تلاحقت الأحداث في القاهرة مسرعة حين أعلن الرئيس المصري أنور السادات في حديثه المثير للرأي العام عن كشفه لمخططات الفئات اليسارية المنتشرة في أجهزة الحكم والتي استفزها قرار الرئيس باقصاء نائبه علي صبري عن منصبه. وقد أحدث كشف المسؤول المصري الأول لمؤامرة العصابة المعزولة قبل تنفيذها صدى واسعا في الاوساط المحلية والخارجية وكانت الاجراءات الحازمة الفورية التي اتخذها السيد السادات مدعاة لتثبيت مركزه وتقوية نفوذه، وأدى قراره برفع الرقابة عن حرية الشعب وأحاديثه وازالة دولة المخابرات السرية وخلايا السراديب والجستابو ومخابئ التحقيق والاعتقال إلى رد فعل لدى أنصار علي صبري والفئات المعزولة من أعضاء مجلس الأمة والاتحاد الاشتراكي فلجؤوا إلى اصدار المنشورات ضد الحكومة التي ما فتئت تلاحق فلولهم وتجتث جذورهم.
ومن جهة أخرى فقد حظي الموقف الذي اتخذه الرئيس السادات بتأييد شعبي وعسكري كبير فقامت المظاهرات تطوف الشوارع معلنة تأييدها لرئيس الجمهورية وانهالت برقيات التأييد التي وصفت الوزراء المعزولين بالزمرة المنحرفة الخائنة وقدم الكثير من الفلاحين تاركين قرارهم الى القاهرة ليعلنوا موافقتهم لسياسة السادات وأعلنت القوات المسلحة ولاءها للرئيس ووقوفها وراءه واستعدادها لأي شيء يطلب منها.
وأولت الصحافة العالمية شديد اهتمامها لهذه الأحداث وعلقت عليها بشتى مناحي التفاؤل حتى ان بعضها رأى أن الرئيس السادات بموقفه واجراءاته مصمم على ابدال نظام حكم الحزب الواحد باعادة الحياة الديموقراطية البرلمانية الى مصر.
|