* فلسطين المحتلة - بلال أبو دقة:
أعرب رئيس الحكومة الإسرائيلية، أريئيل شارون يوم (الثلاثاء الماضي)، في كلمة ألقاها أمام مجموعة من (الجنود البدو) في منطقة النقب جنوب اسرائيل، عن أمله في أن يأتي يوم لا تضطرون فيه إلى البقاء في قطاع غزة..
وتحدث شارون في عدة مناسبات تلت خطابه السياسي الذي ألقاه في «مؤتمر هرتسليا» عن إمكانية إخلاء مستوطنات إسرائيلية في قطاع غزة بشكل أحادي الجانب.. مع ذلك شدد شارون على أن هذه الخطوة مؤلمة، وسيكون تنفيذها صعبًا..
وقال شارون للجنود البدو خلال اللقاء: آمل أن لا تضطروا إلى البقاء في قطاع غزة، وأن تتاح لكم فرصة الانشغال في أمور أكثر حيوية..
وتطرق شارون مؤخرا إلى احتمال إخلاء مواقع استيطانية بشكل أحادي الجانب، لكنه ليّن مضامين كلمته مقارنة بخطاباته الأخيرة، وذلك بهدف الحصول على تصويت أحزاب اليمين على بيانه السياسي..
وكان شارون تحدث الأحد الماضي، إلى صحفيين أجانب، أعلن أمامهم أنه لا يأسف على بناء المستوطنات، لكنه أكد أنه سيتم إخلاء بعضها، حيث قال: الآن، عندما وصلنا إلى مرحلة يمكن فيها التقدم، سنضطر إلى تغيير أماكن بعضها (يقصد المستوطنات)، وإلى نشر قواتنا من أجل ضمان أمن أكبر لمواطني إسرائيل..
وخلال اللقاء الذي جرى يوم الثلاثاء الماضي مع الجنود البدو، توجه المتحدث باسم المجلس الإقليمي «حوف عزة» في قطاع غزة، (عيران شتيرنبِرغ)، إلى مدير ديوان رئيس الحكومة، المحامي دوف فايسغلاس، وسأله عن مدلول أقوال شارون، فأجابه الأخير: لا تقلق، فسنجد لك مكانًا آخر..
وعلى صعيد متصل حذر الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، من معاهدة «سايكس بيكو» جديدة لتقسيم العالم العربي.. وقال عرفات في حديث للصحفيين في المقاطعة المحاصرة بمدينة رام الله: بعد أن دفعنا - نحن الفلسطينيين- ثمن معاهدة «سايكس بيكو» الأولى، التي أقيمت في إطارها دولة إسرائيل، فإننا نقف اليوم على عتبة اتفاق جديد مماثل..
وندد الرئيس الفلسطيني بالصمت الدولي إزاء الجرائم اليومية التي ترتكبها قوات الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني.. معربا عن استغرابه من أن العالم صرخ حين دمرت حركة طالبان تماثيل بوذا، بينما لم يتدخل أحد حين تم تفجير تمثال مريم العذراء في مدينة بيت لحم، بعد أن أطلق عليه 13 صاروخًا..
إلى ذلك اتهم عرفات العالم الغربي بأنه لم يظهر أية ردة فعل حين قتلت الجرافة الإسرائيلية متطوعة أمريكية أعربت عن تضامنها مع الفلسطينيين في رفح.. مؤكدا أن الشعب الفلسطيني واجه مؤامرات ضده منذ 106 سنين، وأنه لا يدافع عن نفسه وحسب، وإنما عن الكرامة العربية وعن الأماكن المقدسة للمسلمين والمسيحيين..
وهاجم الرئيس الفلسطيني بناء الجدار الفاصل، الذي وصفه بأنه جدار عنصري، يشبه سور برلين، ويهدف إلى تحويل الضفة الغربية إلى غيتوات.. واختتم عرفات الحديث بقوله: لن يتمكن أحد من التغلب علينا.. شارون أعلن أنه سيقضي على الانتفاضة خلال (100 يوم)، لكنها مستمرة منذ (40 شهرا و14 يوما)..
يذكر أنه تم التوقيع على معاهدة «سايكس بيكو» بين بريطانيا وفرنسا في شهر أيار/ مايو من عام 1916، خلال الحرب العالمية الأولى، حيث تم بموجبها تقسيم الأراضي العربية في الإمبراطورية العثمانية بين الدول العظمى..
ويقول مراقبون في هذا الصدد: تفسر أقوال الرئيس عرفات هذه بأنها انتقاد ضمني موجه ليس ضد إسرائيل وحسب، وإنما ضد السياسة الأمريكية في المنطقة أيضا، بعد احتلال العراق والضغوط التي تمارسها واشنطن على الدول العربية..
|