Friday 16th January,200411432العددالجمعة 24 ,ذو القعدة 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

حادثة وحديث حادثة وحديث
مكانة الصالحين
عبيد بن عساف الطوياوي ( * )

من الظواهر الحسنة، التي تميز بها مجتمعنا، ظاهرة احترام الصالحين، فللصالحين في المجتمع مكانة سامية، ومنزلة رفيعة عالية، جسدها أحدهم بقوله: هم الذين يؤموننا في صلواتنا، وهم الذين يعلمون جاهلنا ويصلحون بين المتخاصمين منا، ويمشي بعضهم في حاجاتنا، وهم الذين يعقدون أنكحتنا ويرقون مرضانا ويغسلون موتانا فلا قرت عين تكرههم.
فتقدير الصالحين ميزة عظيمة لهذا المجتمع، وهي من الدلائل الواضحة التي تدل على أن الصلاح والاستقامة هما الأصل في هذا المجتمع الكريم، وأما ما يحدث من مخالفات، وما يحصل من تجاوزات، ما هي إلا أمور طارئة، سرعان ما تزول بإذن الله تعالى، كما قال جل جلاله:
{يّضًرٌبٍ اللَّهٍ الحّقَّ والًبّاطٌلّ فّأّمَّا الزَّبّدٍ فّيّذًهّبٍ جٍفّاءْ وأّمَّا مّا يّنفّعٍ النَّاسّ فّيّمًكٍثٍ فٌي الأّرًضٌ كّذّلٌكّ يّضًرٌبٍ اللَّهٍ الأّمًثّالّ}.
ولكن تغيرت نظرة بعض الناس للصالحين، بسبب أحداث التفجير الأخيرة، صار بعض الجهلة ينظر إلى الصالحين نظرة احتقار وازدراء، صارت اللحية الطويلة والثوب القصير عند بعضهم يمثلان شيئاً خطيراً، يقول أحدهم لأحد الصالحين: أنتم شر البرية، ويقول أحدهم: يا أهل اللحى انتهى دوركم، الآن الدور لنا. فمكانة الصالحين عند بعض الناس قد تغيرت. ونحن لا نزكي أحداً من الناس، وأيضاً لا نتهم أحداً منهم، ولكننا نحذر من هذه الظاهرة الخطيرة، فإنها عندما تنتشر في المجتمع يصير لها أضرار عظيمة، وعواقب وخيمة، فإذا ذهبت مكانة الصالحين في المجتمع فعلى المجتمع السلام، هذه حقيقة، مجتمع ليس للصالحين فيه مكانة مجتمع فاشل، يتكلم فيه الرويبضة، ويسود فيه الفساق، ويرتفع فيه السفلة.
نعم لا ننكر الجرائم البشعة التي ارتكبتها تلك الفئة الباغية، والطغمة الظالمة، ولا نقرها، وندين الله بمقتها، ونشهد بالله العظيم أنها ليست من الدين، وأن الدين بريء منها، ونؤمن ونصدق بأن من قتل معاهداً لن يرح رائحة الجنة، ولا نجيز حمل السلاح على المسلمين في البلد الأمين، ولا في غيره، ونعوذ بالله من ترويع الآمنين، ولكننا ننكر التعميم، ونمقت تحميل الأبرياء أخطاء غيرهم.
وتعميم الأخطاء ليس من صفات المؤمنين، إنما هو فعل من أفعال أهل الجاهلية، ورمي الأبرياء كبيرة من كبائر الذنوب، يقول الله تعالى: {والَّذٌينّ يٍؤًذٍونّ المٍؤًمٌنٌينّ والًمٍؤًمٌنّاتٌ بٌغّيًرٌ مّا اكًتّسّبٍوا فّقّدٌ احًتّمّلٍوا بٍهًتّانْا وإثًمْا مٍَبٌينْا }
أسأل الله أن يهدي ضال المسلمين.

حائل، ص. ب 3998


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved