الحج مؤتمر عظيم وهو فرصة للدعاة إلى الله بأن يدعوا بالتي هي أحسن ومما لاشك فيه أن الدعوة إلى الله تقوم بها هذه الدولة المباركة- أيدها الله- ممثلة بوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، في وقت لا تمنع أن يقوم بها وفق الضوابط كل مواطن ومقيم وذلك بنفسه أو عبر القنوات التي تحت إشراف رسمي ألا وهي مكاتب دعوة الجاليات تلك المكاتب المباركة التي عمل فيها رجال لم يلههم الكلام إلى درجة نسيان العمل بل إن العمل هو كلامهم وصمتهم فإن تكلموا كان عملهم أبلغ وان صمتوا كان عملهم أنجع ومن خلال هذه المكاتب، نلمس جميعاً تلك الجهود المبذولة وذلك الأثر المحمود لها، فدعوتي ودعوتك ودعوة كل حاج وحاجة في الحج تكون من خلال توزيعك لمطبوعات هذه المكاتب مع الحرص على أمن هذا الوطن من خلال عدم توزيع ما لم يؤذن به من مطبوعات وأشرطة بل لا يقتصر الدور على ذلك بل يتعداه إلى أن تكون حارساً من حراس الفكر فتمنع رواج تلك الأفكار الوافدة الهدامة التي تكفر وتفسق وتأمر بالمنكر وتنهي عن المعروف ويمتد دورك إلى أن توجه الجاهل وتنبه الغافل، وثمة دور آخر وهو أن تكون ذا حس أمني وذا مواطنة صالحة صادقة فتترجمها إلى واقع في الحج فتكون عيناً لأمن الحجيج مع نفسك قبل الآخرين بأن تنهاها عن الزيغ والفساد ومخالفة التعليمات الأمنية وتجعلها يقظة تحول يقظتها- بإذن الله- دون وقوع ما يكدر الأمن ويفسد على الحجيج حجهم ويذهب سكينتهم وإن فعلت ذلك محتسباً الأجر من الله فلا شك أنك مأجور وإليك من البشائر قوله صلى الله عليه وسلم «عينان لا تمسهما النار عين بكت من خشية الله، وعين باتت تحرس في سبيل الله» ولا يختلف اثنان إن حفظ أمن الحجيج هو من الحراسة في سبيل الله!.
|