من المؤلم أن تقرأ أو تسمع عن الانتقادات التي طرحت مؤخراً عن الفرق المشاركة في دورة الخليج السادسة عشرة، وكان من المؤمل أن نقرأ أو نسمع المزيد من التشجيع للمضي قدماً نحو تقديم مستوى أفضل.
ومن المعروف أن تراجع المستوى يؤدي بدون شك إلى البحث والتحري عن الأسباب الداعية لهذا التراجع الواضح في هذه الدورة، ولكن هل توصلت هذه الانتقادات التي أثيرت عبر وسائل الإعلام المختلفة إلى السبب الحقيقي الذي أدى إلى تدني مستوى الدورة.
لقد اتفق الجميع على تراجع مستوى الفرق في هذه الدورة بما فيها الفرق المتصدرة، ولكن اختلفوا في الأسباب، البعض منهم وضع اللوم على إعداد الفريق، ومنهم من وضع اللوم على الجهاز الفني، والبعض الآخر وضع اللوم على لاعبي الفريق.
في الحقيقة أن هذه الأسباب قد تحدث في بعض الفرق ولكن لا يمكن أن تحدث على وجه العموم، فنحن نعلم أن الفرق الخليجية استعدت جيداً لهذه الدورة، بل إن جميع الآراء التي طرحت حول استمرار دورة الخليج تؤكد اهتمامهم بهذه الدورة وأنها تعني لهم الشيء الكثير، بل إن البعض منهم أكد أنها السبب الأول في تحقيق البطولات العربية والآسيوية.. وهذا ما يؤكد أن إعداد الفرق كان جيداً على الأقل.
أما من جعل اللوم على الأجهزة الفنية فإنهم لا يحتاجون إلى تزكية لأن لهم صولات وجولات في المسابقات الدولية، وإن أخفق واحد فلا يمكن أن يخفق الجميع.
وأما من وضع اللوم على لاعبي الفرق، فإنه محق في ذلك، ولكن ليس في اختيار اللاعب، أو عدم توفيق اللاعب، فنحن نتحدث عن تدني الفرق وليس فريقاً بعينه. من ذلك نجد أن هناك عاملاً أساسياً أثَّر على جميع لاعبي الفرق في هذه الدورة بما فيها ضيف الدورة منتخب اليمن.. فإذا كانت العناصر الأساسية في اللعبة قد وفرت وعلى أرقى المواصفات في جميع الفرق المشاركة.. وهذا ما أكده رئيس الاتحاد الآسيوي في المؤتمر الصحفي الذي أقيم في الكويت عندما قال: فوجئت بالمستوى المتدني لدورة الخليج على الرغم من الانفاق الهائل من الدول المشاركة لهذه اللعبة. من ذلك نجد أن العامل الذي أثَّر على جميع لاعبي الفرق يعود إلى الحالة النفسية للاعب من أثر الأحداث التي حلت بالخليج، وقد يكون منتخب الكويت أكثر تأثراً نظراً لقربه من الحدث فضلاً عن كونه الراعي لهذه الدورة.
إبراهيم الشريف | 
