حول «حقوق» الزوجة و«عقوق» الوالدين كتب الأخ الأستاذ علي بن عبدالله الحسين - بتاريخ الأول من ذي القعدة 1424هـ تعقيباً على الأخت طيف أحمد، وتفضل فأورد أسباباً عدة تؤدي الى العقوق والعياذ بالله.
ومع وجاهة المقال - وما حمله من أفكار - إلا أنه بحاجة الى مداخلة، وسأبدأ مداخلتي معه - وبعد الاستعانة بالله - فآخر فقرة له حيث يقول: «كتبت هذا المقال على عجل وأرسلته بالمسودة والكمال لله سبحانه وتعالى... لكني أهمس في أذن الذين يسمعون عن المقال؛ أو يقرؤونه؛ ثم يبدؤون بالكتابة النقدية الجارحة أو الأدبية».
فأقول للأخ الكريم:«أعرناك أذناً صاغية وعيوناً مبصرة وحتى الآن لم تهمس بشيء، فأين هو هذا الذي تريد أن تهمس به؟».
ثم قولك في آخر عبارة:«فالواجب في النقد الصحفي أنهم أولا والنقد والتعصب وطرح الآراء ثانيا»، وأقول: «ان: حرف ناسخ، هم: ضمير متصل في محل نصب اسم ان، فأين خبرها؟؟ وعَلَى مَن يعود الضمير المتصل؟؟
يبدو - أخي الكريم - أنك تعجلت - فعلاً - وأنه وإن كان هناك أمور تجب العجلة فيها «بفتح العين والجيم» كإقامة الصلاة ودفن الميت فإنه في المقابل هناك أمور أخرى يجب التروي فيها والتأني؛ ومنها الكتابة واصدار الأحكام، ثم بالله عليك ماذا يدفعك - أو دفعك هنا - لكتابة المقال على عجل، ثم التذرع بالعجلة في مواجهة أية أخطاء أو قصور؟.
1- تقول: «كتابتي هذه المرة تختلف عن سابقتها قائلاً» وأقول: إن «قائلاً» هذه حال لا يصف بها المتكلم نفسه بل يصف بها غيره.
2- تقول: «إن الأب يربي تربية اسلامية أبوية صحيحة ولكن التيارات الخارجية لها تأثير بالغ، وقد تكون هي السبب في عقوق الأبناء».
كيف يكون هذا؟ أتستوي التربية الاسلامية الصحيحة وغير الصحيحة في مواجهة التيارات الخارجية؟ كلاَّ.. وألف كلاَّ، ولا أريد الإطالة:
فليس يَصِح في الأذهَان شيء
إذا احتاج النهار الى دَليل
3- تقول في الفقرة الثانية:«بعض أخواتي اختفت أسماؤهن، وأصبحت هوايتها محجورة بين قلمها ولسانها وصارت تبكي على الأطلال» والصواب الذي كان يجب أن تقوله: «بعض أخواتي اختفت أسماؤهن وأصبحت هوايتهن محجورة بين أقلامهن وألسنتهن وصِرن يبكين على الأطلال» فالحديث عن جمع المؤنث السالم الغائب، أليس كذلك؟
4- تقول: «إن الزوجة لها دور كبير في شخصية الابن فإذا تزوج ووفق في زوجته فقد يصبح أسيراً «لها» فتصير هذ الآمرة الناهية يسمع كلامها وينفّذ أوامرها فالزوجة هي التي لها حقوق وللوالدين عقوق.
عجباً.. هل يستويان؟ من وُفّق ومن ضلّ؟
5- يبدو أن اجابة الشيخ عن الابن الذي لا يطولك منه شر ولا خير بأنه عادة لم تعجبك بدليل توجيهك سؤالاً آخر وافتراض اجابة من عندك قياساً على اجابة الشيخ، ومن المؤكد أن اجابة الشيخ بُنيت على أساس أن الذي يجب أن يطول الأب من ابنه هو الخير فقط.
6- أراك قد خلطت بين «كم الاستفهامية» و«كم الخبرية» في صلب العمود الخامس.
7- أراك قد خلطت بين «التحقيق» و«التحقق» في قولك: «فالابن تعود منذ الصغر على «تحقيق» طلباته» فبينهما خلاف كبير.
8- أوردت عشرين نقطة كأسباب للعقوق، ويبدو - فعلاً - أنك كنت على عَجَل لأنه قد شابها واعتراها الكثير من التكرار والتداخل فيما بينها؛ ومنعا للإطالة أوضح لك الآتي:
- النقاط 1، 2، 3 عن المراهقين والمراهقة وكان يجب توحيدها في نقطة واحدة.
- النقطتان 4، 13 عن الرفاهية الزائدة/ الدلال الزائد؛ وكان يجب توحيدهما في نقطة واحدة.
- النقاط 6، 7، 8، 19 عن المجتمع/ المدرسة/ المسجد/ الحي أو الحارة أو الجيران، كان يجب توحيدها في نقطة واحدة.
- النقطتان 9، 10 عن القسوة في التربية/ التربية وعلم النفس كان يجب توحيدهما في نقطة واحدة.
- النقطتان 12، 20 عن الحياة الزوجية/ النسب كان يجب توحيدهما في نقطة واحدة.
9- أما قولك: «القصص القرآنية ومنها قصة ابراهيم ونوح مع ابنيهما تدل على البر من الولد والحنان من الوالد»:
- من حق الأنبياء - عليهم السلام - علينا ألا نذكر أسماءهم مجردة.
- ما علامة بر ابن نوح - عليه السلام - بأبيه؟!
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حمدين الشحّات محمد/بريدة |