(فرساني) أكتب الأيام بيني
تعب ينداح في رحم الثقَالْ
يوم كنّا نتلاشى، نتباكى،
نَتَكفَّى لوعة فوق الخيالْ
إنَ للأرضِ التي أهوى هسيساًَ
يمضغ الصخر ويجتر الجبالْ
سيدي إنَّ مدادي وودادي
مدَ أرضي من دمي رمش السؤالْ
إنه الحسن المنقّى والمسجَّى
في عذوق الماء في أنف الوصالْ
ألم الأمس الذي أشقى نموِّي
وأذاب الموت بيني واستطالْ
أذكر الماضي وأمي تتباكى
إذا أنا غادرتها قالت تعالْ
قامتي تقتات تلك الماضيات
يوم كان البحر للناس اغتيالْ
(فرساني) يكتب الآتي ويبني
لغة الشكر وإحساس الجمالْ
لو أغني الحب أسقي الأرض عشقاً
أرسم الحلم المحنّى بالهلالْ
أنا أبني في خضم الريح شعري
وشراعي يتهادى كرنفالْ
وأنا من تلك قد جئت أغني
أضرب المعنى وأشتق الخصالْ
من يمين الغيم حبري والقوافي
كل حرف قُدَّ من دمَّ الغزالْ
يالتلك الأرض في ذكرى خيالي
فرحي، شوقي، وبعض من زلال
وهي كل الناس حتي إن قلبي
ظلّ فيها رغم أنف الانتقالْ
آه يا أمي أنا عشت عذابي
لغة أخرى وقيد واعتلالْ
عشت لا هدأة أحيا عشت وجدي
ضقت حتى ضجّ بي ريح الشمالْ
في فمي حرفي وفي عيني كتابي
وسلامي قام في وجه القتالْ
(فرساني) أدب الأوراق حتى
سال فيها حبره الأرقى وسالْ
ما يزال الليل يهديني سمواً
والنهارات احتضاري ما تزالْ
كان طفلي في عذابات الليالي
كم تسامى بين جنبي واستحالْ
إنها الحسن المنقَّى من بياني
في جنوب العشق في غرب الشمالْ
سيدي إن من القول لسحراً
من خلال الضاد عطرت التلالْ
أجلد الظلماء حتى تتلظى
وتصلي تعباً قبل النزالْ
فاسألي يا أرض عني كي تكوني
لي أنا قولا وللأرقى مثالْ
تبت العرجاء إن فاقت حواري
ناقتي تسعى على صدر الجدالْ
كيف حال العشق هيا حدِّثيني
وأسكني الضاد الذي هدّ الجبالْ
كيف حال اليوم في صدر الثواني
كيف حال الحال يا بنت الحلالْ
ليتني في قلبها وحدي أغني
كلما مال المدى رفّ الزوال
(فرساني) ذاب فيه الحسن حتى
صار فيه الحب يحياه احتلالْ
في يديها النقش في أقدامها
في رؤاها الحسن باقي ما يزالْ
ليت أهلي علقوني في يديها
كي أكون الماء في صدر الهلالْ
وجهها دنيا وفيها ألف معنى
للتثني للتغني للأماني للدلالْ
فهي عشقي وهي أتلام القوافي
وهي عذق النبض أنفاس غزالْ