حلقات يعدها: سعود الشيباني
في هذه الحلقة نواصل رصد مسيرة الخير والنماء مسيرة النهضة لهذا الجزء الغالي - سدوس - عبق الماضي وحضارة المستقبل بكل ما يحمله من تطلع لأمنيات وامانٍ لتلك المسيرة الطيبة التي حملها الآباء والاجداد.
اليوم نواصل رصد الدراسة العمرانية لسدوس وما يحمله في باطنه من ثراء سواء في الشواهد الاثرية ونهاية بالتطور الشامل الذي شهدته في السنوات الاخيرة ليواكب النهضة الشاملة التي تعيشها المملكة.
الدراسة العمرانية في سدوس
الهدف من الدراسة العمرانية لسدوس وحزوى هو إلقاء بعض الضوء على المظهر العمراني الذي كان سائدا فيهما قديما وبقيت بعض شواهده الاثرية بارزة للعيان في كل من سدوس وحزوى واستعراض التطور العمراني الشامل الذي شهداه في السنوات الاخيرة الذي يواكب النهضة الشاملة التي تعيشها المملكة وقد بدأ النمو والزيادة في مسطح الكتلة العمرانية نتيجة للزيادة في عدد السكان وازدياد متطلباتهم السكنية خصوصا بعد الازدهار الاقتصادي الذي بدأ بعد توحيد المملكة وبلغ القمة مع افتتاح صندوق التنمية العقاري.
نشأة سدوس ونموها العمراني
نشأ بلد سدوس على ضفاف أعالي وادي وتر «صلبوخ» وقام على مكان سبق الاستقرار البشري عليه لكنه خلال فترات مجهولة اندثر وكادت تختفي معالمه بشكل جزئي او كلي غير انه ما يلبث ان تدب فيه الحياة لكونه موقع استقرار بشري فكل فترة زمنية ولعدة عوامل واسباب يعاد تعميره ويأخذ اسمه القديم او اسما جديدا.
قلاع وحصون
وقد ذكر المؤرخون وعلماء المنازل والديار قلاعاً وحصوناً في سدوس منها القصر القديم وجوفاء بني سدوس وهي قلعة عظيمة ولنشأة سدوس واعادة تعمير عوامل واسباب اهمها توفر المياه والتربة الصالحة للزراعة والموقع والامن وقدرة السكان على استثمار هذه العوامل بالاضافة الى عوامل بشرية وطبيعية اخرى.
وللزراعة دور فاعل في قيام واختيار مناطق السكنى والتوسع العمراني الذي تلا ذلك، وكان لموقع سدوس المتوسط في نجد وتربعه على احد الطرق المهمة في الجزيرة العربية تأثير ملموس في تطوره ونموه العمراني.
لقد نما عمران سدوس وانشئت القلعة «حي البلاد» وشيد لها سور محكم وابراج جيدة وما زال موقعه وقربه من العاصمة يعطيه بعض التميز والدافع للنمو العمراني.
المرحلة الأولى
ولقد مر سدوس بمراحل من النمو العمراني كغيره من الحواضر حتى وصل الى ما هو عليه الآن ان مرحلة النشأة الاولى لا تزال مجهولة وإن كان اقدمها تنسب لعصر سليمان بن داود عليهما السلام غير ان تلك الابنية اندثرت ثم اعيد بناء البلد وتعميرها قبل الاسلام بقرنين من الزمان تقريبا على يد بني سدوس بن شيبان بن ذهل من بني وائل وأصبحت بلداً عامراً مدة ليست قصيرة ثم مر بمرحلة الشيخوخة او الضمور البشري والعمراني حتى عام 850هـ. حيث اعاد له حسن بن طوق التميمي حيويته وبدأ في النمو العمراني من جديد وتدل بقايا آثار عمرانه وأسواره على بعض من مراحل نموه وتطوره حيث كانت تشغل مبانيه في القرن التاسع الهجري جزءاً يسيراً من حي البلاد يحيط بها سور محكم بينما يحيط بالمزارع سور آخر ما زالت بعض بقايا ابراجه قائمة ولكنه دمر مثل بقية اسوار البلدان على يد قوات ابراهيم باشا بعد سقوط الدرعية عام 1233هـ ولقد اسهم خراب العيينة وسقوط الدرعية في القرن الثالث عشر الهجري في زيادة عدد سكان سدوس الذين انتقلوا من البلدتين مما أسهم في نموه العمراني فتم توسيع القلعة البلاد من الجهة الشمالي وهي المنطقة من برج آل عبد العزيز او آل جميعة الى برج آل محمد واضيفت للقلعة لمقابلة النمو السكاني وقد مر لويس بلي على سدوس وسجل انطباعاته عنه وذلك من الثالث من مارس عام 1865م. مما قال عنه: «لقد توقفنا هذا المساء في سدوس التي كانت عبارة عن مجموعة مزارع صغيرة وجميلة ولطيفة اجتماع بعضها الى البعض الآخر في الوادي حول حصن صغير لقد كانت المنازل وجدران الحدائق في سدوس انيقة ومتصلة مما يدل على عدم وجود العدوان والعنف».
