في مثل هذا اليوم من عام 1990 وبعد الحرب الشرسة بين القوات الأرمنية والأذربيجانية في أذربيجان، قامت الحكومة السوفيتية بإرسال قوات مسلحة تتكون من 11000 فرد لإخماد النزاع. وقد اعتبر ذلك النزاع بين الإقليمين دليلاً واضحاً على عدم فعالية الحكومة السوفيتية المركزية في أحكام سيطرتها على الجمهوريات السوفيتية وضعف القوة السياسية للقائد السوفيتي ميخائيل جورباتشوف.
وقد كان القتال في أذربيجان نتيجة لقرون طويلة من النزاعات بين مواطني أذربيجان المسلمين والأرمن المسيحيين. ومنذ الثورة الروسية في عام 1917، استطاع النظام الشيوعي الحفاظ على سلام نسبي بين المجموعتين، ولكن مع الضعف التدريجي للاتحاد السوفيتي في أواخر الثمانينات، بدأت النزاعات العنصرية في إعادة الظهور من جديد، وبسبب حالة الضعف التي يعاني منها قرر الاتحاد السوفيتي التدخل في النزاع بشكل جزئي فقط، حيث اعتبر هذا التوجه غير عادي لأنه إذا كان قد حدث هذا النزاع الداخلي أثناء النظام الشيوعي الصارم في ذروة الحرب الباردة كان سيتم إخماده فورا وبقوة.
وكان الأرمن قد شنوا هجوماً على مسلمي أذربيجان حيث تم قتل ما يقرب من ستين شخصاً، ومن ناحية أخرى أدان المتحدث الرسمي الأرمني عدم اتخاذ إجراء من جانب حكومة جورباتشوف ونادى بالتدخل العسكري، إلا أن المسؤولين السوفيت لم يكونوا متحمسين للدخول في خضم هذا النزاع العنصري وحاولوا التقليل من شأن جدية الوضع.
ومن ناحية أخرى، أعلن بعض مؤيدي جورباتشوف عن شكوك بأن العنف في المنطقة يتم إثارته من جانب نشطاء مناهضين لحكم جورباتشوف لغرض التقليل من شأن هذا الحكم، فيما أرسل جورباتشوف قوة سوفيتية تتكون من 11000 جندي لتهدئة الوضع، الأمرالذي لاقى تأييداً من جانب حكومة الولايات المتحدة واعتبرته رداً إنسانياً على عمليات القتل والإرهاب.
إلا أن القوات التي أرسلها جورباتشوف لم تحقق ما أرسلت من أجله إلا القليل للتخفيف من حدة الوضع خلال السنتين التاليتين حيث استمر العنف العنصري في أذربيجان ولم يتمكن الحكم السوفيتي الضعيف من الإيتاء بحل مستمر للوضع، وخلال أقل من سنتين استقال جورباتشوف من منصبه وتلاشى وجود الاتحاد السوفيتي.
|