الأطباقُ كثيرةٌ..
الطّاولةُ تمتدُّ حدَّ النَّظر البعيد..
يتراكضون نحو أطباقها..
كلٌّ يعبُّ يملأُ جرابه..
الزُوَّادةُ لم تعد تحتمل..
تنبعجُ..
يتدلَّى منها شيءٌ من حصاد الأطباق..
تنشأُ أطباقٌ أخرى..
يتهافتون عليها..
حتى ما تنثرهُ ثقوبُ الزُّوادات، يحملها المتهافتون..
يلهثُ لها متهافتون آخرون..!
الطَّريقُ تحوّلت إلى ساحات تهافتٍ..
الأطباقُ تنوَّعت..
كلٌّ يدَّعي وصلاً بمعرفة..
متى يُفَضُّ عن مضامين الأطباق؟
مَنْ يُفصِّل مكوِّنات ما فيها؟
مَنْ يعلمُ «قيمتها» الغذائية له؟
مَنْ يفكّر فيما سيجنيه ممَّا حصد منها؟
مَنْ يتعرَّفُ حجمَ شهيَّتِه عن حجم حصاده؟
مَنْ..؟!
مَنْ.. مَنْ؟؟...
مَنْ.. مَنْ.. مَنْ...؟؟؟
وتقفُ في مواسم الزِّحام على بعدٍ وعن قربٍ
ترقبُ تهافتَ التَّهافتِ..
تصغي إلى أنين الجراب، وآهات الزُّوادات وهي
تشكو الانبعاج.. والتخمة..
ترقبُ صدى ضحكاتٍ تأتي من أودية السُّخرية..
عبثٌ هذا الذي يحصلُ..
مزيداً من تيه الإنسان!!.
|