قرى.. أم مزارع؟
ليس هناك قرى بالمعنى المعروف ولكنها مزارع في بعضها دور متناثرة في المزارع حول حي البلاد الذي سماه بلي بالحصن اشهر هذه الدور هي حي البديع وهي مجموعة من البيوت لا تتجاوز الثلاثة الى الغرب من حي البلاد، اما لويمر فيعتبر اول من عدد عدد منازل سدوس وذكر ان منازله 160 منزلاً بينما حدد عدد منازل حزوى بخمسة وعشرين منزلا، هذا هو العمران المتجمع الاول تلاه عمران متجمع آخر اذ أنشىء حي الرأس عام 1305هـ.
مراكز سدوس
وبعد الاستقرار الامني الذي شهدته المملكة على يد الملك عبد العزيز بدأ التوسع في القلعة حي البلاد خارج السور باضافة بعض الغرف ثم انشىء حي جدة عام 1343هـ تلاه حي مصدة عام 1350هـ ثم حي المنارة عام 1360هـ تقريبا وهي احياء مبنية من الطين وادخلت مادة البناء الاسمنتي مع الطيني بعمل قشرة خفيفة على السطوح وفي الارضيات وجل تلك الاحياء الطينية قد انهارت مبانيها في الوقت الحاضر.
وفي عام 1398هـ تمت مرحلة جديدة من العمران بالاسمنت المسلح بقرب شعيب رميلان كالمبنى الذي يشغله مركز سدوس وما حوله وهو اول مبنى بالخرسانة المسلحة في سدوس وفي عام 1401هـ بدأت مرحلة العمران في الحي المخطط على النظام الحديث حي المرقب، وبعد ذلك تم اعتماد مخططين احدهما غرب قارة عصيدان والآخر غرب حي المرقب يتوقع ان تستوعب النشاط العمراني في المستقبل القريب.
استخدام الأرض العمراني
تم توزيع الارض عمرانياً الى ما يلي:
اراض زراعية: يمارس سكان سدوس نشاطهم الزراعي على مساحة واسعة حيث يبلغ عدد المزارع والاستراحات الزراعية حوالي 80 مزرعة.
بعض هذه المزارع قديمة جداً وبعضها حديث وتقدر المساحة الزراعية في سدوس ب«000 ،000 ،7 متر مربع» تقريبا بينما تبلغ مزارع حزوى واستراحاتها الزراعية حوالي 25 مزرعة تشغل مساحة زراعية تقدر ب«000 ،000 ،4 متر مربع» تقريباً وهي تجمع بين مزارع قديمة واستراحات حديثة.
أراض سكنية:
وهي تلك المساحات المبنية او المعدة للبناء تقدر مساحتها في سدوس بحوالي 000 ،200 متر مربع يمكن تقسيمها الى قسمين:
عمران مجتمع: على شكل احياء سكنية يبلغ عدد وحداتها السكنية.
عمران منفرد: تشكل مبانٍ المزارع اغلبه ويبلغ عددها حوالي 25 مبنى ويمكن تقسيم العمران المجتمع الى قسمين:
المباني القديمة: وهي مبانٍ طينية بعضها قديم جداً قد يصل عمرها الى 600 عام تقريباً وبعضها حديث نسبياً وهي على شكل تجمعات عمرانية منازلها متقاربة ومتراصة واهم هذه التجمعات العمرانية الاحياء المبنية من الطين ما يلي:
حي البلاد:
وهو أقدم احياء سدوس الطينية واكبرها انشىء في عهد مبكر بعد اعادة اعمار سدوس عام 850هـ وهو قصر على شكل حصن يتحصن فيه اهالي ومزارعي سدوس، ولهذا الحصن خمسة ابراج هي برج «مسيحل» او برج السلطان.
وهذا البرج يقع في الزاوية الجنوبية الغربية من الحصن كان يعرف ببرج مسيحل وهو الشخص الذي كان مكلفا بالحراسة والمراقبة فيه ثم عرف ببرج السلطان نسبة لعبد العزيز بن دحاس من آل فهيد من آل سعيد كان يلقب بالسلطان، وكان يسكن المنزل الملاصق للبرج.
برج مبيريك:
كان يقع هذا البرج في الجزء الجنوبي الشرقي من الحصن بجوار البئر ثم ازيل عام 1260هـ تقريباً واقيم مكانه وحوله بيت سكني ازيل هذا البيت عام 1418هـ.
برج آل عبد العزيز آل معمر او برج آل جميعة:
وهو برج يتوسط السور الغربي يقع بين برج السلطان وبرج آل محمد.
برج آل محمد:
ويقع هذا البرج في الجزء الشمالي الغربي من الحصن يعرف ببرج آل محمد آل معمر حيث اصبح الحصن جزءاً من منزلهم.
برج خونان او برج الخرصان:
يقع البرج في الجزء الشمالي الشرقي من الحصن وهو اقل الابراج ارتفاعاً وكان الى عهد قريب يوكل بكل برج رجل للمراقبة والحراسة وفي وقت الحروب يرتفع العدد الى أربعة رجال وبعد ان من الله على هذه البلاد بالامن في عهد الملك عبد العزيز فقدت البروج المهمة التي انشئت من اجلها.
وكانت المباني تشغل الجزء الجنوبي من حي البلاد الذي يشمل المسجد والبئر واسطبل الخيل والبوابة الرئيسة وبعض الدور والمنازل وهذا الجزء كان يعرف بقصر سدوس، وقد تعرض هذا الجزء للهدم والتخريب عام 1809هـ.
وكان دخول المهاجمين من برج الخرصان ثم اعيد بناؤه بعد ذلك بفترة قصيرة جداً وأعتقد انه استكمل بناؤه عام 1100هـ، اما الجزء الشمالي من الحي فكان ارض فضاء. وبعد خراب العيينة ثم سقوط الدرعية عام 1233هـ انتقل بعض السكان الى سدوس فاستغل شمال الحصن الذي كان ارضاً فضاء وعمرت به اعداد من المنازل كما تم تحويل اسطبل الخيل الى منازل ايضاً وكان اسطبل الخيل يقع في الجزء الجنوبي الغربي من الحصن البلاد غرب الدروازة «البوابة» التي لها بابان كل منهما يفتح في اتجاه وزاد عدد المنازل حتى وصلت في البلاد الى 85 منزلاً ثم بدأ السكان الخروج للأحياء الجديدة فقل عدد سكان البلاد الى ان هجر ذلك الحي تماما عام 1400هـ حيث كان يسكنه بعض العمالة التي استقدمت للزراعة ثم قامت الادارة العامة للآثار والمتاحف بوزارة المعارف بتسويره عام 1406هـ واعتبرته من ضمن الآثار المهمة الا انه للأسف لم يحظ بالاهتمام المطلوب ولم يتم ترميمه فانهارت اجزاء كبيرة منه ولقد قام البروفيسور كرستوفر هنكة بعمل رسومات لمنازل سدوس من ضمنها حي البلاد وعمل نموذجاً صلصالياً لحي البلاد محفوظ بمتحف الاثنولوجيا الشهير في برلين بألمانيا واستمر في عمله هذا حوالي ثلاث سنوات منذ 1400هـ حتى 1403هـ.
