ابن يتخلى عن والده لأنه يعمل «فراشاً» في مدرسة، وبنت لا تعترف بأمها لأنها «تصب» القهوة أو تعمل طقاقه في قصور الأفراح، ومراهق «يخجل» أمام زملائه لمجرد أن والده سائق «اتوبيس» بنات.. وغيرهم الكثيرون من الأبناء والبنات الذين لا يعترفون، بل يحتقرون آباءهم وأمهاتهم - والعياذ الله - لأنهم امتهنوا هذه المهنة الشريفة أو تلك!!
إن هؤلاء وللأسف هم أبناء وبنات آخر زمن، الذين تنكروا لفضل والديهم عليهم لمجرد أنهم كبروا وعرفوا الحياة، ولم يفكروا لحظة واحدة بأن رواتب آبائهم وأمهاتهم من هذه المهن التي يعتقدون أن فيها من العيب ما يسيء إليهم هي التي أوصلتهم إلى ما هم فيه الآن ولكنهم كابروا ووصلوا إلى درجة «العقوق» تجاه من كان لهم الفضل عليهم بعد الله بدءاً من ولادتهم والسهر عليهم وتربيتهم وانتهاءً بتوفير الكساء والغذاء لهم طوال سنوات عمرهم!!
أَيَا هؤلاء بئسكم من بنات وأبناء، وبئس ما تفعلون، وتذكروا أيها المتغطرسون أن لقمة العيش الشريفة لا تُضير صاحبها ولا أبناءه أو بناته بشيء. فأي أمر أرحم لكم يا من تنكرتم لهما أن تعمل الأم ويعمل الأب أم يبقيان عاطلين يقتاتان على صدقات المُحسنين وتكونوا أنتم أيها «الطواويس» أبناء فقراء!!
إني أذكِّركم فقط أن هناك «مهناً» أخرى امتهنها آخرون ربما تكون أشد وطأة في نظركم، بل أسوأ عندكم من مهن أمهاتكم وآبائكم ومع ذلك لم يتخل عنهم أبناؤهم وبناتهم مثلكم لإيمان هؤلاء الأبناء بأن هذه المهنة هي ما كتبه الله لآبائهم وهي مصدر عيشهم ورزقهم في هذه الحياة.. وإليكم هذه النماذج، فماذا تقولون لو كانت مهن آبائكم.. مثلاً «جزار أو حلاق أو عامل مجارٍ أو محرِّج أو حفَّار قبور» وغيرها الكثير من المهن التي لا تعيب أصحابها.. فماذا أنتم فاعلون؟!
أجزم أنكم أنتم «الخاسرون» في الدنيا والآخرة وأن احتقار الآباء والأمهات بالجحود والنكران والعقوق لهم من أكبر المعاصي، والله سبحانه وتعالى يُمهِِل ولا يُهمِل وسيكون كل ما قمتم به تجاههم كالدَّين يرد إليكم من أبنائكم في يوم من الأيام، هذا غير الحساب يوم الحساب من رب العزة والجلال «فهلاَّ» شعرتم بالذنب وعدتم إلى رشدكم؟! آمل ذلك.
|