* حفر الباطن- سلامة الظفيري - فهد الجخيدب:
«الوايليه» حي من أحياء حفر الباطن س، عشيش متناثر بني من الألواح الخشبية وقطع من الصفائح الزنكية والأصواف اليدوية داهمت السيول وغمرت المياه مساكن أهلها فخلطت حابلها بنابلها وحولتها إلى بحيرات مائية عاليها كسافلها.
التقينا في البداية بالمواطن/ زيد محيلان الشلاش البالغ من العمر (65 سنة) حيث قال: أسكن هنا منذ ثلاثين سنة فهذه الصناديق المبنية من الخشب والزنك وقد عملتها بيدي ويقول الشلاش بأن سكنه العشيش تتكون من ثلاث غرف ويضم بداخله أسرة (11) شخص. ويضيف الشلاش بأن الأمطار غمرتنا وحولت عشتنا إلى مستنقع مائي مما اضطرنا أن نبيت ليلتنا جلوساً على الأسرَّة ويضيف المواطن/ عضيب العنزي بأنه كان غير موجود في وقت هطول الأمطار ويقول عضيب: إنني فوجئت عندما وصلت إلى أهلي وجدتهم في حالة سيئة إذ الأمطار دخلت عليهم وحولت جدران الغرف الخشبية إلى ما يشبه القطع الأسفنجية تخرخر المياه معها من كل مكان مع اشتداد البرودة علينا حيث لا توجد عندنا وسيلة للتدفئة لأنه ليس لدينا كهرباء لعدم اشتراكنا في رسوم ماكينة الكهرباء التي تغذي العشيش. وعن عمر هذا المنزل قال: عمره 25 سنة والأخشاب متآكلة.
ويقول المواطن/ عبيد مزعل السبيعي العنزي والعائل لأسرة مكونة من (12) فرداً. بأن المياه غمرت المنطقة ودمرت الأثاث.
أما المواطن/ عبيد بن غشام العنزي فيقول: أنتم الآن تشاهدون الوضع بأعينكم. يعني هل تريدون من هذه الأخشاب وصفائح الزنك التي أفنت عمراً طويلاً تقاوم هذه الأمطار الغزيرة التي هطلت علينا.
وعن وضعهم مع الأمطار التي غمرت المنطقة يقول العنزي: المياه دخلت علينا وصارت كل غرفة مثل بركة الماء فاضطررنا وضع الأطفال بالسيارة مع أفراد العائلة الباقين جمعنا خشباً وقضينا ليلتنا عليها حتى الصباح.
وأثناء جولتنا في حي الوايليه استوقفتنا طفلة جميلة 8 سنوات في عمر الزهور اسمها «نوره» قائلة نحن عائلة كبيرة «14» فرداً بيتنا تدمر من السيول وسألنا والدتها «أم عبدالكريم» عن وضعهم السكني بعد تعرضهم لسيول جارفة وقالت بصعوبة بالغة والعبارات تخنقها «الحمد لله على قضائه وقدره» فنحن نسكن الصناديق منذ 30 عاماً ومنزلنا قديم مكون من الصفائح والخشب والغرف لاتصمد عند هطول الأمطار.
|