حي الرأس:
يقع حي الرأس شمال شرق حي البلاد ولقد انشأ هذا الحي مشاري بن عبد الرحمن بن عبد الله بن معمر عام 1305هـ وحفر في جزئه الشمالي الغربي بئرا لاستخراج المياه لشرب سكانه ثم كثر عدد السكان والمنازل فيه الى ان وصل الى 46 منزلاً ولهذا الحي بوابة وبه مسجد واستمر السكان بهذا الحي حتى عام 1406هـ حيث خلا هذا الحي من اهله الذين انتقلوا الى الرياض والى احياء جديدة في سدوس.
حي جدة:
يقع جنوب غرب حي البلاد واول من بنى فيه منزلاً هو الامير مشاري بن عبد الرحمن بن عبد الله بن معمر حيث كان المكان ملكاً له وهو الذي انشأ حي الرأس قبل ذلك وكان بدء سكن حي جدة عام 1343هـ وكان يسمى قبل ذلك بحي المناخ او المريغة حيث تناخ فيه الابل عندما ترد او تصدر من حوض «مدي» الامام فيصل بن تركي، وبعد فتح جدة في جمادى الآخرة عام 1344هـ وعودة عدد كبير من آل معمر المشاركين في حصار جدة وفتحها مع الملك عبد العزيز وتيمناً بهذا الفتح وبعودة الرجال سالمين اقترح عبد العزيز بن ناصر بن معمر على الامير مشاري بتسمية الحي بحي جدة فكان ذلك وبحي جدة مسجد وبالقرب من المسجد بئر تمد الحي بالمياه ويبلغ عدد منازل حي جدة 17 منزلاً وتم الانتقال من هذا الحي وهجره تماماً عام 1410هـ.
حي مصدة:
يقع شمال غرب حي البلاد وحي المنارة هو المكان الذي كان يقوم عليه القصر المنسوب لسليمان بن داود عليهما السلام غير ان ذلك القصر قد تهدم ثم نقلت حجارته واستعملت اساسات لبعض المباني الطينية في سدوس وبعد هطول امطار غزيرة عام 1360هـ وامتلاء الموضع المعروف بالدويخلة بالسيول انسابت كمية منها خلال فتحة في شرقي حي المنارة وطلب مطوع سدوس في ذلك الوقت محمد بن عبد الله بن محفوظ من اهالي سدوس السماح له بحفر تلك الفتحة فكان له ذلك فاذا هي بئر منحوتة في الصخر قيل: انه وجد فيها بعض الحلي ثم استخرج الماء ووضع له حائطاً فيه نخيلات واثيلات وبجانبه انشأ منزلاً صغيراً ثم تسارع بعض سكان سدوس في البناء في هذا الحي حيث يتسم بالارتفاع عما حوله وهو اول حي طيني في سدوس ينشأ بدون سور وبوابة وفيه مسجد وعدد منازله حوالي 20 منزلاً.
وفي عام 1412هـ هجرت اغلب منازله الا ان بعض المنازل التي تقع في شماله هدمت واحل محلها مبانٍ من الخرسانة المسلحة لا يتجاوز عددها خمسة منازل ثم قامت بلدية العيينة عام 1417هـ بهدم اغلب منازل الحي، اما في حزوى فإن المساكن القديمة تتناثر في المزارع وتوجد كتلة عمرانية طينية قديمة في حزوى هي التجمع السكني لمبنى الامارة السابق وما حوله من بيوت انتقل سكانها الى مبانٍ احدث.
المباني الحديثة:
تقوم الكتلة الكبرى والاحدث من هذه المباني في حي المرقب وهو الحي الجديد المخطط حديثاً والمعتمد، ويبلغ عدد القطع الاراضي فيه 90 قطعة اقيم منها عدد 27 فلة، كما يوجد عدد من المباني الحديثة متناثرة وسط المزارع ويتوقع ان يتجه العمران في سدوس للحي المعتمد غرب قارة عصيدان والحي الآخر المخطط غرب حي المرقب واللذين يبلغ عدد الاراضي فيهما حوالي 400 قطعة سكنية، اما حزوى فان الكتلة العمرانية الحديثة قد أنشئت على جانبي الطريق العام في البلدة على شكل دارات «فلل» واستراحات زراعية تقوم على جزء منها فلل سكنية وهي استراحات جميلة ومنظمة.
