Friday 16th January,200411432العددالجمعة 24 ,ذو القعدة 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

منشأة الإدارة منشأة الإدارة

* ما تقولون عن (منشأة الإدارة) هل عُرفت في: العصر الحديث؟
مكالي حسن بن بركة
«جزر القمر»
- الادارة العلمية والعملية والقضائية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والتعليمية والصناعية هذه كانت معروفة منذ قديم الزمان بتفاوت واضح بين قرن وقرن وأمة وأمة وإنما تأسست الإدارة الفاعلة في الأمم التي جاءها الرسل عليهم السلام وبنوها على العدل المتقن الدائم المبني على توسيع القدرات وبالنظر من باب المثال إلى سياسة -موسى- داود - سليمان - صالح- يوسف - عيسى - تجد الموهبة الادارية في (التنويع والتجديد) وعمق أساسيات الانتاج على أساس فقط توزيع الفرص مع ضرورة إطراد المحافظة على الموهبة الادارية في الاشخاص الموهوبين وطرد مركزية التفرد إذ أنهم عليهم السلام رأوها وبالاً على الصناعة الادارية الباذلة.
وبنظرة عاجلة على طريقة الرسول صلى الله عليه وسلم فيها تجد أنه عليه السلام يوظف الموهبة ويحافظ عليها ويحاسب بقسطاس مستقيم بحيث إنك عنده أو أنت في غيبة عنه تحبه وتطمئن إليه وتسعى جاهداً للبذل والاجتهاد ما قدرت إلى ذلك سبيلاً فحقيقة (نشأة الادارة) وتأسيسها وأطرها، وتنويعها إنما كان على يد محمد صلى الله عليه وسلم وبنظر سياسته العلمية والعملية والتعليمية تجد عبدالله بن عمر وابن عمرو ابن الزبير وابن مسعود وأُبي بن كعب وسواهم وسياسته الادارية العليا تجد أبا بكر وعمر وعثمان وعلي وأبا عبيدة وابن عوف وطلحة والزبير وسياسته القضائية تجد معاذ بن جبل وأبا موسى الأشعري والنعمان بن بشير.
وتجد سياسته المتنوعة في مجالات الحياة مدونة من خلال أعماله وأعمال صحابته بين يديه وفيما بعد ذلك تبين كيف نشأت الادارة التي قامت عليها الأمم تترى فيما بعد ما بين منضبط في آثارها أو آخذاً ما يراه اجتهاداً ففي (الشمائل) للترمذي و (الطبقات) لابن سعد و (اعلام الموقعين) و (زاد المعاد) لابن قيم الجوزية يتبين لذي لب حصيف مرهف حقيقة أمر الادارة، والادارة الحديثة وان كانت جيدة وتجارب وآراء إلا أنها تحتاج إلى الرسوخ أكثر وأكثر في ذات حقيقة الموهبة بضابطها الفطري والعقلي والنفسي حتى تكون ذات عطاء يهزم ذات المصالح والنفع الذاتي والدوران في دائرة ضيقة.
وقولك عن نشأة الإدارة في العصر الحديث أنت تسأل هكذا أفيدك بأن الادارة لم تنشأ في العصر الحديث لكنها امتداد لما سلف لولا ما دخلها من ماديات وذاتيات قللت من تجديد مسارها التي يراها الداهية العارف من الدارسين، ولعل من يقول إنها نشأت في هذا العصر إنما رأى بعين واحدة على أن الإدارة إنما نشأت في هذا العصر عن طريق تجارب ومذكرات وآراء رؤساء ومديري وساسة الادارة في الشركات والمؤسسات العالمية وهذه نظرة ضيقة ولها أحسب أنها عنصرية لكنها ضيقة على مسار حقيقة الادارة عبر القرون.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved