* عمان - رويترز:
رغم وعود المسؤولين الامريكيين باشراك العراقيين في اعادة اعمار بلادهم فان رجال الأعمال العراقيين يقولون إن الشركات الاجنبية تحظى بالعقود الدسمة ولا تلقي لهم الا بالفتات.
وقال رجل الاعمال العراقي طه الدفاعي «لا يمكننا الاتصال بالشركات الأمريكية للحصول على عمل وانما نتصل بالشركات العربية التي ترتبط بصلات مع الشركات الامريكية.
وفيما يتصل بالمناقصات الامريكية لا نعرف اين تتم ولا ماهي القواعد، لابد من الجري وراء الولايات المتحدة للحصول على عمل.
وردد كثير من رجال الأعمال العراقيين المشاركين في مؤتمر لاعادة الاعماراختتم اعماله في عمان مؤخرا صدى ما قاله الدفاعي.
وطالب البعض باعطاء الاولوية للعراقيين، ولم يتضح بعد كم من العقود الجديدة التي تمولها الولايات المتحدة ويبلغ حجمها 6 ،18 مليار دولار سيذهب للعراقيين الذي شكوا من افتقارهم لامكانيات التمويل والخبرة الفنية اللازمة للتنافس مع كبار الشركات الأجنبية بعد عقد من عقوبات الامم المتحدة، لكن مسؤولين امريكيين قالوا: ان جهودا تبذل لمساعدة الشركات العراقية على تطوير المهارات اللازمة وايجاد تمويل.
وقال الاميرال المتقاعد ديفيد ناش الذي يرأس مكتب برنامج الادارة المسؤول عن العقود «من بين اهدافي تطوير قدرة العراقيين على ادارة برامج كبيرة بالاضافة إلى اعادة بناء صناعة التشييد في العراق».
ومضى قائلا: «سيقولون لكم على الأرجح انهم في وضع سيىء الى حد ما في الوقت الحالي ولكن مع قليل من المساعدة يمكنهم أن يكتسبوا قدرة كبيرة على المنافسة».
وشارك نحو 200 عراقي في المؤتمر الذي عقد في عمان ومن المقرر تنظيم معرض لشركات الأعمال في بغداد في ابريل نيسان المقبل ينتظر ان يجتذب الوف العراقيين.
لكن في حين حصلت شركات عراقية على كثير من العقود من الباطن فان اغلب هذه العقود تتصل بمشروعات صغيرة.
وبينما يعترف كثيرون بانهم غير مؤهلين لتنفيذ مشروعات كبيرة فانهم يقولون ان الشركات التي تفوز بالعقود الدسمة ليس امامها خيار سوى ان تعطيهم ولو حتى الفتات، يقول طارق حسون رجل الاعمال والمهندس العراقي «أنه في مصلحة كل من العراقيين والشركات الأجنبية ان يشارك العراقيون في اعادة الاعمار لان العمالة المحلية رخيصة».
ويضيف «سنحصل على عمل مع الامريكيين كمقاولين من الباطن لانه ليست لدينا التكنولوجيا اللازمة لتنفيذ مشروعات كبيرة بانفسنا».
واذا دققنا مليا سنجد أن بعض الشركات المسجلة في العراق التي فازت بعقود كبيرة من الباطن من المقاولين الأوليين مثل بكتل كورب الأمريكية مملوكة في الواقع لمستثمرين عرب آخرين او مملوكة بشكل مشترك مع غيرالعراقيين.
وقال مسؤول بواحدة من هذه الشركات مملوكة لكويتيين ولكن يقول انها تشغل اساسا عراقيين «نفذنا اعمالا بحوالي 100 مليون دولار وهناك بعض المشروعات قيد التنفيذ».
ويقول خالد عيد المدير التجاري لشركة الكونكورد الأردنية التي فازت بعقد من الباطن من بكتل في سبتمبر ايلول لانشاء محطة معالجة مياه ان شركته تشغل ايضا بشكل عام عراقيين في مشروعاتها بالعراق مما يشير إلى ان ثمار العقود تصل في نهاية المطاف الى الجميع، بيد أن الشركات العراقية تقول انها بانتظار تذوق هذه الثمار.كما يقول احد المقاولين العراقيين «لم نحصل بعد على اي شيء من الامريكيين واشك في اننا سنحصل على شيء، احيانا يجري منح العقود دون حتى أن نعرف انهم فتحوا باب تلقي العطاءات».
|