الطرق الحديثة:
تعد شبكة الطرق الحديثة القائمة حالياً من اهم عناصر التطور العمراني لبلدي سدوس وحزوى حيث تربطهما بالعاصمة والحواضر الاخرى في المملكة كما تشكل شرايين تربط المباني السكنية فيهما بعضها مع بعض. ويربطها بالرياض طريق معبد عبر ثنية الابكين ثم وادي حنيفة «الحيسية» حيث تم انجاز هذا المشروع وبدأ استخدامه عام 1394هـ كما يربطهما ببلدة حريملاء طريق معبد عبر ثنية حمد تم انجازه واستخدامه عام 1414هـ ويرتبط بلدا سدوس وحزوى بشبكة طرق معبدة تربط احياءهما بعضها ببعض ويقدر اجمالي اطوال هذه الطرق بسدوس وحزوى بحوالي 24 كيلاً وتم توسعة وتجميل وانارة مدخل سدوس وحزوى حيث اصبح مسارين منفصلين ويتم توسعة الطريق من الحيسية عبر الابكين هذا العام 1419هـ وتمتد بعض الطرق المعبدة في سدوس الى بعض مزارعها.
المرافق العامة:
تغطي المنطقة المعمورة في سدوس وحزوى شبكة لا بأس بها من المرافق التي انجزتها الجهات المسؤولة في حكومتنا الرشيدة وهي كما يلي:
الكهرباء:
بدأ دخول الكهرباء لبلد سدوس عام 1391هـ وكانت محطة محلية تقوم بتغذية البلد وفي عام 1400هـ تم ايصال التيار الكهربائي لحزوى.
الهاتف:
تم ربط سدوس وحزوى بالخدمة الهاتفية في 24/10/1407هـ وكان عدد الخطوط الهاتفية 24 خطاً ويتم في الوقت الحاضر زيادة الخطوط الهاتفية لتغطي أغلب المنازل والمزارع.
المياه:
كان مصدر مياه الشرب في سدوس هو مياه الآبار وأهم بئر كانت تسقي الناس هي البئر المسماة الرفيعة من الآبار والركايا، ثم تلا ذلك ايصال الماء عبر شبكة من الانابيب المعدنية لمنازل سدوس وانشىء خزان مياه ليمد البلد بمياه الشرب وذلك عام 1398هـ.
النشاط الاقتصادي
كان اقتصادها في الماضي مرتبطا بسقوط الامطار وما يتوقف عليه من زراعة ونمو الاشجار والاعشاب يكون مصدرا اساسياً للرعي وانتاج محاصيل زراعية متنوعة تترتب عليها حركة تجارية محدودة ما تلبث ان تتأثر بالجفاف وانقطاع الامطار ثم تعود للازدهار بعد هطول الامطار وهكذا.
وقد تنبه سكان سدوس الى عدم الاعتماد بصفة اساسية على مياه الامطار والى ضرورة تنويع مصادر الاقتصاد، وذلك عن طريق التجارة وان كانت محدودة جداً بالاضافة الى ان هناك مصادر اخرى تدعم اقتصاد سدوس كالصناعات والحرف وبعد توحيد المملكة.
وكانت الحركة التجارية في سدوس محدودة الى حد ما فكانت تباع المنتجات المحلية والمحاصيل الزراعية والبضائع المستوردة بين السكان انفسهم او بينهم وبين البلدان القريبة منهم كما كانت حركة التبادل التجاري نشطة مع البوادي اذ يقصد سدوس عدد من قوافل البادية لشراء ما يحتاجونه منها او لبيع بعض حيواناتهم من اغنام ومعز وإبل.
وكانت الساحة المقابلة لبوابة البلاد هي السوق الخاص ببيع الاغنام والمعز والابل وخاصة يوم الجمعة من كل اسبوع. ويتزود اهل البوادي بالتمور والحبوب والملابس ويبيعون كذلك ما لديهم من السمن والاقط والاصواف وبعد توحيد البلاد على يد الملك عبد العزيز ورجاله المخلصين وانتشار الامن والرخاء الاقتصادي بدأ سكان سدوس يجلبون كل ما يحتاجونه من خارج سدوس وخاصة من اسواق العاصمة الرياض او من اسواق المدن القريبة كالعيينة ثم افتتحت في سدوس الجمعية التعاونية عام 1390هـ وساهمت في تأمين بعض احتياجات السكان بالاضافة الى بعض المحلات التجارية المحدودة.
