يحظى الطفل بمكانة خاصة عند أبويه.. فكم فرحوا لفرحه وحزنوا لألمه.. قد يكون هو الامر وهو الناهي في محيط أسرته.. طلباته أوامر.. ورغباته مجابة.. ولم العجب في ذلك وهو المسمى بفلذة الكبد!!!
ولكن هذه المكانة التي يحظى بها الطفل لدى والديه قد تكون سبباً في هلاكه وخسارته للأبد إن لم نضع المسؤولية أمامنا في علاقتنا مع أطفالنا. فكم أسرة خسرت طفلها بسبب إهمال والديه!!! وكم ذرفت الدموع وبكت الأنفس ولكن بعد ماذا؟ بعد أن وضعنا نهايته بأيدينا بعد مشيئة الله فكتبنا مسلسل النهاية الذي بدأ بالإهمال وانتهى بالدفن.. حينها لن تنفع الدموع.. والسعيد من اتعظ بغيره.
سلسلة أخطاء نرتكبها بحق أبنائنا نعدها صغيرة ولكن نكتشف انها أكبر مما تصورناه.. والمصيبة تكمن ان هذا الاكتشاف يأتي متأخراً وبعد أن قضي الأمر.. وفي هذه الكلمة سأسوق لكم بعضا مما نرتكبه من أخطاء بحق من أسميناهم فلذات أكبادنا وقد لا أحيط بها كلها في هذه المساحة ولكني أعلم أنكم قد تدركون أكثر مما أدرك ولكنها للتذكير فقط فمن تلك الأخطاء:
أولاً: عندما تغادر بعض الأسر منزلها تغلق الأبواب على الأطفال وهذا بلا شك تصرف خاطئ ينذر بعواقب وخيمة فالطفل لن يستطيع مغادرة الغرفة عند حدوث أي طارئ لا قدر الله فتصرف مثل هذا كم أودى بحياة طفل بريء دون ذنب جناه فالطفل بطبعه فضولي كما نعلم فقد يعبث بأشياء وعندما يستشعر الخطر يجد الأبواب مغلقة!! فقل لي بربك كيف ستكون النهاية؟؟ لذا يجب علينا عدم إغلاق الأبواب على الأطفال وأن نترك لهم مساحة للحركة قد تقودهم إلى الأمان بإذن الله.
ثانياً: لا يخلو أي منزل من بعض الأدوات الحادة كالسكين مثلا أوبعض المواد الكيميائية كالمطهرات وهذه تشكل خطورة بالغة على الأطفال وكما أسلفت فالطفل يتسم بالفضولية وإذا لم نضع تلك المواد والأدوات بعيداً عن متناوله فقد يتناولها دون إحساس بخطورتها وقد يكون ثمن ذلك حياته فلنحرص على عدم وضع تلك الأشياء قريبة من متناول أيدي أطفالنا ولنشعرهم بخطورتها حتى نقيهم من عواقب ذلك.
ثالثاً: وفي شهر رمضان المبارك كم نحن بحاجة إلى تعليم أطفالنا روحانية شهر رمضان الكريم وأنه شهر للخير ولكن ما نراه يختلف عن هذا بكثير فقد أضحى هذا الشهر مجالاً للتسابق بين الأطفال في اقتناء الألعاب النارية دون مراعاة لخطورتها وعواقبها ومما يؤسف له أن ذلك يكون بمباركة من بعض أولياء الأمور حتى أن البعض منهم أصبح يقدم مثل هذه الألعاب هدايا لأبنائه غير مدرك أنه يقدم الخطر لابنه لذا يجب أن نحذر من تصرف يأتي بمصيبة وأن نحذر أطفالنا من خطورة تلك الألعاب كما يجب أن نبعد عن متناول أيديهم أعواد الثقاب وولاعات السجائر وكل تصرف أو عمل بسبب الخطورة لهم ولبقية أفراد الأسرة.
رابعاً: من الأشياء التي أضحت تؤرق الجهات ذات العلاقة كثرة سقوط الأطفال داخل خزانات المياه الأرضية فكم ذهبت نفس بريئة والسبب إهمال ذويه فالطفل لا يستطيع بمفرده فتح غطاء الخزان ولو حاول ذلك!!! ولكن السبب يعود إلى عدم إحكام الغطاء أو تركه مفتوحا ليأتي الطفل ويسقط داخله. فلنحرص أخي رب الأسرة على عدم ترك أغطية الخزانات مفتوحة حتى ولو لدقائق قليلة ولنحكم إغلاقها فمن الأخطاء الشائعة في هذا المجال أن الأب يقوم بفتح غطاء الخزان عند الرغبة في الصيانة أو التنظيف ثم يذهب للرد على مكالمة هاتفية أو لاحضار ما يحتاجه أثناء الصيالة ليعود بعد دقائق ليجد طفله قد استقر في قاع الخزان. وينطبق الأمر هنا على المسابح المنتشرة في المنازل والاستراحات فينبغي مراقبة أطفالنا وعدم السماح لهم بالاقتراب من مثل هذه المواقع.
خامساً: مما يؤسف له أن بعض الأمهات عندما تذهب إلى الحدائق أو المنتزهات العامة أو مدن الألعاب تنسى أطفالها يمرحون ويلعبون دون رقيب وقد يتعرضون أثناء ذلك إلى مخاطر الألعاب أو مخاطر أخرى لذا يجب على الأم ان تحافظ على اطفالها وان تضعهم تحت رقابتها وعنايتها لتقيهم بإذن الله مخاطر ما قد يتعرضون له.
تلك هي أخي المواطن.. أختى المواطنة بعض مما يحيط باطفالنا من مخاطر وبقليل من الوعي وشيء من الحرص نستطيع بإذن الله أن نحمي مجتمعنا وأسرتنا منها فهل نحن فاعلون؟ متمنياً السلامة للجميع.
(*) مدير إدارة العلاقات والإعلام
بمديرية الدفاع المدني بالقصيم |