الصبر والتحمل والشفقة والمعاناة ظواهر ومعاني ودلالات تشير إلى قدرة الإنسان على إنسانيته ومعدنه الأصيل وهل من معدن أصيل كذهب الصحة الذي يكافح رماد المرض والذي قد يكون أحياناً خبيثاً ومميتاً أحياناً أخرى.
يبرز قدرة ورباطة الجأش في تحمل وصبر ومعاناة دفينة داخل هذا الإنسان الضعيف العاجز الذي كان بالأمس صحيحاً جسمياً (بدنيا) ونفسياً والذي يتحول اليوم، وفي نهاية الأمر إلى قصة ورواية تحكي عن أحوال الذين يبذلون الغالي والنفيس في سبيل بقائهم وصراعهم في هذه الحياة بحلوها ومرها برغم ما تحيط بهم من ظروف وقسوة ومهما بُذل فيها من رعاية ووقاية بالدواء والعلاج والمال.
كل ذلك لا يكفي للهروب من سكرات الموت في أية لحظة، ولكن الإنسان المؤمن بالله سبحانه وتعالى والمبتلى الصابر على هذا الداء المر قد يقلب الموازين بمقدرته ومحصلته الإيمانية واستعداده وعمله في لحظة وتحت أي ظرف إلى حلاوة إيمانية ونور يستضيء به وهو النور الإلهي الذي يشع أريحية مليئة بالصدق والصفاء والإخلاص.
فنقف بالتالي وقفة تحية نجلاء لهذا الإنسان المتعافي الذي انجلى عنه المرض وبدأت عليه بوادر الشفاء بقدرة الخالق سبحانه وتعالى وتباشر روحه وحسه بدلائل نورانية تكشف لنا أنه لا يأس ولا خنوع ولا ضعف عندما تكون موجة التيار مشعة لا تنطفئ وحدها فقط وإنما تنطفي في حالة الاستسلام للعجز والخذلان والانقطاع عن الخالق بأية صلة كانت سواء بالدعاء والصلاة والطاعة في حالتي الصحة والمرض مدركين أن المرض والصحة والداء والدواء فطرة وخبرة موحية لنا بأن أطرافها سواء كان المريض أو الطبيب أو الزمان والمكان لا تنقطع روابطها ما دام هناك وعي وحس وإرادة وسبب ومسبب إرادة الله رحمة وعطفاً بهذا الإنسان العاجز الذي أصبح صحيحاً فسبحان الله العظيم الذي يحيى العظام وهي رميم.والله أعلم
عبدالرحمن الدخيل/عنيزة
رحيل
ليلة تمر وسنين تعبر.. ليلة تلو ليلة.. أحداث تتوالى.. هذه هي الحياة.. صراع.. فرح.. وحزن يرافقه ألم وظلم ينتهي بجرح.. هذه هي الحياة، فما أجمل أن نعيش بحلم تمتزج أحداثه حياة نبنيها نحاول بشق النفس إسعادها وراحتها تمضي الدقيقة كما الساعة واليوم بأطول.. آه
بانتظار المجهول.. أسهر أناجي الليل بسواده الذي مستقبلاً سوف يشاركني فيه.. كل تيارات عقلي كل أجزاء قلبي وأسواره.. كل حرارة مشاعري وكل أزهار حبي.. مستعدة لك.. حاشدة جيوشها لتنثر الحب بعد هجومك بعد استيلائك عليها وغزوك لها بإرادتها.. بانتظار من سيشعل شموع الحب وأنوار الحنين ومن سيمد جسر المحبة ويضيء الخطى بالسعادة.. بانتظار حياة دافئة وأنهار حب لا تتوقف.. بانتظار ذلك الشوق الذي يحكون عنه بانتظار هجومك يا ذاك المجهول الذي بهجومه سوف تتحقق أمنياتي..
سوف تبني حياتي..
سوف أملك العالم كله.. سوف أعتز بغزوه وأناصر معاركه..
سوف أناضله في السراء والضراء.. لكن الآن وبعد غزوه مواطن بلدتي بعد غاراته على عقلي بعد اطلاقه الصواريخ على قلبي..
ماذا بعد لقد دمر بهجومه بلدتي، بل حياتي بأكملها..
ورحل هو وجيوشه من ساحتي ومن بلدتي وتركوني وسط الجبهة غارقة بدمائي..
سمر آل صقيه
«بقايا ود»
انتظرتها لساعة، بل وساعات، لم أدر أن هذا الانتظار سيظل محبوساً لأشهر، بل ولسنوات.
ماذا بقي من وُدّنا؟! وأين اختفت أخوتنا طوال تلك المدة؟!
ألم تنظر إلى خطواتنا على الرمل كيف أصبحت أثراً وصداقاتنا غدت وهماً!!
أعاصير هذه الحياة ما زالت تعصف بي، وما زلت أبحث عمن يشد أزري فلم أجدك، أختي يا من لم تلدك أمي فأين أنت؟!
لقد رسمت مدامعي شكلاً آخر لملامحي، لقد أصبح ليلي الذي كنا نقضيه معا مراً ثقيلاً، ولم تملأ النجوم سماء أفكاري.
أختي: إنني بحاجة إلى قربك، وصدقك إن لم يتسع صدرك لي فمن سيتبناني؟!
لا تكوني أول من افتقده، بل كوني أول من أجده أمامي وإن لم أناد.
ستهديك حرارة أنفاسي إلى مكاني، ويدنيك إخلاصك إلى دقات جناني.
حقاً ستمسك بيدي، وتخفف من لوعتي، فأنت من يسندني.
أمل القضيبي/الرياض
الصبر..!
صبرتُ صبراً يعجز عنه الصّبر ذاته
سمعت نداء...
نظرت أمامي
فوجدته نداء الصبر..
التفت ورائي فوجدت الصبر نفسه..!!!
فتعجب من كثرة صبري..
فقلت له:
رضيت بك صبراً، ولم ترض بي هماً!!!
منال البرغوثي / الرياض
|