الانسان بعقله.. مسير حيث يختار.. جانباً من الصحيح والاخر معاكسه ويتحكم في ذلك مدى الاستيعاب.. بمشاركة الجزء العصبي المرتبط بعملية الارسال والاستقبال.. والعقل وهو يدرك حاجته.. يسانده العصب في تحريك هذه الحاجة والوصول إليها.. وكل إدراك يتوقف على النمو العقلي ودرجاته.. وهذا النمو يختلف بين الاشخاص وليس له علاقة بالعمر الزمني.. والحاجة المنشودة تُطلب احياناً من صاحبها.. ومرات ننشدها من الآخرين وفي كلتا الحالتين لابد من البذل وتفعيل الجهد للوصول إليها.
أردت من هذا المدخل ان اجد تأكيداً لتناثر الكثير من الحاجات داخل المجتمع والتي نطمح لتحقيقها والنيل من ايجابياتها ولاننا افراد هذا المجتمع فإن دواخلنا تحمل هذا الطموح وتأمل هذا النيل.. وعلى هذه الاسطر سأتحدث عن حاجة المجتمع الى وجود الجهة المؤدية لدور الدعوة أو التوجيه والتي تخلفت عن مواقع تحتاجها.. وسأسرد الاماكن التي تتطلب وجود مثل هؤلاء سواء رجل أو امرأة..
فاذا علمنا ان هناك اقساماً في داخل المستشفيات ينتظرون اللحظة التي يكون فيها هؤلاء متواجدين.. وسأعطي مثالاً على ذلك.. فلو حصل وفاة داخل القسم وبوجود مرافق للميت.. ولم تكن لدى الميت ولا مرافقه أية خلفية عن التصرف السليم الهادئ الذي يعمل به في مثل هذا الموقف خاصة ان حصلت الوفاة مفاجئة وبوجود نقص في المعرفة الصائبة التي تسير كلا الجانبين النفسي والروحي لهما.. فالمريض عندما يصل إلى رمقه الاخير هو بانتظار من يذكره ويريح خاتمته فإذا شاركه المرافق بعدم الافادة.. رأفنا لحالتهما ومدى ما يحتاجانه في هذه اللحظات.. وربما يُساء إلى نفسية المرافق ومستقبله حيث يحل جهله مكان التغلب والصمود.. فلو كانت مهام الجهة المعنية تتعدى ما نعرفه للدخول إلى هذه الاماكن.. والتناوب في زيارتها.. لكان هذا مجدياً ومسعفاً لكثير من الوقعات والتقليل من الازمات المؤلمة المتكررة.. كذلك لو أن هذه الغرف الخاصة زودت بكتيبات ونشرات تتعلق بهذا الشأن.. لكان هذا أسلوباً في تقديم الطريقة الواعية.. التي تهدف إلى التذكير واختيار التصرف المعين على مواجهة ذلك الموقف.. والطرح المذكور لا يعني ان يتحول دوام هذه الجهة داخل هذه المواقع.. ولكن تواجدهم على فترات طريقة مجدية لتأدية اهداف منشودة وعميقة.. ولا يمنع من وجود هواتف هؤلاء في تلك الغرف.. للاستشارة أو الحضور.. والاماكن الأخرى التي تتطلب هؤلاء.. أيضاً وصولهم إلى المطاعم المنتشرة حولنا وخاصة الاقسام العائلية.. التي اتخذها البعض وجهاً لممارسة بعض السلوكيات الرديئة باستغلال هذه الصالات على غفلة من موظفيها.. فلو تحققت زيارات لتلك الجهة المسؤولة لقلت هذه الممارسات ومن ثم تلاشت.. ولا يفوتني ان اذكر ان مجموعة ممن يتردد على هذه الاماكن تحتاج إلى توجيه وخاصة بعض النساء حين يسمحن لفتياتهن بارتداء انواع من الملابس التي ليست من الذوق بشيء الا انها مدعاة لخلق الفتنة وعكس السفه والانحطاط.. فحين تعلم المرأة.. ان مثل هذه الاماكن.. تمتلىء بأصناف الرجال.. وحين تتأكد ان هذا الاسلوب طريق لفتح المساوىء والأذى.. فلم لا تتوخى هذا المسلك.. وتعطيه اعتباره.. ألست هنا محقة في كون جهات المسؤولين لابد من تواجدهم؟!
