عميقة تلك المفردات التي حوتها كلمة سمو ولي العهد الأمين التي وجهها أمس إلى المواطنين، وثرية تلك العبارات التي حوتها الكلمة واضعة منهاجاً راسخاً للحوار فيما يهم الوطن ويخدم مصالحه ويحقق تطلعاته.
أكثر من نقطة مهمة يمكن التوقف عندها في الخطاب الذي اتسم بجلاء معانيه ووضوح مقاصده.. لعل منها تأكيد سموه أن الحوار - من حيث المبدأ - ظاهرة ايجابية صحية، لكن هناك واجباً هو أن «نحرص كل الحرص حتى لا تتحول النعمة إلى نقمة، وأن أي حوار لا يلتزم بمنهج الحوار وقواعده وآدابه يتحول إلى فوضى لا تسمن ولا تغني من جوع وتضر ولا تنفع..».
ونقطة أخرى تضمنها الخطاب تضع أرضية مهمة لا يجب تجاوزها في تدارس شؤون الوطن، إذ أكد سمو ولي العهد أن «هذا الوطن لن يرضى أبداً أن يمس أحد كائناً من كان عقيدته الإسلامية باسم حرية الرأي أو بأي اسم آخر، إن مجتمعنا يستمد كل مقومات وجوده من الدستور الإلهي الخالد القرآن الكريم والسنة المطهرة، وأي تعرض لهذا الدستور الإلهي يعني طعن الوطن في الصميم..».
ونقطة ثالثة أكد سمو ولي العهد من خلالها على جدية تبني الدولة للنهج الإصلاحي حتى قال: «إن الدولة ماضية بعون الله في نهجها الإصلاحي المدروس المتدرج، ولن تسمح لأحد بأن يقف في وجه الإصلاح سواء بالدعوة إلى الجمود والركود أو الدعوة إلى القفز في الظلام والمغامرة الطائشة..».
هذه الرؤية وغيرها مما تضمنته كلمة سمو ولي العهد هي دلالات تؤكد أن الأبواب مشرعة في وجه الحوار الوطني الإيجابي الذي يقود إلى خير الوطن والمواطن.. وتضع السبل الحكيمة التي يجب أن يتوخاها الحوار ليأتي أكله ويحقق الطموحات المرجوة منه.
إنها الرؤية الحكيمة حين تتبناها القيادة الحكيمة.. وإنها السبيل إلى كلمة سواء لأجل وطن الخير والأمن والرخاء والسؤدد.
|