|
| |
صار الشعر الحر مثار مشكلات أدبية انتهكت حرمة الشعر العربي، وقد تضاربت الآراء حول تسميته شعراً، واطلاق كلمة شاعر على من يتعاطاه فمنهم من يؤيده ويعتبره شعراً وينتظر له مستقبلاً زاهراً ومنهم من يرمي به عرض الحائط ولا يعتبره إلا نوعاً من النثر لجأ إليه أصحابه حين عجزوا عن الشعر الأصيل حتى ان البعض يطلق عليه (الشعر العبد) ولأدلي بدلوي في هذا الموضوع وان لم أكن أديبا رأيت أن أشارك في حل هذه المشكلة كصاحب - لا كأديب - فإذا كان صاحب الشعر الحر ممن له القدرة على مزاولة الشعر العربي الملتزم للوزن والقافية والاجادة فيه وعدل عنه الى الشعر الحر فإن ذلك لا يخفض من كونه شاعراً بل يقال عنه انه تنكب جادة الحق الى غيرها لذا نرى أبا العتاهية يدرك بحور الشعر ويعدل عنها وحينما يسأل عن ذلك يرد بقوله (انه أكبر من العروض) أما إذا كان قائل الشعر الحر لا يستطيع غيره ولجأ إليه ليسهم في الحركة الأدبية وليحتضن كلمة (شاعر) بعد عجزه عن مسايرة الشعر العربي فهذا هو العيب بل هو تقليل من قيمة الشعر العربي وسعي للحط من مستواه والهبوط به إلى الحضيض وعلى كل حال فإنا نرى أكثر الناس منصرفين الى الشعر الحر أو العبد، وكان الأجدر بهم ان يتركوه للمساهمة في رفع مستوى الشعر العربي وتنمية الحركة الأدبية ومن لا يستطيع فعل ذلك فعليه الحياد وان كانوا لا يستطيعون ذلك فلا يكلف الله نفسا إلا وسعها وما عليهم إلا ان يفسحوا المجال لمن عندهم القدرة وأن ينصرفوا إلى مزاولة نوع آخر لا ضرر فيه ولا ضرار. |
[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة] |