الشركات العراقية تشكو من الحرمان من عقود التشييد
واشنطن تفسح لكندا وفرنسا ودول أخرى مجال المساهمة في الإعمار

* مونتيري - بغداد - الوكالات:
أعلنت الولايات المتحدة على هامش قمة الدول الأمريكية في مونتيري (المكسيك) الثلاثاء ان كندا ستتمكن من المشاركة في طلبات استدراج عروض لإعادة اعمار العراق ويمكن ان تليها فرنسا ودول اخرى ولكن وفق شروط محددة.
واعلن الرئيس الأمريكي جورج بوش في ختام لقاء مع رئيس الوزراء الكندي الجديد بول مارتن ان «كندا يمكنها المشاركة في دفعة جديدة من مشاريع اعادة اعمارالعراق»، معبرا عن ارتياحه «لانهم يريدون ان ينجح العراق وان يصبح حرا ويدركون اهمية وجود بلد حر في وسط الشرق الاوسط».
وقد قدرت برامج المرحلة الثانية من اعادة اعمار العراق ب6 ،18 مليار دولار.
وكان قد سمح لشركات كندية بالحصول على عقود ثانوية من شركات دول سمح لها بتقديم عروضها في المرحلة الاولى.
وفي واشنطن، صرح مساعد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية آدم ايريلي ان القرار الأمريكي اتخذ بعد الدعم الذي قدمته كندا في مؤتمر الجهات المانحة في مدريد في تشرين الاول/اكتوبر الماضي.
وقد اعلنت اوتاوا حينذاك عن مساهمة تبلغ مئتي مليون دولار في الصندوق الدولي لاعادة اعمار العراق.
وكان رئيس الوزراء الكندي السابق جان كريتيان عارض الحملة العسكرية الأمريكية على العراق لكنه قرر دعم إقامة الصندوق.
وقال ايريلي ان «كندا اوضحت التزامها برؤية عراق حر والاعتراف بهذا الالتزام يسمح لها بتقديم عروض لعقود المرحلة الثانية».
وكانت كندا ودول اخرى عارضت الحرب على العراق من بينها فرنسا وروسيا والمانيا استبعدت من الدفعة الاولى من عقود اعادة اعمار العراق التي اطلقتها الولايات المتحدة.
وفي مونتيري، صرح الناطق باسم مجلس الامن القومي في البيت الابيض شون ماكورماك الثلاثاء ان بوش «قال انه يرغب في الاعتراف بالمساهمة التي قدمتها كندا ودول اخرى (في مؤتمر الجهات المانحة) في مدريد واذا ارادت فرنسا وغيرها (من الدول)الانضمام إلى جهودنا في العراق فإن الظروف ستتبدل».
واوضح ماكورماك في حديث لصحافيين «من الممكن ان تكون هناك دول اخرى» مشاركة في المرحلة الثانية. واضاف «لا يمكنني استبعاد الامر والظروف يمكن ان تتبدل».واكد ايريلي في واشنطن ان هذه التصريحات لا تشكل تغييرا في موقف الأمريكيين، موضحا ان مشاركة بعض الدول في اعادة اعمار العراق يخضع لبعض الشروط التي لم يوضحها.
واضاف «اذا طرأت تطورات جديدة حول بعض الدول فإننا سنأخذها بالتأكيد في الاعتبار».وفي واشنطن اعلن مسؤول كبير في وزارة الدفاع الأمريكية ان دفعة ثانية من طلبات العروض لعقود في العراق ستعلن موضحا انها ستفتح لعدد اكبر من الدول التي شاركت في الجولة الاولى لكنه اوضح ان الوزارة لم تحدد عدد الدول بعد، وتبلغ قيمة هذه الدفعة الثانية من العقود باربعة او خمسة مليارات دولار.
من ناحية اخرى رغم وعود المسؤولين الامريكيين باشراك العراقيين في اعادة اعمار بلادهم فإن رجال الاعمال العراقيين يقولون ان الشركات الاجنبية تحظى بالعقود الدسمة ولا تلقي لهم إلا بالفتات.
وقال رجل الاعمال العراقي طه الدفاعي «لا يمكننا الاتصال بالشركات الأمريكية للحصول على عمل وانما نتصل بالشركات العربية التي ترتبط بصلات مع الشركات الأمريكية». وفيما يتصل بالمناقصات الأمريكية لا نعرف اين تتم وما هي القواعد لذلك، لابد من الجري وراء الولايات المتحدة للحصول على عمل».
وردد كثير من رجال الاعمال العراقيين المشاركين في مؤتمر لاعادة الاعمار اختتم اعماله في عمان صدى ما قاله الدفاعي، وطالب البعض باعطاء الاولوية للعراقيين.
ولم يتضح بعد كم من العقود الجديدة التي تمولها الولايات المتحدة ويبلغ حجمها 6 ،18 مليار دولار سيذهب للعراقيين الذي شكوا من افتقارهم لامكانيات التمويل والخبرة الفنية اللازمة للتنافس مع كبار الشركات الاجنبية بعد عقد من عقوبات الامم المتحدة، لكن مسؤولين أمريكيين قالوا ان جهودا تبذل لمساعدة الشركات العراقية على تطوير المهارات اللازمة وايجاد تمويل.
وقال الاميرال المتقاعد ديفيد ناش الذي يرأس مكتب برنامج الادارة المسؤول عن العقود «من بين اهدافي تطوير قدرة العراقيين على ادارة برامج كبيرة بالاضافة إلى إعادة بناء صناعة التشييد في العراق».
ومضى قائلا: «سيقولون لكم على الارجح انهم في وضع سيء إلى حد ما في الوقت الحالي ولكن مع قليل من المساعدة يمكنهم ان يكتسبوا قدرة كبيرة على المنافسة».
وشارك نحو 200 عراقي في المؤتمر الذي عقد في عمان ومن المقرر تنظيم معرض لشركات الاعمال في بغداد في ابريل نيسان المقبل ينتظر ان يجتذب ألوف العراقيين.