Friday 16th January,200411432العددالجمعة 24 ,ذو القعدة 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

رياض الفكر رياض الفكر
الاستثمار الأكبر
سلمان بن محمد العُمري

لكل إنسان بداية عمرية، فالطفل في أول عمره والشاب كذلك، والرجل كان له بداية عمرية، وهو يرى أبناءه في أول عمرهم وكم تمنى الإنسان لو عاد له عمره الأول حتى يحصل فيه ما يتمنى الآن لو كان حصله في صغره، حيث الفراغ وسرعة الاستيعاب وصفاء الذهن، والعلم في الصغر كالنقش في الحجر كما يقال، وأروع علم هو علوم الإسلام وأرقاها وأسماها هي علوم القرآن الكريم كتاب الله عزَّ وجل وسنَّة المصطفى صلى الله عليه وسلم.
ولذلك كان تعلم الصغار القرآن الكريم من أجل الأعمال وأسماها، والصغير عقله صحيفة بيضاء ناصعة لا يجوز لنا أن نضع فيها إلا النافع له ولمستقبله ولأمته من علوم شرعية على رأسها القرآن الكريم والسنَّة النبوية الشريفة.
لقد قامت وتقوم الجمعيات ذات الصلة من جمعيات تحفيظ القرآن الكريم ومن جهود فردية بجهد جبار في هذا المجال، والمطلوب أكثر نظراً لتحديات الحياة والواقع وتطورات العصر.
إننا يجب أن ندرك نحن شخصياً ثمار هذا التعليم وفوائده علينا كرعاة لأبنائنا وبناتنا وعلى مجتمعنا وأمتنا وديننا، إننا يجب أن نعرف الحقيقة كي نسعى لها، ويجب أن نخص الأبناء بالوقت الذي يستحقون وبالجهد الذي هم حقيقون به وبالعمل الذي لا يجوز أن نبخل به عليهم.
إنهم الاستثمار الأكبر بالنسبة لنا، ما فائدة ثروات الدنيا إن خسرنا أبناءنا - لا سمح الله - أما الصغير الذي يترعرع في ظلال الإسلام فهو من الذين يظلهم الله بظله يوم لا ظل إلا ظله، وهو الذي يقوم عليه المستقبل بما يحمل من ذخيرة إيمانية عمادها القرآن الكريم والسنَّة المطهرة.
إن الصغير الذي يحفظ القرآن هو كبير بكل المعايير، وهو قدوة لرفاقه وإخوانه ولنا كذلك إن حفظ القرآن والعناية بالسنة مع التربية الجادة البصيرة والعناية الناضجة بجيل المستقبل لها آثارها الإيجابية من الوقاية من الإنحراف الذي يكبد الأمة كثيراً من الخسائر ويفقد الأمة عدداً لا يستهان به من الموهوبين الذين انطفأت أنوار مواهبهم على عتبة الانحراف.
كم هو جميل أن نفكر بأنفسنا، وهل نحن نحفظ القرآن كما يجب؟ وهل نعمل به كما يجب؟ فالطفل سيقلدنا وفاقد الشيء لا يعطيه ومن فاته زمن الصبا فلم يستثمره كما يجب فليعن أولاده على استثمار فترة صباهم ومن تشاغل عن حفظ القرآن الكريم حتى مضى عمره عليه أن يهيئ لأولاده أسباب حفظه فلا تحرموهم ما حرمتهم منه. والله ولي التوفيق.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved