للعلم والعلماء في الإسلام منزلة رفيعة ومكانة سامية وأفضل العلوم وأجلها ما قرب العبد إلى مولاه وكان سبيلا إلى نيل رضاه.
حول تلك القضية أصدرت دار الحضارة أحدث أعمالها بعنوان (العلاقة بين العلماء والناس) للدكتور سيد محمد الشنقيطي.
العمل يدور في فلك قضية مهمة وحيوية، تنطلق بقضية العلم والعلماء أو بالعلاقة بين العلماء وغيرهم من عامة الأمة وباستقامة تلك العلاقة وسيرها على المنهج الذي بيَّن الله ورسوله فتستقيم أمور الأمة وتبنى على أسس متينة من العلم والعمل.
ويبين الكاتب أن العلاقة قوية بين العلم والعمل وإن كانت رتبة العلم مقدمة على العمل، فالعلم شرط في صحة القول والعمل.
كما يبحث الكتاب في حياة المجتمع المسلم ذات المذاق الخاص والطعم المميز من خلال رصد دقيق لما يسمى بالكينونة الاجتماعية المتميزة التي تستمد مكانتها من قاعدة التكريم الإلهي للإنسان.
وفي جانب آخر يتطرق إلى هذا الداء بكل صدق ليطرح المشاكل ويحللها بمبضع جراح ماهر فيدرس في قضايا العلماء ومظاهر الاختلاف بين العلماء والناس والعوامل التي أدت إلى اختلال العلاقة وزيادة الهوس بين الطرفين من خلال التطرق إلى أسباب ذاتية، بعضها يعود للعلماء أنفسهم أو ما يرجع للناس. ثم يتوقف فجأة ويضع العلاج الشافي من خلال دراسات وأبحاث جادة تتطلب بناء الثقة بين الطرفين مع إتاحة الفرصة للعلماء للقيام بواجبهم من خلال إشراكهم في المسائل العامة.
ثم يختتم الكاتب عمله الجيد برصد دقيق لخلاصة البحث وعرض للتوصيات والنتائج.
وقد أحسن المؤلف صنعا حينما تصدر كتابه مقدمة قيمة صاغها عالم وداعية معلم الأجيال في العمل الدعوي على مدار سنوات طوال، ذلك هو الدكتور عبدالله التركي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي فاستطاع بقلمه الرشيق وأسلوبه السلس أن يغوص في هذه القضية فيرصدها ويطرحها بعين خبيرة.
|