قبل غزو العراق كانت الفضائيات العربية تروج لأوبريت «الحلم العربي» الذي يتمثل في تحرير القدس من براثن اليهود! وياله من حلم؟.. وعند غزو العراق توقفت الفضائيات العربية عن الهز والرقص والتعرّي تعاطفا مع آلام الأمة الإسلامية «لاحظوا ان لديها حساً»، وبعد ان احتلت الجيوش الغازية ارض العراق وبعدها بأيام فقط عادت الاحتفالات والرقص في الفضائيات العربية كأن شيئاً لم يكن! وياليت الامر توقف عند هذا الحد بل ان كثيراً من الفضائيات العربية تخلى عن البقية الباقية من الحشمة فظهرت برامج «Big Brother» بنسختها العربية لتؤكد ان هذه الفضائيات اما انها تخاطب جمهورا غير جمهورها وإما انها تمارس دورا عبر وسيط غير معروف أو ان جمهورها يريد ان يستمتع بالرقص على جراحة!
كل ما اخشاه بعد سقوط بغداد الذي بشر به اوبريت «الحلم العربي»، ان تتهور هذه الفضائيات العربية وان تستمر في انتاج الاحلام العربية، وخاصة ان الحلم القادم قد يحمل معه كابوساً يوازي ان لم يتجاوز كابوس سقوط بغداد!
والمعنى: كما قال المتنبي: إنه ضحك كالبكاء!
..... والله المستعان
|