكانية منح ايام اضافية لمن يرغب بأداء فريضة الحج بعد الحصول على ترخيص بذلك، على ان ترحل الايام الباقية من اجازة العيدين للاجازة السنوية لتكون ثمانين يوماً للمعلمين وخمسة واربعين يوماً للموظفين بدلاً من ثلاثين يوماً المقررة حالياً، ويمكن للموظف التمتع بها دفعة واحدة او تقسم على دفعتين او ثلاث حسب رغبته، بحيث يكون هناك من يقوم بعمله اثناء اجازته، وهذا الاجراء من شأنه ان يوقف التعطيل الحاصل حالياً لمصالح الناس واحتياجاتهم سيما لدى القطاعات التي تقدم خدمات مباشرة كالمستشفيات والبلديات، وقصر وقت الاجازة يقلل من فرصة السفر خارج البلاد لبعض المواطنين، كما انه داعية لعودة الموظفين والطلاب لاعمالهم ومدارسهم بصورة ديناميكية بعيداً عن الكسل، حيث اعتاد الناس في بلادنا الغالية الا يحضروا في اليومين اللذين يسبقان الاجازة واليومين اللذين يتبعانها وان حضروا فانهم ينصرفون في وقت باكر، لدرجة ان ذلك اضحى عرفاً تتوارثه الاجيال!!
وقد يعود السبب في التكاسل بالعودة للعمل لعدة عوامل مثل التربية، وفقدان الشعور بالمتعة عند اداء العمل والهدف المرجو منه، كما ان لبيئة العمل نفسها دوراً في ذلك اضافة الى انعدام فهم المعنى الحقيقي للدور الذي تقوم به القطاعات التي يعملون بها في سبيل التنمية، لأن شعورهم انهم يعملون فقط من اجل الحصول على مرتبات، هو ما يجعلهم ينتظرون الاجازات بل ويعشقونها، وبالتالي هو السبب في تأخير معاملات الناس وضعف الانجاز وهذا يشير دون ادنى شك لرسوخ الكسل والخمول في نفوس موظفي القطاعات الحكومية بالذات وعدم الجدية في اداء العمل.
ولعل من المجدي اعادة تأهيل موظفي القطاعات الحكومية عبر دورات تدريبية تنمّي فيهم حب العمل، وتجعلهم يشعرون بالهدف الذي من اجله يعملون، كما لابد من ايجاد ضوابط ادارية تكفل للوظيفة والمدرسة الاحترام المطلوب وذلك بقصر مدة اجازة العيدين على ايام معدودة مع قيام الجهات الرقابية بدورها المتمثل بالمتابعة المستمرة، وعلى وسائل الاعلام حث المواطنين وتوعيتهم نحو احترام الانظمة، وضرورة مشاركة الاسرة وذلك بتعويد ابنائها حب العمل والانتظام في المدرسة من خلال تمثيل والديهم القدوة بالالتزام بأوقات الدوام وتغليب المصلحة العامة على المصلحة الشخصية.
وبعد.. ألم يأن الأوان لنقول: حيا على العمل.. فقد مللنا الكسل!!
***
الاخوة حسين صالح العلي، حامد الخميس، سعاد القحطاني.. حول ما جاء في تعقيبات على مقال «معلم خارج الخدمة» الا ترون ان خروج جيل مهزوز ينقصه ادراك ماهو مؤهل له كان بسبب بعض المعلمين الذين لم يدركوا اهمية ما اسند اليهم من تربية وتعليم لمن نعدهم عماد الأمة وعتادها؟! وبعيداً عن متلازمة قطع الارزاق والاعناق!! ألا نتفق ان وجود فئة من المعلمين على رأس العمل ولكنهم خارج نطاق الشعور بالمسؤولية والعطاء والامانة سينتج لنا جيلاً خارج الانتماء والمواطنة؟!!
* ص.ب 260564 الرياض 11342
|