في يوم من الأيام وكالعادة جلست لأشاهد الأخبار في أحد القنوات الاخبارية الفضائية كانت الساعة التاسعة إلا خمس دقائق مساء وكانت بجانبي ابنة أختي عمرها لا يتجاوز الخمس سنوات تقريباً كنت ماسكاً بالرموت كنترول أتنقل من محطة لمحطة أخرى توقفت عند محطة، كانت في القناة صور مسجلة عن انتفاضة الأقصى وكذلك هدم منازل الفلسطينيين وكان هناك أطفال يبكون، بعدها حاولت أن أنتقل لقناة أخرى خوفاً على مشاعر تلك الطفلة التي لا يتجاوز عمرها الخمس سنوات، لكن الطفلة قالت لي:اترك القناة.
قلت لها: لماذا؟
قالت لي: بالكلمة الواحدة «حرام عليهم يهدمون بيوتهم ويذبحونهم» تعجبت فيما قالت لي الطفلة التي في هذا العمر.
انتقلت للقناة نفسها التي تكلمت هي عنها لكن بدأ بث الأخبار بالعناوين من أخبار العالم وبعد ذلك من ضمن الأخبار خبر«نجاح المركبة الأمريكية لترسل صوراً عن كوكب المريخ» وبعد ذلك كانت هناك مقاطع عن المركبة أو المسبار المنتقل لسطح كوكب المريخ، بعدها قالت الطفلة: هذه تشبه الدراجة.
قلت لها: نعم.
ثم قالت: بسؤال غريب هذه الدراجة في القمر.
قلت لها: هذه في القمر.. مجاراةً لهذه الطفلة.
قالت لي: لماذا يضعون دراجة في القمر.
قلت لها: لكي يشاهدون هل من الممكن أن نعيش فيه لكي أذهب أنا وأنت له.
قالت لي: «أنا وأنت وبابا وماما وجميعنا سنجلس هنا والحسودين اللي يهدمون البيوت واللي يقتلون يذهبون للقمر».
تعجبت فيما قالت هذه الطفلة وتكلمها بهذا الكلام حينما رأت القتل وهدم المنازل في فلسطين لتشعر بذلك وأن أطفال الحجارة على حق دفاعاً عن أراضيهم وبيوتهم وكل شبر في فلسطين الحبيبة، كيف لنا أن نعبر ونحن كبار ومحمد الدرة بين أنظار العالم يختبئ بجانب أبيه لبعض الوقت حتى فارق الحياة برصاص الإسرائيليين، وكيف لنا أن نشاهد الأطفال وهم ينظرون له ليقولون في أنفسهم لماذا يقتلونه في حزن وأسى.. كيف وكيف؟؟!!
|