الإنتاج الزراعي:
لقد استثمر سكان سدوس جهودهم بما يتوافق مع طبيعة الارض ونوعية تربتها والنباتات التي تنمو فيها مما ساعد على زيادة الانتاج الزراعي، ولاسيما وان جودة التربة والمعروفة منذ القدم كانت اكبر مساعد لهم فقد قال ياقوت عنها: «هي اخصب قرى اليمامة» والمحاصيل الزراعية المشهورة في سدوس هي:
التمور: تعتبر شجرة النخيل هي الشجرة الاولى في سدوس ولقد اهتم اهل سدوس بهذه الشجرة حتى اعطت الثمرة الجيدة.
وعندما وفد اهل سدوس على الرسول - صلى الله عليه وسلم - حملوا معهم من انتاجهم الجيد من هذا التمر وأهدوه للرسول - صلى الله عليه وسلم - فدعا بالبركة في ذلك التمر وللمزرعة التي انتجته.
وتكلم لويس بلي الذي زار سدوس عام 1281هـ عن سمعة نخيل سدوس التي شاعت، وما عرفه عنها وهو في الكويت فقال: «وكنت قد سمعت حتى على ساحل البحر عن جمال حدائق نخيلها التي تزهو بها اعطاف الوادي».
وتبلغ الاعداد التقريبية لأشجار النخيل في سدوس وحزوى حوالي 14 الف نخلة واشهر تمور سدوس الخضري والمسكاني وزرعت في السنوات الاخيرة اصناف عديدة من اشجار النخيل.
الرمان:
لقد اشتهر في سدوس نوع من الرمان وحينما تكلم مؤلف كتاب المناسك عن سدوس قال: «وبها رمان وموصوف ربما بيع المائة رمانة بدرهم تخرج الرمانة كيلجة من حب احلى شيء» وقال ياقوت الحموي عن رمانها: «لها رمان موصوف».
اما الآن فإن هذا الرمان لم يعد له وجود على ان مزارعي سدوس احضروا في السنوات الاخيرة اصنافاً جيدة من الرمان من الطائف وغيره من البلدان التي تتميز بجودة مذاقها.
وتزرع في سدوس اصناف عديدة من المنتجات الزراعية اهمها:
الحبوب كالقمح واشهر اصنافه في سدوس وما حولها اللقيمي وهو نوعان ثم الصماء ودخلها اصناف مستوردة اثناء النهضة الزراعية الاخيرة. ومن الحبوب كذلك الشعير والذرة والدخن والفواكه واشهرها العنب والتين والخضار والحمضيات التي اشهرها الاترج وادخلت في السنوات الاخيرة اصناف عديدة من اشجار الفواكه والخضار والحمضيات ساعدت جودة التربة ووفرت المياه والخدمة الجيدة على نجاح تلك الاشجار وجودة انتاجها الاقتصادي، وكان استخراج المياه من الآبار يتم بواسطة الحيوانات واول مضخة استخراج المياه جلبت الى سدوس كان عام 1370هـ في مزرعة «نخل» المريفع التابعة لعبد الله بن عبد العزيز بن معمر ومع الدعم الذي قدمته الدولة للزراعة والمزارعين عن طريق البنك الزراعي توسعت الرقعة الزراعية وتنوعت المحاصيل واستعملت اساليب الزراعة الحديثة مما ساعد على اتساع رقعة الاراضي الزراعية التي تقدر مساحتها الآن بحوالي 000 ،000 ،14متر مربع في سدوس وحزوى وبلغ عدد المزارع والاستراحات الزراعية حوالي 105 مزرعة ورغم صغر المساحة المزروعة في سدوس الا ان كمية الانتاج الزراعي عالية وتأخذ بعض منتجات سدوس وحزوى طريقهما الى الاسواق المجاورة كالرياض والعيينة وحريملاء.
|