إن الشعر الجميل يضيف إلى الحسن حسناً وهو أحد نعم الله التي لا تحصى على عباده. وعندما يخسر الإنسان جزءاً من شعره يحاول جهده ليستعيده، أكان ذلك بالمستحضرات التجارية أو الطبية أو باستشارة الأطباء المختصين. وعادة ما يشخص أخصائي الأمراض الجلدية «الصلع الوراثي» وهو في الواقع أكثر شيوعاً بين الناس وقد يصف الطبيب ما يفيد المصاب بالصلع وتختلف نتائج العلاج من حالة لأخرى ولكن في الغالب يستفيد المصابون بدرجات قليلة أو عند الاستفادة الواضحة سرعان ما يعود الصلع عندما يوقف المصاب العلاج.
لذلك طالما بحث الإنسان عن «تعويض الشعر الضائع» وقد استعملت بديلات الشعر (البروكات) أو الشعر المستعار منذ القدم ومازالت تستعمل حتى يومنا هذا، ولكن العادات والدين تجعل المرضى يبتعدون عن هذه البديلات، ومن يستخدمها لا يرتاح نفسياً ويشعر أنه «يلبس» شعر غيره. ومن هنا طورت الجراحة التجميلية في الآونة الأخيرة تقنيات نقل الشعر من المريض نفسه إلى مناطق الصلع. سنحاول ان نلقي بعض الضوء على هذه التقنيات، وفي هذا الحوار يوضح لنا د.محمد حسان عجان الحديد استشاري جراحة التجميل بمستشفى الحمادي بالرياض أساليب عمليات زرع الشعر ونسبة نجاحها.
* في البداية سألنا د.الحديد ماهي زراعة الشعر فقال؟
- من ناحية المبدأ: هي نقل الأشعار من جريباتها (جذورها) من خلف رأس المريض إلى مقدمة رأسه أو إلى المنطقة المصابة بالصلع، وعادة ما تجرى هذه العملية تحت التخدير الموضعي على عدة جلسات بحسب المساحة المراد زرعها بالشعر.
* ومتى يحتاج المريض لعدة جلسات زرع الشعر ولماذا؟
- عادة ما تزرع حوالي 250-400 جزيرة (طعم) من الفروة وكل جزيرة تحتوي من 1-3 شعرات، وهذا يحتاج للوقت لزرع هذه الجزر الحاوية على الشعر وليس من المنطقي أن يستلقي المريض على طاولة العمليات لفترة تزيد على الثلاث ساعات. كما أنه من الواجب (كما هو الحال في زراعة الأشجار) ترك مسافات بين الجزر ليتمكن جلد المنطقة المعالجة من تقبل وتغذية الجزيرة (أو الشعرة) المزروعة. لذا تزرع المسافات بين الجزر بعد فترة يكون فيها الشفاء قد تم، هذا بالإضافة لإمكانية إعادة زرع المناطق التي لم تعش فيها الجزر (الطعوم) في المرحلة (الجلسة) الثانية أو الثالثة.
* كيف تجرى العملية باختصار؟
- بعد تخدير مؤخرة الرأس، تؤخذ منها شريحة من الفروة (جلدة الرأس) ويغلق الجرح وتخلط المنطقة بحيث لا يظهر مكانها غياب للشعر تماما كما هو الحال عند خياطة فروة الرأس بعد قطع فيها إثر حادث مثلاً.
- بعد ذلك تقطع الشريحة إلى قطع صغيرة بحيث لاتتضرر بصيلات الأشعر الموجودة فيها وتدعى هذه القطع بالجزر أو الطعوم.
- ثم تخدر المنطقة المصابة بالصلع وبعد ذلك وبأدوات خاصة يجعل فيها حفيرات تناسب حجم القطع (الطعوم) المحضرة آنفاً وتوزع فيها الحفيرات على شكل أرتال ويباعد فيما بينها من الجهات الأربع بمسافات تعادل ضعف قطر الطعوم. ثم تغرس الطعوم الحاملة للشعر في تلك الحفيرات ثم يطبق على الرأس ضماد ضاغط يخفف بعد يوم ثم يراجع المريض الطبيب لمراقبة شفاء الطعوم. ثم يعطى المريض موعداً لإجراء الجلسة القادمة التي يتم فيها زرع المساحات الفارغة أو المناطق التي لم تمسك الشعر من الجلسة الأولى.
* وما هي نسبة نجاح زراعة الشعر؟
- عند الاختيار الصحيح للمرضى وفي الأيدي الخبيرة وعند اتباع المرضى لتعليمات الطبيب حرفياً تتراوح نسبة نجاح الأشعار المزروعة بين 60-80% من عدد الطعوم الأصلي. وكما ذكرنا آنفاً يمكن إعادة زرع الأشعار في الأمكنة التي لم تتقبل الطعوم والمبدأ يشبه تماماً غرس بستان الأشجار، فلا يضمن أي مزارع نجاح كل الغراس، إذ إن ما في المزارع (وجراح التجميل) الغرس وفق أفضل الطرق والشروط ثم التوكل على الله الذي هو يزرع.
* ماهي كلفة هكذا عملية؟
- هناك طريقتان في المراكز العالمية: إما حسب عدد الأشعر المزروعة، أو حسب الجلسة.
* وهناك طرق أخرى لتعويض الشعر؟
- نعم كتقنية استخدام البالونات التي تزرع تحت الفروة الحاوية على الشعر وتمدد البالونات (بنفسها بسائل معقم على جلسات) لفترة 2-3 أشهر بعدها تستأصل البالونات ويستخدم الجلد الممدد لتغطية الصلع.
|