سعادة الأستاذ خالد المالك/رئيس تحرير جريدة الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
اطلعت على ما سبق أن طرحه الأستاذ عبدالفتاح أبو مدين في مقاله بجريدة الجزيرة عن بهاء الدين قراقوش وما تعرضت له سيرته من تشويه كما اطلعت على ما كتبه حمد بن عبدالله بن خنين من تعليق على ما طرحه أبو مدين حول قراقوش.
ولعل علاقتي بقراقوش التي تعود إلى عام 1396هـ تشفع لي أن أساهم بهذا الحوار الممتع والمؤلم في الوقت نفسه..
الممتع لأنه دفاع عن رجل ظلم تاريخياً وطغت سيرته الشعبية على سيرته الحقيقية والمؤلم لأن كتبا تصدر في المملكة ولا يجدها القارئ إلا بشق الأنفس في حين تتسابق دور النشر والتوزيع السعودية على تلقف كل ما يصدر في الخارج.
في عام 1396هـ نشرت مقالات تحت عنوان «قراقوش.. الأمير المظلوم» تناولت فيه سيرة بهاء الدين قراقوش ثم امتدت علاقتي بذلك البطل الذي شوه ابن مماتي سيرته حتى أصدرت عام 1418هـ كتابا حمل عنوان «قراقوش المظلوم حيا.. وميتا» تناولت فيه عبر 111 صفحة سيرة قراقوش وما قدمه من خدمات جليلة للإسلام، كما تطرقت إلى ما ذكره عنه المؤرخون الثقات من صفات ونفي المؤرخين ما نسب إليه من قصص وحكايات.
ولعل أكبر دليل على أهمية هذا الرجل أن صلاح الدين الأيوبي افتدى قراقوش حين وقع أسيرا في عكا بستين ألف دينار في بعض أقوال المؤرخين.. وبقي قراقوش بعد وفاة السلطان صلاح الدين مخلصاً لابنه الملك العزيز عثمان ثم الملك المنصور حتى توفي قراقوش سنة 597هـ.
وأختم هذه المداخلة برأي صلاح الدين الأيوبي في قراقوش حين اختاره لتولي عمارة عكا وهو رأي أورده العماد الأصفهاني وجاء فيه «قال السلطان: ما أرى لكفاية الأمر المهم وكف الخطب الملم غير الشهم الماضي السهم والمضيء الفهم، الهمام المحرب، النقاب المجرب، المهذب اللوذعي، المرجب الألمعي، الراجح الرأي، الناجح السعي، الكافي الكافل بتذليل الجوامح وتعديل الجوانح وهو الثبت الذي لا يتزلزل والطود الذي لا يتحلحل، بهاء الدين قراقوش الذي
يكفل جأشه بما لا تكفل به الجيوش» ص209.
صالح محمد الجاسر |