قناة جديدة ظهرت على شاشة التلفاز لتنضم إلى عدد غير محدود من القنوات العربية كثيرة العدد التي بدأت في غزو الأفكار والعقول العربية بما تحمله من معلومات منها الغث ومنها السمين، ومعظم هذه القنوات قد جندت للتأثير على العقل العربي من جميع مناحي وأساليب التأثير المتاحة وكأن العرب شغلوا أنفسهم بالتأثير على بعضهم تاركين الساحة الإعلامية العالمية لعدد من القنوات التي جُندت لإظهار العرب والمسلمين بغير حقيقتهم، وإن كان البعض منها قد يحمل في أحايين معينة بعض البرامج المنصفة.
أنا ليس لي علاقة بالفن والفنانين، ولست متابعاً لهم، لكن لفت نظري ذلك الاهتمام غير المبرر لبعض المشاهدين في المملكة وغيرها بقناة جديدة اسمها (أكاديمي). اتصل بي أحد الأصدقاء وتجاذبنا أطراف الحديث، ثم ذكر لي من ضمن ما ذكر ملاحظته للاهتمام غير المبرر من قبل أسرته بهذه القناة، واتصل ثان وثالث ورابع، فقلت لعل فيها ما يفيد ولهذا فقد تسابق القوم على زيادة ثقافتهم وتبيَّن لي فيما بعد أن الأمر يتعلق ببعض الفنانين وأساليب تدريبهم، ونمط حياتهم، وحتى الآن لم أجد مبرراً لمثل هذا الاهتمام.
علينا أن نعترف أن المشاهير من فنانين ورياضيين وسياسيين غالباً ما يكونون فاكهة شهية لسماع أخبارهم ومتابعة حياتهم الشخصية وأنشطتهم العملية، لكن ما لا أفهمه أن يكون هناك قناة لتعليم بعض الشباب ألواناً من الغناء ليس إلا وتحظى بهذه المتابعة الكبيرة من عدد غير قليل من المشاهدين.
كنت وما زلت أتمنى أن ننشط في توجيه إعلامنا إلى العالم الخارجي ليزدادوا معرفة بثقافتنا وأسلوبنا في الحياة ولنصحح الكثير من المفاهيم المغلوطة التي تبث على مدار الساعة لتشويه حقيقة ثقافتنا.
من تابع الشاشة الفضية سيجد شريحة واسعة من مصادر المعارف من قنوات دينية وأخرى معرفية وكذلك غنائية وإغرائية، وبعض منها إخبارية وسيختار ما يراه ملائماً له، لكن يا ترى هل تكون هذه القناة المسماة أكاديمي هي الاختيار الأكثر لدى شريحة غير قليلة من أبناء وطننا الحبيب، إن كان الأمر كذلك فيبدو أن هناك خللاً ما في أسلوب التربية أو أن هناك معاملة معينة أدت إلى نتائج عكسية دفعت بهذا الكم من المشاهدين إلى إيثار هذه القناة على غيرها.
قد يجد غيري فيها ما لم أجد فيها، وأنا أحترم رأي الآخرين، لكن عادة ما يبحث المرء عن مبرر مقنع عند بروز ظاهرة معينة، وهو ما لم أجده عند بروز هذه الظاهرة، ولعل غيري يجد تبريراً لذلك.
قناة أكاديمي، ليس بها معلومة ثقافية، أو معلومة إخبارية، أو فقرة فكاهية، أو قصة درامية، أو مسلسل تاريخي، بل هي مجموعة من الصور لبعض الشباب والشابات الذين يرددون ما لا يفهم، ويفعلون ما لا قد يغير، وكان الله في عون المشاهدين ممن يحملون رؤية لا تنسجم مع هذه القناة في الوقت الذي تلح فيه أسرته على متابعتها.
نحن في حاجة إلى الاستفادة مما هو مفيد، فالظروف المحيطة تتطلب منها التوجه إلى العلوم والمعارف التي تزرع في الشباب حب العمل والاستقصاء والبحث والإنتاج، وإلا سنظل نعيش في متابعة نجوم قناة أكاديمي والنتيجة معروفة سلفاً.
|