ولا ننسى دور هذه الجهة لتصل جهودها إلى المشاركة في حضور ما يتم من مناسبات نسائية «وخاصة الافراح» حيث ظهر في الآونة الأخيرة ميل واصرار بعض السيدات على السفور والتهاون العلني بقيم ومبادىء هذا المجتمع الفذ.. الذي كنا ومازلنا نعتبره المتميز بين جملة من المجتمعات.
يحدث ذلك الأمر الذي تحتاج فيه المرأة إلى التذكير والحوار.. بطريقة مقنعة لا تنفر بل تجعلها.. تقف امام نفسها.. مؤكدة ان هذه الخطوة قد تجاوزت فيها كل اعتبارات الصواب.. وحتى الذوق أيضاً.. وحبذا لو يسبق هذا التوجيه حلول تلك المناسبات.. حيث تزدحم المشاغل النسائية.. بفئة ليست بسيطة من هذا النوع من النساء.. فيقدمن لتنفيذ النماذج غير اللائقة.. باقتناع انها طريقة لمواكبة متطلبات هذا العصر.. وهي في الحقيقة تقليد عشوائي.. لم يبن على دليل أو حتى له ركيزة.. بل هو المخالفة بعينها.. والتمادي في نشر مثل هذه السلوكيات.. ولأني اتلهف جداً.. لتحقيق رغبتي وأملي في تواجد.. من تحتاجهم هذه الجهات.. ووصول الجهد والاحاطة التامة.. بخلفيات الامور المتعلقة بكل نموذج داخل أي موقع.. فلا يفوتني ان اصور ركناً آخر في ارض مجتمعنا يتخلله سلوكيات متخبطة وضالة عن الصواب.. وهي تأخذ مكاناً شاسعاً وضعت من أهدافه خلق الفرص التي فيها مجال للتسلية والتنزه والمتعة بجانب التوسع في طرح وجوه أخرى تجذب الفرد للإقدام والانجذاب لنيل هذه الفرصة.. وما اقصده هو المنتزهات المنتشرة ومدى تخلفها عن تطبيق بعض القيم والفرضيات.. وعدم مراقبة ما يرتكب في حقها من تسيب.. واضح وجهري.. فيلاحظ انطلاق ممارسات واساليب تسيء لهذه القيم وتعكس صوراً مشينة ليست في مجتمعنا أو اخلاقياتنا في شيء.. وهي واقعة وتتم بلا قيود أو حدود.. فهذا المنتزه حين يكون اتجاهه بتلك الطريقة المغايرة لأهداف وقواعد التنزه والاستمتاع.. فلابد من تحقيق زيارة هؤلاء الذين سيتوقفون معي أمام تلك المحرمات.. هذه بعض الاماكن التي رأيت.. أن يتصدى دور الجهات.. للكشف عنها والنظر في تلك الاوضاع.. المحتاجة الى تقويم واسداء.. بالوسائل المختلفة المعبرة والمناسبة.. لعلاج نواقص وحاجات.. أي وضع منها.. وقد يكون.. غاب عني.. مواقع غيرها.. ولكن الاجماع في كونها تتطلب هذه المرئيات بتفعيلها.. والاسهام في تحديد نوع ما تحتاج اليه.. والوصول إلى حقيقة أن مجتمعنا لا تعتليه استمرارية السلبيات.. بل هناك معايشة لأي احداث ونواح ومتطلبات تلزمها مواقع متفرقة.. والمسؤول لا يطوله التقصير متى ما يلغه ان الاشارة تظل حمراء حول بعض الامور وعند مجموعة مواقف تناديه وتتمنى اسعافه.. فكون هذه المسؤولية تترجم واقعاً مثالياً.. ناضجاً.. والاهم واعياً لكل مفاهيم الاداء والالتزام ايماناً بقيمة العمل بقاعدة «العمل عليّ والأخذ لي».. اذن فلن تكون الرعية بحاجة الى الاستنجاد.. وستثمل تلك المساعي جميع المنافذ وتغطي أي احتياجات نفسية أو سلوكية أو توعوية أو جامعة لها ولغيرها فإنّ تحقُّق هذا كله سيسمو بطموحاتنا الى التفاؤل والشموخ.
|