أولت حكومتنا الرشيدة اهتماماً كبيراً وملحوظاً بالمواطن والعمل على صلاحه في شتى مجالات الحياة ومن تلك مجال التعليم الذي حرصت الدولة على إقراره وتطويره ودعمه وتخصيص ميزانية تصرف من أجله تعد هي الأكبر في جميع قطاعات الدولة الأخرى فهو الأساس الذي يعتمد عليه في جميع الجوانب.
افتتحت الدولة الجامعات والكليات بكافة مناطق المملكة وافتتحت المدارس المتعددة بكافة مراحلها وبكل محافظاتها ومراكزها للصغار والكبار؛ حرصاً على تعليم المواطن وتثقيفه وتنشئته نشأة صالحة حتى يصبح عنصراً وعضواً فعّالاً ومفيداً في المجتمع.
من تلك المدارس مدارس السجون الليلية بمراحلها الثلاث والتي خصصت لنزلائه وهي خطوة صائبة بكل ما تحتويه الكلمة ومباركة إن شاء الله فهي تضيء الضوء الأخضر للنزيل لمواصلة تعليمه وتعيد له آماله وتطلعاته لمستقبل مشرق بإذن الله، وتربطه بالمجتمع (كما أوصى علماء النفس لتغيير سلوك السجين) من خلال تعاونه الدائم مع زملائه الدارسين ومناقشاته المتكررة لمعلميه لطلب الفائدة العلمية، وإلى جانب أثرها الكبير والواضح والملموس في سلوك السجين، فهو يحفظ القرآن الكريم ويتدبره ويدرك معانيه وتفسيره، ويتعلم أمور دينه ويتفقه أحكامه، ويتعرف على سيرة رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام رضوان الله عليهم، ويدرس لغته العربية بأسرارها وجمالها وغيره من العلوم التي تزيد مدارك عقله وتنمّي مواهبه وتغير سلوكه، وتجعله يستفيد من وقته بأعظم فائدة، خاصة وأن معظم النزلاء لم يتجاوز تعليمهم المرحلة الابتدائية. كما أن نسبة الجريمة في المجتمع تقل دائماً بارتفاع المستوى التعليمي لدى أفراده.
يشرف على تلك المدارس معلمون تربويون فضلاء لديهم الخبرة الكافية في التعامل مع هؤلاء النزلاء وتغيير سلوكهم إلى سلوك إيجابي صالح ونافع مراعين جوانبهم العقلية والنفسية والتربوية.
مما يلاحظ في مدارس السجون عامة على مستوى المملكة بأكملها رفض عدد من النزلاء للدراسة بدون مبررات قد يكون لافتقادهم للمرشد والموجه المتواجد معهم دائماً أو لعدم وجود حوافز تشجيعية لهؤلاء النزلاء أكبر الأثر في هذا الابتعاد.
من هنا ومن خلال هذا المنبر المسموع (جريدتنا الموقرة جريدة الجزيرة) أقترح على الجهات المسؤولة بإلزام جميع نزلاء السجن ممن يحمل مؤهلا أقل من المرحلة الثانوية بالدراسة كل حسب مرحلته وشهادته التي توقف عندها قبل دخوله للسجن، والاستفادة ممن يحمل مؤهلاً فوق المرحلة الثانوية أو يحمل الشهادة الجامعية بإقامة دروس التقوية لزملائه الدارسين بمتابعة من زملائه معلمي المدرسة ووضع المحفزات التشجيعية للمتميزين من هؤلاء النزلاء كتخفيض عقوبة كما هو متبع مع من يحفظ كتاب أجزاء منه داخل السجن إذ يلاقي إقبالاً جماعياً، أو صرف مكافآت مالية للمتميزين منهم دراسياً تصرف لهم بعد خروجهم من السجن، وصرف مكافآت اجتياز الأمية لمن يجتاز الأمية منهم أسوة بمن اجتاز برنامج (وزارة بلا أمية) من مستخدمي المدارس.
(*) إدارة التربية والتعليم بمحافظة الرس
|