عند تنفيذ أية عملية فدائية في الأراضي الفلسطينية تقفز إلى الذهن الدوافع التي تجعل فتاة في مقتبل العمر كالذي حصل عند معبر ارينز صباح أمس تضحي بنفسها لتقتل عددا من جنود الاحتلال الإسرائيلي وتصيب آخرين بجروح بليغة.
اعتماد لغة القتل والموت بدلاً من الحوار والتفاوض من المسئول عنها؟!
وتزايد سفك الدماء على أرض فلسطين، من المسؤول عنه؟!!
هل الفدائيون والاستشهاديون الذين يقدمون ارواحهم واجسادهم فداء لما يؤمنون به لتحرير الوطن، وتحقيق اهداف شعبهم باقامة دولة فلسطينية مستقلة تكفل لشعبها العيش بكرامة في وطن حر سعيد.
هل هؤلاء مسؤولون عن استمرار هذه الحالة المأساوية في فلسطين ام ان المحتلين الذين استباحوا الارض، وقمعوا الشعب، وجرفوا الأراضي، ودمروا المنازل والمصانع، وقسموا الوطن إلى أجزاء بجدار عنصري حصر اصحاب المدينة الواحدة والقرية في مجموعات صغيرة وفصلوها عن بعضها البعض، فأصبح ابن المدينة الواحدة معزولاً عن اخيه يمنعه جدار عنصري من تجاوز شمال المدينة الى جنوبها ومن شرقها الى غربها، وذبحوا آلاف الفلسطينيين، اغتيالات واجتياحات اسقطت المئات من الفلسطينيين الابرياء العزل.
ماذا يفعل الشاب الفلسطيني.. وماذا تفعل الفتاة الفلسطينية وهي ترى وطنها يستباح ويجزأ ويقسم ليس الى ارض يستولي عليها اليهود ويقيمون عليها كياناً خاصاً به يحمل اسم اسرائيل وارض يحتلها جنود اسرائيل يحشر فيها الفلسطينيون حشراً بلا عمل ولا مستقبل، بل يتعدى الى تقسيم هذه الارض المحتلة الى مربعات واجزاء بجدار عازل يفصل بين اصحاب الارض الحقيقيين، وبين الغرباء الذين استولوا على الارض ينهبون خيراتها وتركوا اصحابها خلف الجدار يعانون من الحرمان والاحباط واليأس.
عملية الأمس وما سبقها من عمليات فدائية.. وثقافة الموت الغالبة الان في فلسطين مسؤول عنها من زرع الموت والحرمان والاحباط واليأس في أرض فلسطين.. من احتل الارض.. واهان الانسان في فلسطين.
|