* فلسطين المحتلة - بلال أبو دقة:
في الوقت الذي كانت فيه طائرات الأباتشي الاسرائيلية تقصف المواطنين الفلسطينيين في مدينة غزة، كانت المقاومة الفلسطينية توجه ضربة قوية داخل العمق الإسرائيلي.. عندما فجر فدائي فلسطيني نفسه وسط مجموعة كبيرة من الإسرائيليين داخل محطة للحافلات في شمال تل أبيب مما أسفر عن مقتل أربعة إسرائيليين، وإصابة 15 آخرين بجراح، وصفت جراح ثلاثة منهم بأنها بالغة الخطورة.
وذكرت مصادر إسرائيلية أن مقاوما فلسطينيا اخترق كافة الحواجز العسكرية الاسرائيلية وتمكن من الوصول إلى مفرق (جوبتسكي) شمال تل أبيب حيث فجر نفسه داخل محطة للحافلات الاسرائيلية.
وبحسب هذه المصادر كان الفدائي الفلسطيني (الذي ينتمي لكتائب أبو علي مصطفى الذراع العسكرية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين..) يحمل حقيبة جلدية على ظهره مفجرا نفسه بين الإسرائيليين.
هذا واعتبرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين إن العملية الفدائية التي هي رد طبيعي على جرائم الاحتلال الإسرائيلي في كل من رفح وباقي المدن الفلسطينية.
وقال كايد الغول أحد قياديي الجبهة الشعبية في قطاع غزة في اتصال هاتفي مع «الجزيرة»: إن الفصائل الفلسطينية أعلنت في اكثر من مرة تحييد المدنيين الفلسطينيين والإسرائيليين وإخراجهم من دائرة الصراع إلا أن إسرائيل لم تلتزم بذلك على الإطلاق، ولذلك لا يمكن للشعب الفلسطيني وفصائله السكوت والوقوف مكتوفي الأيدي أمام الجرائم الإسرائيلية المتواصلة.
وأكد قيادي الجبهة الشعبية على أن حكومة شارون لم تعط أية فرصة أو أي اهتمام لحدوث تهدئة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ومارست المزيد من العدوان على الشعب الفلسطيني، دون رقيب ولا حسيب، والعالم كله يتفرج على آهات الفلسطينيين.
وكشف القيادي البارز في الجبهة الشعبية في قطاع غزة النقاب عن أن الجبهة الشعبية يمكنها أن تلجأ لإعلان الهدنة كأمر تكتيكي وليس كإستراتيجية، حيث لا يجوز أن تكون استراتيجية الشعب الفلسطيني فقط إعلان الهدنة، دون أن يمتلك أوراقا أخرى على رأسها ورقة المقاومة.
هذا وأدان رئيس الوزراء الفلسطيني أحمد قريع (أبو علاء)، عملية الاغتيال التي نفذها سلاح الجو الإسرائيلي في غزة، وكذا أدان قريع العملية الفدائية التي وقعت في شمال تل أبيب.. وجاء في بيان صادر عن مكتبه: إن الحكومة الفلسطينية تدين دائرة العنف وتعارضه.
جهات أمنية إسرائيلية تطالب بالرد على العملية، بتوجيه ضربة عسكرية لسوريا
وفي أعقاب وقوع العملية أعطى وزير الأمن الإسرائيلي شاؤول موفاز أوامر بفرض الإغلاق التام على الضفة الغربية وقطاع غزة.. وكان موفاز يشارك في مراسم إنهاء دورة طيران في قاعدة عسكرية جنوب اسرائيل.
من جانبها قالت مصادر سياسية إسرائيلية مسؤولة تعقيبًا على العملية: لا حاجة لتغيير النهج الإسرائيلي.. إسرائيل ستستمر في الخطوات التي تتخذها في محاربتها ل(الإرهاب).. نحن في صدد موجة عمليات إرهابية، في الوقت الذي نجحت قوات الأمن في إفشال عمليات.
وقال عضو الكنيست الإسرائيلي المتطرف (يحيئيل حزان) رئيس لوبي مستوطني الضفة الغربية وقطاع غزة تعقيبا على العملية: تثبت هذه العملية أن سياسة الخضوع التي ينتهجها أريئيل شارون حول الإخلاء الأحادي الجانب وظاهرة رفض الخدمة العسكرية، تشجع منفذي العمليات الذين يستنتجون أن الإرهاب يحقق لهم المزيد من التنازلات والانسحابات..!!
وبموجب أقوال عضو الكنيست هذا المتطرف: فإن الرد على العملية يجب أن يكون الاغتيال الفوري لجميع قادة الإرهاب وعلى رأسهم ياسر عرفات..!!
هذا ونقلت القناة الأولى في التلفاز الإسرائيلي عن جهات أمنية إسرائيلية مطالبتها بالرد على العملية الفدائية بتوجيه ضربة عسكرية لسوريا التي تؤوي الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ومنظمات فلسطينية «إرهابية» على حد وصف المصدر.
|