«هو الطهور ماؤه الحلّ ميتته».
تكلم عنه أحد العلماء فقال: «فيه مقالا» وكنا جماعة من طلاب العلم استضعفنا هذا العالم لكن بعد انتهاء الحوار العلمي تساءل بعضنا عن صحة ما ذهب اليه؛ فأحببنا قراءة الإجابة للاطمئنان.
عبدالله بن سلامة القرشي
سعد بن سلامة القرشي
مكة.
ج هذا الحديث من رواية أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، وهذا الحديث مدني قاله النبي صلى الله عليه وسلم إجابة لسؤال (عبدالله المدلجي العركي) صحابي جليل يلقب: بالملاح لأنه كان يعمل في البحر رضي الله تعالى عنه.
والحديث هو كما نقلتما (هو الطهور ماؤه الحل ميتته) والضمير في (هو) المقصود به: البحر.
أما ما ذكره ذلك العالم فلعله بناه على الخلاف في سنده، لكنه خلاف لا يوصله الى ان يكون في سنده مقال، فقد رواه: الترمذي وابن أبي شيبة ومالك وابن الجارود في «المنتقى» والحاكم في المستدرك وخرَّجَهُ البغوي، وصححه ابن خزيمة.
فالحديث صحيح بهذا الاعتبار لا غبار عليه، ولم أجد في السند ما يوجب التكلم منه بحيث يرد، كلا.
والبحر ماؤه طهور فيُغتسل منه وفيه فيزيل الحدثين الأكبر والأصغر.
أما ميتته فالمقصود بها ان السمك لا يذكّى فخروجه من البحر وبقاؤه مدة معينة قليلة يحصل بها موت السمك كبيره وصغيره، وليس المقصود ما مات بقذف البحر خلال: المد والجزر ثم تهرى وتعفن.
وما يكون في حكم السمك فهو مثله ما لم يرد النص بتحريمه (كالبحربري) وهي حيوانات البحر التي لها أنياب فالذي يظهر عدم إباحتها.
|